همس الكلام …حسين الخليفة الحسن

لا للسلحفائية النائمة…”ياحمدوك”….slowness

بالأمس وقبل أن يتثاءب الليل، ويرخي سدوله، أويت الى مضجعي المتواضع، متوسدا هموم وطني الحبيب. لم تذعن جفناي المرهقتان لذلك النعاس الناعم المباغت، الذي داهمني دون حياء أو استئذان، بينما كان ذهني شاردا، تائها وحائرا يردد بصوت داوٍ: ماذا دهاك يا وطني؟وقلبي عليك يا وطني. حب جارف دفع بقلمي المشفق على الوطن أن يبعث بهذه الرسالة العاجلة والصاخبة بالحنو والإشفاق: الأخ الأصغر سناً دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء : السلام عليكم. ما يطرحه قلمي الآن رددته لكم عدة مرات حتى بح صوتي . كلماتي هذه يعطرها الصدق دون رياء أو نفاق أو التطلع لبريق زائل زائف.
دافعي هو عشق الوطن والله يعلم. ان الشعب السوداني النبيل ” يا حمدوك”قد وضعك في حدقات العيون، كما ما زلت تنعم وتسعد برضاء وقبول واستحسان شعبك الذي اختارك لثقته الغالية فيك، ولسعة أفقك، ولنزاهتك المطلقة ونقاء سريرتك، وهاهو شعبك العظيم يراك بأم العين تركض لاهثا في رحلات مكوكية تجوب مدن العالم ساعيا لمحو آثار التلوث والقتامة التي غطت وجه السودان المشرق لثلاثة عقود عجاف. لكل هذا امتطى شعبك الكادح الصابر معك صهوة الأمل الأخضر، الطموح الغالي والتفاؤل الباذخ . ولكن وبعد مضي ما يقارب الخمسة شهور لحكومتك عبس الدهر ودب قلق وملل خفي زينه صبر صامت في وجدان شعبك الحزين .
وضاق اليوم شعبك ذرعا ، وخوفا من الانزلاق وحتى لا تتقاذف الأمواج المتلاطمة أهداف الثورة، فتتعثر خطاها وتترنح وتتأرجح، ،وأرى في سماء الوطن طائر شؤم غادر يحلق في الأفق. أخي حمدوك: يقول المثل السوداني “اسمع كلام الببكيك، وما تسمع كلام البضحكك”. وحتى لا يهوي الصرح ، أقدم لك نصائح في طبق من ذهب معطرة بخبرتي وتجاربي خلال عهود حكم سلفت . كما كنت دائما قريبا من شقيقي المرحوم سر الختم الخليفة رئيس وزراء حكومة ثورة أكتوبر الذي تقلد زمام الحكم بإجماع مكونات الشعب السوداني آنذاك. فهو لا يقل عنك شأوا، قامة “وسعة أفق “ياحمدوك” “هل شهادتي مجروحة لمن يعرفه ؟ .وعلمني المر حوم الكثير المثير عطر الله قبره. هاهي نصائحي وهي تحمل آمال الشارع. أولاً: نلاحظ التلكؤ والإبطاء وسلحفائية التنفيذ. ثانيا: نعيب على الحكومة التراخي ونعومة الحكم. ثالثا: ضعف أداء بعض الوزراء نتيجة شح التجربة وانعدام الخبرة وعدم صحة البدن. رابعا: تناطح، تنافر وتصارع أبنائي أهل “قحت”حاضنة الحكومة، أقول لهم توحدوا من أجل سمو الوطن.” واقضوا حوائجكم بالكتمان”.وأوفوا بعهدكم للشهداء. قولوا حسنا وأحجموا عن المحاصصة الضارة بسمعتكم ومناقضة لأهداف الثورة ،كفوا عن الصراع المميت. وفقكم الله.
خامسا: أن يتم اختيار الولاة وفق معايير criteria متفق عليها: النزاهة،الكفاءة، نقاء السريرة الانتماء للولاية بعيدا عن المحاصصة.سادسا: الأجدر أن يحاكم من اعتقل حكما عادلا رادعا عبرة للآخرين الإبطاء يضعف الثورة. أقرعوا الجرس. سابعا: ما زال قتلة المعلم أحمد خير ينعمون بالحياة رغم الحكم عليهم بالإعدام لماذا؟ ثامنا:هل تمت محاكمة من قاموا بمحاولة الانقلاب الأخيرة؟ تاسعا: الأمن في كف عفريت، هل اندثر شعار الشرطة في خدمة وحماية الشعب ؟.غابت البزة الزرقاء.عاشرا : الغريب في الأمر ان الحركات المسلحة المفاوضة الآن تنتمي لمنظومة “قحت” فلماذا الاختلاف، والحذر وعدم الثقة.؟ ولماذا لا تعقد المفاوضات بالخرطوم ما كلنا أولاد بلد ، ده شنو بالله؟
أحد عشر:هدفك الأول أخي حمدوك هو كبح جماح الغلاء، وإعادة المواصلات سيرتها الأولى وإذابة ثلوج المسغبة والغبن وطبع البسمة على الثغور . وأصدرت قرارا بتكوين الجهاز القومي لحماية المستهلك لينجز المهمة، فهو ساعدك الأيمن لاستقامة العود. عليك بمساندته بإرادة سياسية قوية، political will وعزيمة لا تضاهى ، وتهيئة بيئة عمل له مناسبة وصالحة لأداء وإنجاز مهمته الوطنية الشاقة. سعدت ان أكون عضواً بالجهاز متوسطا وخير الأمور أوسطها ، نخبة شباب نضر ، أنقياء أكفاء، وأنا كنت قد غادرت دهاليز صالون الشباب لعقود من الزمان. ويقود قافلة النجاح بمشيئة الله الربان الماهر الرجل الخلوق عاشق الوطن الدكتور نصر الدين شلقامي. وساعده الأيمن القانوني الضليع الأخ عمر إبراهيم سيد احمد الملقب بـ”كباشي”. شكرا ” للكنداكات ” اللائي يمسكن بزمام أرفع المناصب بوزارة الصناعة والتجارة. وعلى ما لمسته من حفاوة بالغة وبسمات عذبة عادت بي الى الزمن الجميل. شكرا لوكالة (سونا ) لاستضافتها الجهاز عبر المؤتمر الصحفي. وفق الله الجميع..
خبير تربوي
جوال رقم…0918215002

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.