أجندة || عبد الحميد عوض

كورونا الصفوف ..!!

شارك الخبر
  • حكومة الفترة الانتقالية، على كافة مستوياتها السيادية والتنفيذية، تبلي بلاء حسناً في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الممكنة، لتلافي انتشار فايروس كورونا في البلاد، ومطلوب منها أن تضاعف ذلك، لأن النظام الصحي الموروث من حكم الفساد والاستبداد، لا يحتمل انتشار أي وباء، وإن حدث لا قدر الله، ما علينا إلا أن “نرجا الله في الكريبا”، وهي عبارة ارتبطت بانتشار وباء السحائي في القرن الماضي.
  • الإشادة الخاصة والمختصة، لوزارة الصحة الاتحادية، فهي ومنذ أن تولاها، دكتور أكرم علي التوم، وأركان حربه، تقدم نموذجاً في التفاني والإخلاص في مجال مكافحة الوبائيات، بدءاً من أول اختبار لها بعد الثورة، حينما واجهت مرض الكوليرا، وحمى الوادي المتصدع، وأخيراً كورونا، وإن لم تفعل الوزارة شيئاً فيكفيها فقط شفافيتها وصراحتها، في إدارة تلك الأزمات، وهو أمر افتقدناه طوال 30 سنة ماضية من حكم يدير كل شيء تحت الظلام.
    *من الملاحظ أن تلك الإدارة الجيدة للوبائيات، لا نلمسها في ملفات أخرى، وأهمها وباء “كورونا الاقتصاد” و”جائحة الغلاء” والفايروس الذي ضرب نظام توزيع الخبز والوقود، وبقية الأمراض المعيشية التي أنهكت جسد المواطن السوداني، ولو أن فزعة ونفير الحكومة لمحاربة كل تلك الأزمات، نصف ما فعلته في مواجهة كورونا، لخففت على أقل أعراض أمراض المعيشة، ولكفينا محمد أحمد السوداني سهر وحمى الصفوف، لكن وللأسف الشديد فإن وزارة المالية لم تجد وزيراً مثل أكرم علي التوم، بل ابتليت بوزير لا هم له سوى الوصول لهدف وحيد هو رفع الدعم عن السلع الاستراتيجية، وكأني به يدفع ذلك الدعم، من أمواله الخاصة.
    *حتى رئيس الوزراء، دكتورعبد الله حمدوك، الذي شارك في حملة القضاء على فايروس كورونا، سواء بالكتابة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أو مقطع الفيديو الذي سجله أمس، تراه بعيدا كل البعد عن الإدلاء بدلوه في أزمات الخبز والوقود وغيرهما، ولا أدري سبباً مقنعاً لذلك، وهو خبير الاقتصاد الذي راهن على الشعب لإصلاح الاقتصاد أكثر من الرهان عليه في المجال السياسي أو الخدمي.
  • المطلوب وبإلحاح شديد، تنفيذ خطة لإنقاذ الاقتصاد السوداني بمبادرة حكومية ذاتية لا تنتظر مؤتمراً اقتصادياً سيعج بـ(المنظارتية) ولا ينتظر كذلك الدعم السراب من العالم.. خطة تعتمد على مواردنا وأولها الذهب الذي لم نستطع حتى الآن الاستفادة من موارده التي تذهب لجيوب الأفراد والشركات والمؤسسات، واللوبيهات وهلمجرا، ويتدفق في ذات الوقت من بين أيدينا تهريباً عبر مطار الخرطوم الدولي تحت بصر وسمع أجهزة نطلق عليها مجازاً أجهزة أمنية، ولعل إغلاق مطار الخرطوم تحوطاً لكورونا في وجهه الآخر خير للبلاد، سيمنع تهريب الذهب”وعجبني للمرقوت”، فهل نستفيد من الفرصة لإعادة إصلاح نظام المراقبة في المطار؟
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.