العين الثالثة ||ضياء الدين بلال

(انتبهوا أيها السادة)…!

شارك الخبر

-١-
على غير رأي كثيرين، أجدُ هنالك حالةَ وعيٍ وإدراك مقدرة، لمخاطر داء الكورونا في المجتمع السوداني.
يوجد مستوى استجابة معقولٌ لحظر التجول في العاصمة وغالب الولايات.
الأداءُ الإعلامي لوزارة الصحة في التوضيح والإرشاد وتمليك المعلومات للجماهير يمضي في تحسن.
آخرُ مؤتمرٍ صحفي لوزير الصحة دكتور أكرم التوم تجنَّبَ فيه كثيراً من الأخطاء والجلطات التي كان يرتكبها في المؤتمرات السابقة.

-٢-
مع وهنِ أوضاع الحقل الصحي وحالِ المستشفيات المتردية والعاجزة عن القيام بدورها الطبيعي، دعك من الأوضاع الاستثنائية، دورُ المجتمع بكل فئاته هو الأهم.
العالمُ مشغولٌ عنا بما يعاني من أزمات صادمة، فإذا وقعت واقعةُ الكورنا في بلادنا لن نجد آذاناً صاغية ولا أياديَ ممتدةً بالعون.
كلٌّ في همه يُعاني ويكابدُ في مواجهة هذا الداء الخبيث المتوحش؛ سريع العدوى والانتشار.

-٣-
حسناً فعلت مجموعةٌ من شباب المصدرين وهم يجمعون مبالغَ مالية مقدرة لدعم ميزانية الصحة.
هنالك مجهوداتٌ إبداعية متفرقة للتثقيف الوقائي من داء الكورونا.
مع كل ذلك لا تزال المجهوداتُ أقلَّ بكثير من المطلوب والمتوقع على مستوى الدعم والتثقيف.

-٤-
كان العشمُ أن تكون مبادراتُ كبارِ رجال الأعمال على قدر التحدي وبحجم المخاطر المتوقعة.
للأسف ظلت غالبُ مساهمات رجال الأعمال شكليةً ومظهريةً لتحسين الصورة فقط.
أو في حدودِ طموح عضو السيادي السيدة عائشة، المياهِ والسندوتشات!
نرغبُ في تقديم مبادراتٍ ومساهماتٍ مالية بحجم ثروات كبار رجال الأعمال وهم كُثْر وأموالُهم طائلة .

-٥-
لماذا لا تأتي مبادرةٌ من مجموعة من رجال الأعمال والشركات الكبرى بتجهيزِ وحداتٍ كاملة للعناية المكثفة؟!
لماذا لا نسمع بتبرعِ شركاتٍ خاصة بأجهزةِ تنفس اصطناعية؟!
كلُّ أجهزة التنفس الاصطناعي في السودان لا تتجاوز الستين جهازاً، بعضها معطلٌ وغالبُها بكفاءة منخفضة.
الآن وقبل ظهور أكثر من الخمس حالات، لا توجد أسرَّةٌ في وحدات العناية المكثفة للمصابين بالذبحات والجلطات!
لماذا لا تنطلقُ حملةٌ قوية تستحث المغتربين للتبرع والدعم ولو بالقليل؟!
أين دورُ الأحزاب السياسية ذاتِ الصوت العالي – باستثناء حزب المؤتمر السوداني – في حملات الدعم والتثقيف؟!
أين دورُ وزارة الإعلام في وضعِ البرامج التثقيفية وتفعيل القطاعات الفنية والثقافية؟!
أين وأين وأين ………؟؟

-أخيراً-
ليس هنالك من خيارٍ سوى استنهاضِ كل مقدرات وطاقات المجتمع لمواجهة الخطر القادم.
لو تُرك الأمرُ لوزارة الصحة بامكانياتها المحدودة جداً، سينتشر المرضُ لا محالَ، ولن تسعَ المقابرُ أعدادَ الموتى، لا قدر الله!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.