عبدالحميد عوض …اجندة‎

أجنحة السادة

  • أتحدى وأراهن، أعتى خبراء العلوم السياسية في البلاد، ومراقبي حركة الأحزاب السياسية، أن يحصوا بشكل قاطع ودقيق عدد الفصائل الاتحادية التي انشقت عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، خلال السنوات الماضية، كما أراهن من يريد الرهان، ليخبرني عن قادة تلك الفصائل الاتحادية وسيرتهم ومسيرتهم، فالتيار الاتحادي سيسجل عما قريب نفسه، على رأس قائمة أسوأ التيارات تماسكاً على مستوى العالم، وسيكون ذلك هو الانجاز الثاني للحزب، بعد إنجاز الاستقلال..!!
  • آخر تجليات الانشطار الأميبي في الحزب الاتحادي، هو بروز جناحين داخل أسرة الميرغني التي ظلت قابضة لعقود على الحزب وإدارته، الجناح الأول يقوده السيد الحسن الميرغني، والثاني يقوده شقيقه، السيد جعفر الصادق، كل جناح يدعي تكليفه من السيد محمد عثمان، الأب، بإدارة شئون الحزب في هذه الفترة من تاريخ السودان.
  • جعفر الصادق، يتحرك على مستوى القوى السياسية ويسعى لخلق تحالفات جديدة، تخرج الحزب من حالة العزلة التي وجد فيها نفسه في أعقاب سقوط نظام المؤتمر الوطني الذي شاركه الاتحادي السلطة حتى الرمق الأخير، وشاركه كذلك في حملات تضليل الشعب، كما فعل حاتم السر، وزير التجارة من خلال مقولته الشهيرة في الساحة الخضراء “لا صف بعد اليوم غير صف الصلاة” وهو وعد عرقوب صار مدعاة للسخرية من السر، وحزبه.
  • أقصى ما نجح فيه السيد جعفر هو لقائه بعبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية، قطاع الشمال، والذي انتهى ببيان إنشائي كل طرف أراد به استخدام الطرف الآخر لكسب نقطة في الملعب السياسي.
  • في الوقت الذي يتحرك فيه السيد جعفر على المستوى السياسي، يحاول السيد الحسن إعادة استقطاب قوى اجتماعية مرة أخرى، بعد أن كانت تدين بالولاء للحزب في السابق، مثل الطرق الصوفية وقيادات القبائل، وعلى غير ذلك تقف قيادات الحزب، خارج دائرة الفعل وربما تنتظر لمن تكون الغلبة السياسية في تجاذبات السيدين ليقرروا بعد ذلك.
  • ما يدعو للأسى والأسف، أن كلا الجناحين، وكلا السيدين، لم يقدما حتى اللحظة أية مبادرة للملمة البيت الاتحادي، ولو من باب البرغماتية لأن التحدي الأساسي للحزب، هو الانتخابات حيث تشير التوقعات إلى أن الحزب سيكون الخاسر الأكبر فيها، إن ظلت الحال، على ما هي عليه الآن.
  • قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي كذلك غير مكترثة لإعمال المراجعة الشاملة لمشاركة الحزب في السلطة، وما تركته من وصمة في جبين الحزب، سيدفع ثمنها لسنوات طويلة، ولن يخفف من ذلك، إلا اعتذار صريح لقواعد الحزب التي لم تكن راضية عنها، مع إبعاد كل القيادات التي تورطت فيها، وممارسة أقصى درجات العزل السياسي عليها.
  • التجمع الاتحادي، المنتشي بنصر مشاركته في الثورة السودانية ونتائجها، يجب أن لا تلهيه تلك النشوة عن العمل أيضاً في سبيل الوحدة الاتحادية وتجاوز مرارات الماضي وأخطائه.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.