استفهامات…احمد المصطفى ابراهيم

جالون أم لتر؟

إن قلت لم تزعجني أزمة الوقود بقدر ما أزعجتني الوحدة(الجالون) التي يُتداول بها قياس المحروقات هل تصدقوني .
ساد العالم في الماضي نظامان للقياس متري وبريطاني (يسمى النظام الإمبراطوري). يستخدم النظام البريطاني لوحدة الطول الميل وأجزاءه من ياردة وقدم وبوصة. القدم 12 بوصة والياردة ثلاثة أقدام والميل 1760ياردة. ووحدات الوزن هي الأُوقية والرطل والقنطار. ووحدات السعة الجالون (بالمناسبة هناك جالون أمريكي 3,7 لتر وجالون بريطاني= 4لتر) ومنها البرميل. نظام غير متناسق الوحدات، فرضته بريطانيا بقوتها في ذلك الزمان.
يقابله نظام متري أو لك أن تقول النظام الفرنسي وهو نظام يستخدم قوى العشرة (عشرة أس كذا) مثلاً الطول وحدته المتر وأجزاؤه الديسمتر والسنتمتر والملليمتر والمتر يساوي 10 دسم والمتر يساوي 100 سم و1000 ملم تناسق جيد وكذا في مضاعفاته ديكامتر وهيكتومتر وكيلومتر.
والوزن بالكيلوجرام الذي يساوي 1000 جرام والطن الذي يساوي 1000 كلجم. والسعة وهي حديثنا اليوم وحدته اللتر.
في العقود الثلاثة الماضية يكاد كل العالم بما فيه بريطانيا صاحبة النظام تحولت الى النظام المتري وبقيت بعض الدول القليلة جدا التي يمكن وصفها بأنها ملكية أكثر من الملك.
الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس لم تقصر في المواكبة فقد اعتمدت النظام المتري منذ 2010م وصاحب ذلك القرار توعية واسعة وحملة إعلامية. وحملات على المحلات التي تستخدم الرطل وما شاكله وفرضت الوحدات الجديدة والموازين الجديدة.
غير أن المجتمع العنيد، ولا أريد ان أقول المتخلف، ما زال يمارس القياس في ازدواجية غريبة بعض السلع بالرطل الى يوم الناس هذا ومنها السكر لا أدري لماذا؟ وحتى علب الشاي التي كتب عليها الوزن بالجرام ما زال الناس ينادونها بالرطل ونصف الرطل. كوفتي مثالاً كأشهر شاي.
محطات الوقود كلها مبرمجة باللتر ما الذي يجعل وزيراً أو مسئولاً في أية جهة يستخدم الجالون في حديثة، هل كان نائماً منذ 2010 م ولم يصح إلا اليوم؟ في رأيي أي حديث عن الوقود تكون فيه الوحدة الجالون حديث مرفوض ولو قال الجالون بجنيه واحد. يا أخي حدثنا بوحدات الدولة التي أنت عضو في مؤسساتها وساعد على نشر الوعي وليس الرجوع إلى الوراء ( اسم الدلع للتخلف).
أرى أن نحاول فك وتلاشي عبارة (بالجديد والا القديم) العملة ، بالجديد والا القديم التوقيت بالجديد والا القديم، أما هذه الوحدات ونظم القياس هردبيس يجب تلاشي النظام البريطاني المواسير الآن بالبوصة.
أول منصات الوعي والتغيير هي الأجهزة الإعلامية التي منها يتحدث المسؤولون. رجاءً أن يواكب كل من يحدث الناس ويشارك في رفع الوعي وليس الرجوع للخلف، فلا يقبل من وزير أن يقول (جالون البنزين).
كلاهما يحتاج تربية الشعب والحكومة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.