كورونا وحاجات تانية حامياني

(1 )
عدد مقدر من السودانيين العاملين بالخارج جاءوا للبلاد في إجازاتهم السنوية وصادفوا جائحة الكورونا فأصبحوا عالقين وسط أهلهم لأن إجازاتهم وتأشيراتهم قد انتهت وأغلبهم من المغتربين في السعودية فتم تطمينهم على أن السلطات الرسمية سوف تحفظ كافة حقوقهم (القشة ما بتعتر ليكم) ومع استفحال الجائحة وزيادة الإغلاق إلا أنه سوف تغادر ميناء سواكن اليوم الإثنين 30 مارس خمسة آلاف رأس من الماشية كطليعة من ثلاثين ألف رأس محجورة ومجهزة في طريقها إلى ميناء جدة بعد توقف من السوق السعودية دام أكثر من خمسة عشر أشهر بسبب ما أعلنه السودان عن نفسه بأن ماشيته موبوءة فأوقفت هيئة صحة الحيوان العالمية التعامل معه وبعد جهد جهيد وخسائر ضخمة تم رفع الحظر عنه ليعود إلى موقعه في فبراير المنصرم بتصدير ثلاثين ألف رأس إلى سلطنة عمان وكما غنى المغني (ما كان للحصل داعي) لكن قدر الله وماشاء فعل بدليل تمنع إنسان يطلع حيوان وأظن ان ربنا بحب السودان دا ولكن مرات كدا (مسكينة المحبة تمشي لناس ما بتقدر).

(2 )
الجزيرة المروية تعيش هذه الأيام أجمل أيامها رغم جائحة الكورونا لأن حصاد القمح ملأ الدنيا فيها وشغل الناس ورغم أزمة الجازولين والخيش إلا أن الحصاد قد بدأ فتجد الحاصدة (الدقاقة) وهي تمخر وسط الحقل وترمي في الشوالات رب رب رب وخلفها أمة من الناس والمزارع في قمة سعادته يشيل ويوزع، شوال للعتالة ونص شوال للسواق وكم كيلة للخفير وكم كيلة لناس حق الله (هذا غير الزكاة الرسمية)، والأطفال والنساء يتسابقون خلف الدقاقة للقيط الواقعة والسنبلة المتروكة أكاد أجزم بأن عشرة في المائة من الناتج يوزع في ساعات الحصاد وهذه الكمية مفرقة على خلق كثيرين، شوال ونص شوال وهؤلاء لا سبيل لهم للتوريد للبنك الزراعي وليس أمامهم إلا البيع في الأسواق المحلية، وعندما تمنع الدولة البيع في الأسواق المحلية تكون قد أضرت بهؤلاء المساكين وكذا ببعض المزارعين الذين يحتاجون لقرشين تلاتة لمقابلة بعض المطلوبات العاجلة، فالرجاء من الجهات المسؤولة أن تجعل الأسواق تعمل كالعادة عملاً بمبدأ حرية السوق فهذا القمح في النهاية سوف يصل للبنك الزراعي الذي سوف يضعه تحت إمرة المخزون الاستراتيجي.

(3 )
لا زال الوقت مبكراً للإحاطة بآثار جائحة الكورونا على الأسواق العالمية والمحلية ولكن الذي اتضح رغم أن الأمر في بدايته على أن الاكتفاء الذاتي من الغذاء سيكون الشغل الشاغل لأي دولة محترمة تريد أن تهب على وش الدنيا وفي هذا ضربة قاصمة للاعتماد المتبادل وحرية التجارة والذي منه، فعلى الدولة في السودان أن تعلي منذ الآن من شأن مؤسسة المخزون الاستراتيجي الحية وموجودة وتوفر لها أكبر قدر من الإمكانات اموال ومخازن وصوامع ومعينات علمية وكل الذي منه لتقوم بشراء وتخزين أي حبة قمح وأي حبة ذرة وأي حبة سمسم واي حبة زهرة شمس وكل الذي منه وبعد ذلك تخلف الدولة رجل على رجل فتعطي الداخل ما تشاء وتصدر ما تشاء وبرضك مشكورة ياكورونا الجن فالله لا كسبك ولاغزا فيك بركة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.