الطرق القومية تحتضر

بقلم : احمد المصطفى ابراهيم

الخدمات والسلع كلها بمقابل مادي . هل رأيتم مستهلكاً دلف الى متجر أو (سوبرماركت) كما يقولون وطلب سلعة ودفع سعرها ورفض البائع ان يسلمه السلعة بلا أي حجة. كيف سينتهي هذا المشهد؟ 999 النجدة.
على طرقنا القومية يحدث هذا وأكثر هناك نقاط تحصيل رسوم الطرق القومية محسوبة بالكيلومتر كلما بعدت المسافة كبر رسم العبور . هذه النقاط التي أُريد لها أن تواكب العصر جاءت أكثر تخلفاً هذه النقاط في كثير من دول العالم مزودة بكاميرات وآلات كلما مرت سيارة تم خصم رسوم من حساب صاحبها تلقائياً حيث السيارة هي الأخرى بها جهاز مربوط بالشبكة. مقابل ذلك يتحصل السائق طريقاً أملس من جلد الثعبان ومضاء وملون وبه من الإشارات ما يحفظ حياة البشر الغالية إلا هنا.
هذه النقاط أُريد لها أن تكون كذلك، ولكن للأسف جاءت بإدارة بشرية كاملة بحجة ضعف شبكات الاتصالات وعدم انتشارها وجعلت لها بوابات الكترونية تفتح بمجرد ان تدفع الرسوم هذه أيضا توقفت لأن البشر أرخص من الآلة (في الدول المتخلفة فقط). لذا صارت تغلق بجدار بلاستيك يحركه شاب عندما تأتيه إشارة افتح والعكس.
الذي يدفع رسوم عبور الطرق القومية يجب أن يجد مقابلها، طريقا لا عيب فيه لا أعني الخشونة ولكن أعني خلوه من الحفر (طموحاتنا في طرق مزدوجة ننتظر بها حكومة ما بعد الانتخابات) أما الحكومة الانتقالية فقط صيانة ما هو قائم.
كل قادم من جهة يشكو رداءة الطرق ويأتي في المقدمة (حبوبة عجوز) طريق الموت طريق الخرطوم مدني. ويقال ان طريق سنار الدمازين بلغ من السوء مرحلة كبيرة أما طريق التحدي وخصوصا شمال الخرطوم ينطبق عليه ما على طريق مدني إن لم يكن أكثر.
أين هيئة الطرق والجسور من هذه الطرق كل يوم حفرة جديدة وأي حفرة إما تسببت في حادث مروري موت وإصابات أو أصاب مركبة وعطلها عطلاً يحتاج قطع غيار وهذه خسارة على الصعيد الشخصي لصاحب المركبة وعلى الدولة التي تستورد قطع الغيار وكل ذلك كان يمكن تفاديه بكوريق زفت يصب على هذه الحفرة.
قطعا لهيئة الطرق والجسور من الحجج الكثير، وهذه طبيعة كل مُقصِر لابد أن يبحث عن شماعة، ولكن المستهلك أو المواطن يريد أن يعرف مقابل ما يدفعه من رسوم عبور الطرق القومية. كيف يدفع بلا مقابل وهذا المنطق هو ما يجعل التكدس في هذه النقاط. كثيرون لا يريدون أن يدفعوا بحجة أن هذه الطرق وما وصلت إليه لا يستحق دفع رسوم. ولسان حالهم يقول ما في شيء يستحق الدفع إلا 20 كلم شمال ود مدني.
اردموا هذه الحفر ولتكن بداية جادة لكل الطرق بارك الله فيكم وبعدها سنسأل عن المسارات والتوسعة والإضاءة.
كلاهما يحتاج تربيةً شعب وحكومة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.