الطريق الثالث – بكري المدنى

لموا البنات!

  • قرأت العديد من المنشورات المستنكرة لحالات التحرش التى تعرضت لها بعض الفتيات في بعض مواقع الاحتفال العامة بالخرطوم بمناسبة الاحتفال برأس السنة كذلك استمعت إلى شهادات حية من بعض الأمكنة واستغرب جدا وضع اللوم على الشرطة واتهامها بالتقصير كما استغرب أيضا اتهام المتفلتين فقط بما جرى وأعتقد أن اللوم الأكبر يقع على الأسر التى سمحت لفتياتها الخروج للاحتفال بالأماكن العامة في ظل هذه الأجواء السائلة ووسط تحفظ بعض أفراد القوات النظامية بسبب التحولات الكبيرة مع قلة حيلتها أمام التدفقات البشرية الكبيرة للشوارع العامة.

  • ما الذي كان يتوقعه والد او أخ شقيق بل ما الذي كانت تتوقعه فتاة في أجواء مماثلة ؟ هل كانت تتوقع أن يأتيها (بابا نويل ) وعلى يديه حلوى وهدايا العيد ؟! كفى كذبا على انفسنا فنحن مجتمع بشري مثله مثل كل المجتمعات البشرية التي تجمع داخلها الصالح والطالح والأخير هذا لن يفوت فرصة يودع فيها عاما ويستقبل آخر دون أن يطلق لشياطينه العنان

  • إن التحرش اللفظي والتعدي الجسدي على الفتيات والنساء يقع في مثل هذه الظروف تماما مثل حالات السلب والنهب ولا يمكن للقوات النظامية أن تنشر الأمن كمظلة فوق الجميع هذا غير الأوضاع التي تعيشها القوات هذه الفترة من احباط وحذر وخوف بل وتقاعس عن أداء الواجب بمنطق أن هذه هي المدنية التي نادى بها الناس !

  • المطلوب إذا وحتى ترسى بلادنا على شط آمن وتقف على أرض ثابتة المطلوب توخي الحذر والتحوط بأكبر قدر ممكن من درجات تأمين النفس والأسر والممتلكات وتجنب كل المواقع المرشحة للانفجار او السير في الأماكن المهجورة والشوارع المظلمة إضافة الى تأمين المنازل والمؤسسات العامة بالحراسة اللازمة .

  • إن الأمن مهمة المجتمع بالأساس وان أضاع المجتمع أمنه لن تستعيده له قوات ولا حكومة مهما بلغت من قوة ورباط ودور القوات النظامية مكمل للأمن اصلا وحتى الوقاية تبدأ بتنبيه المجتمع لمواقع الخطر المحتملة.

  • إن ما حدث وما هو مرشح أن يتكرر ويكبر يجب الا يخضع مزايدات سياسية فهؤلاء المتفلتون لا ينتمون لحزب ولا جماعة لذا فإن مكافحتهم مسؤولية الجميع وأول خطوات المكافحة إفساح الطريق لهذا (القطيع) حتى يمر!
    *من إرشيف الكاتب

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.