الرواية الأولي|| مجدي عبدالعزيز

البرهان وتحدي الرمزية

شارك الخبر

مواكبة ممتازة ومقدرة تمثلت مساء أمس بظهور رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وتلاوته لخطاب موزون في جمله وعباراته ومعقول في زمنه، إزاء ما يصيب العالم بأسره من جائحة وباء العصر (كرونا) وانعكاس ذلك على بلادنا، وعرضه لمقدراتنا الاقتصادية والفنية لمجابهة التحدي، وتوجيهاته وإرشاداته الداعمة للسلوك والرافعة للحس بأن الأمر في مراقي الجد وذرى الأهمية .
بلا شك وإن بلادنا تمر بمرحلة يتسيد الاضطراب فيها جميع مناحيها، ويستوطن الإرباك في مفاصلها، وتضرب الأزمات جوانب اقتصادها، وترهق المعاناة كاهل شعبها، وفوق ذاك يتنازع سياسيوها على الفتيل والقطمير، ويتربص الطامعون بها وهي في حالة أشبه بالخنوع لأجندة المصالح الإقليمية والدولية، وتكتيكات التدخل في شؤونها، تحتاج أن يتشكل إحساس ولو على درجات دنيا في عمقها بأنه يمكن لغائبات التوافق والتآزر والتعاضد أن تعود ولو على قاعدة (رب ضارة نافعة)، نواجه بها خطرا محدقا مثل هذا الوباء الذين يهدد حياة الناس والذي بدأ فعليا في تهديد مجمل الأنشطة الحياتية، ونقول (يا هادي) بأن ينمو ويتمدد على قواعد الحكمة والإدراك والروح الوطنية الحقة .
لست بصدد التقريظ الشخصي أو نثر مفردات المجاملة بغير معنى، لكن تعزيز حالة اللحمة الوطنية وإن تنوعت الآراء الصحية تقع على مبادرات من يتولون القيادة ويمثلون الرمزيات الوطنية، وإلا ستصبح هذه المواقع وذاك التمثيل مجرد إجراءات برتوكول ونشاط أضواء، وظهور البرهان (الواجب) مساء أمس في ظل هذه الانقسامات الأمبيبية الواضحة في الساحة السياسية، ولغرض غير سياسي اللون ـ والسياسة مشبعه بألوان طيفها ـ أعتقد أنه بث حالة كبيرة من الرضا والأمل وبإحساس الثقة بأن رمزية الموقع جمعت بعد الدولة وتقاطعات السياسة وأهلية المجتمع ومظهر النظام والأمان الذي تمثله القوات المسلحة وأجهزة تنفيذ القانون .
لا أعتقد أن بداية مرحلة هذه الأزمة ومجابهة الوباء والانتصار عليه بإذن الله سيشابه نهايتها، ورغم أن الأمر (ضارة) كما قلت لكن الأمل معقود بأن تدخل البلاد في تمرين قومي (إن صح التعبير) تقود نتائجه إلى وعي جديد بأن الوطن فعلًا كالمركب التي تسير بحركة الرياح، لكلٍّ واجبٌ ومسئوليةٌ، لا تقل فيه مسئولية المعارض عن مسئولية الحاكم إن تم التوافق على رؤية الإبحار الوطنية وخطة المسار التوافقية .
لم تختلف إرشادات الفريق أول البرهان في بيانه أمس لكفكفة انتشار المرض عن الإرشادات الفنية الصحية العالمية لكنها أضفت إليها التعزيز ببعد رمز رأس الدولة، وستُعبِر خطوة وضع كل إمكانيات القوات المسلحة والقوات النظامية تحت تصرف المهمة بالحقيقة والواقع عن شعار (جيش واحد شعب واحد)، وستجد مبادرة إنشاء الصندوق القومي لمجابهة الوباء التجاوب والدعم الكبير لأن إطلاقها جاء مستوعبًا لكل مطلوبات الاحتياج وذاخرا بالثقة والإحساس الوطني ،، والى الملتقى .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.