“غندور” ينعي بأسى النقابي الراحل ” تاج السر عبدون” ويحكي عن العلاقة التي جمعت بينهما

الخرطوم: السوداني الالكترونية
تحت عنوان ” يوم اختارني عبدون ويوم اختاره الله” كتب القيادي الإسلامي بروفيسور ” إبراهيم غندور”، بأسى علاقته بالفقيد رئيس اتحاد العمال السابق ” تاج السر محمد عبدون”، بحسب ما نقلت “السوداني الالكترونية”

قائلاً: لم تكن لي أي صلة بالعمل النقابي قبل لقائه، وقد كان مساري واضحاً منذ انتمائي السياسي في سني الدراسة بجامعة الخرطوم أن أحافظ على اهتماماتي الأكاديمية، وعقب التخرج حرصتُ على الاستمرار في الجهد الأكاديمي بعد أن عُينتُ معيداً في الكلية وابتعثت للدراسات العليا، فكان أن حرصتُ على تصويب كل جهدي حتى أبلغ درجة الأستاذية “بروفيسور” التي كانت حلمي وأمنيتي، حتى طلب الى أخ عزيز أن أحضر مترجماً للقاء يجمع قيادات اتحاد العمال مع وفد من الأوربيين.

بعد إلحاح تأخرت لساعات عن رحلة علمية ولائية ثم لحقت بها بعد إنجاز ترجمة اللقاء ؛كان اللقاء في العام ١٩٩٢م.

كان رجلاً قوي الشخصية سمح السجايا بادي الرأي شجاعاً ذكياً يتسلح بفراسة المؤمن، انه الأستاذ السر محمد عبدون الذي كان محور ذلك اللقاء ومتحدثه البارع الذي لا يتردد في الإجابات بل يبادر الى استباق الأسئلة المتوقعة في مداخلاته.

بعد إنجازي للترجمة ومغادرتي، وفي العام ١٩٩٢م، ألح الراحل السر عبدون أن التحق باتحاد العمال في دورته الجديدة، وقد كنت يومها على وشك نيل درجة الأستاذية التي نلتها ايضاً في نفس العام، فقطعت اعتصامي الأكاديمي تحت الرغبة الملحة للراحل عبدون، والتحقت باتحاد العمال أميناً للعلاقات الخارجية كأول موقع نقابي وأول استجابة لتكليف بشغل موقع عام منذ تخرجي في الجامعة.

تلك هي الواقعة التي جمعتني بالراحل عبدون وبالعمل النقابي، فأنا مدين له باكتشاف قدرتي على ولوج هذا المجال، كما أنني مدين له أن تلقيت على يديه وفي خضم تجربتي معه في العمل النقابي الكثير من الدروس والعبر والخبرات، تلك هي النظرة التي آمل أن أكون قد أوفيتها حقها من خلال تجربتي النقابية.

لقد كان الراحل مدرسةً قائمة ً بذاتها في القيادة والإدارة وحسن التدبير ونفاذ البصيرة، طيب المعشر واضح الرؤية إنساني السجايا سمح الخصال، كان العمال إخوته وأبناؤه وهمه في صحوه ومنامه، كان نقابياً لا يشق له غبار ووطنياً لا يقدم على وطنيته ما سواها، أفنى جل عمره منذ وقت مبكر في الحركة النقابية فكان أحد رموزها الكبار الذين خلدوا أسماءهم بطيب سيرتهم وحسن تعهدهم لمن حولهم والتصدي لحقوق العمال.

كان الراحل رحمه الله وفاقياً حريصاً على وحدة الحركة النقابية يرى قوتها في اتحاد لُحمتها وانتظام صفوفها وقد كرّس جهده ووقته حتى جمعها على صعيد وجسم واحد، فأصبحت قوة ضاربة في التضامن والتفاوض والحفاظ على الحقوق.

يوم نعى الناعي أستاذنا السر عبدون كان يوماً حزيناً علينا وعلى أجيال متعاقبة من رواد الحركة النقابية الذين جايلوه، وقد ترك رحمه الله في حياة كلٍ منهم بصمة وتميزاً.
اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأجدد التعازي لأسرته الصغيرة والحركة النقابية بيته الكبير، ولا نقول الا ما يرضي الله.

وكان الفقيد “تاج السر عبدون” الذي شغل رئاسة الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، قد توفي مساء الجمعة ٧ نوفمبر ٢٠٢٠، بحي مارنجان بمدينة ود مدني التي نشأ فيها، ويعد الفقيد أول رئيس للحركة النقابية الموحدة تحت مُسمى اتحاد عمال السودان لدورتين من العام 1992 إلى العام 2001.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.