أجندة || عبدالحميد عوض

” كورونا بالليل”

شارك الخبر

يبدو أن اللجنة العليا لدرء فيروس كورونا الجديد في السودان، توصلت لاكتشاف عظيم جداً، فيما يتعلق بالوباء الذي أزعج العالم بأسره، ويتمثل ذلك الاكتشاف، في أن فيروس كورونا يقضي نهاره في حالة ثُبات عميق، وينشط في ساعات الليل، لذا قررت اللجنة أمس، فرض حظر تجوال في كل مدن السودان، من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، وتستحق اللجنة التهنئة والتقدير، وأنصحها، بالعمل على تصديرذلك الإكتشاف للدول الموبوءة، وإن وجدت متسعاً من الوقت،عليها تسجيله في الملكية الفكرية، حتى لا تسطوعليه أي دولة أخرى، مثل كل الموارد السودانية الضائعة..!!
* يستحق ذلك القرارالمعيب، كل السخرية التي وجدها أمس في وسائط التواصل الاجتماعي، بعد صدوره مباشرة، لأن صديق تاور، عضو مجلس السيادة الانتقالي، الذي أعلن القرارعبر بيان أشبه بالبيانات العسكرية لم يحتاج إلا لدقيقتين فقط لإلقائه ، ولم يتكرم على المواطنين،وهو يلقي البيان، بتوضيحات إضافية عن دواعي اختيارساعات الليل دون ساعات النهار لحظر التجوال، مع العلم كل التجمعات والتجمهر والمخالطة بين الناس، تحدث خلال ساعات النهار، في الأسواق ووسائل النقل والمطاعم والمقاهي وغيرها من الأماكن العامة، وراعي الضان في الخلا كان يتوقع حظر تجوال، إما شاملاً يبقي المواطنين في منازلهم، أو منح العاملين في القطاعين الخاص والعام إجازة مؤقتة، أو على الأقل تقليل ساعات العمل، وهذا لم يحدث وجاء قرار اللجنة بذلك الخيار الغريب وغير المفهوم.
حتى قرار اللجنة العليا، بشأن إيقاف الرحلات السفرية للبصات السياحية من وإلى المدن السودانية، لا يخلو من الغرابة، إذ إنه ليس مفهوماً لماذا البصات السياحية وحدها، وكأن إمكانية انتقال المرض، حصراً على البصات السياحية دون سائرالمركبات الأخرى.
الثابت أيها السادة والسيدات أن غالب المواطنين وحتى اللحظة يتعاملون بعدم اكتراث ولا مبالاة مع مخاطر انتشار مرض كورونا، والكل ظل طوال اليومين الماضيين يطالب بإجراءات حاسمة تمنع تفشي المرض في السودان، لأن النظام الصحي في البلاد الموروث ، لن يحتمل حدوث إصابات بأعداد كبيرة كالتي حدثت في دول أخرى، وذلك نتيجة غياب الإمكانات المطلوبة، ليس في مجال مكافحة الأوبئة بل حتى في مجال مكافحة الأمراض العادية، ولن يتمكن السودان، حسب تقديري المتواضع، عبور مرحلة الخطر بمثل إجراءات الأمس، وقد نضطر في الساعة الخامسة والعشرين، لاتخاذ إجراءات أخرى، والخشية كل الخشية، أن يحدث بعد أن يقع الفأس في الرأس.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.