من أسفار مكافح لطيف

• الشاب الناشط والكاتب بالأسافير (أيمن مزمل) لفت نظر الكثيرين من متابعيه على منصة فيسبوك بطريقته المميزة في تناول الموضوعات العامة، تكتشف من بين مفرداته أنه واسع الاطلاع ومواكب لمجريات العصر لكنه يتأبى على الانحشار في زوايا الانتماء السياسي، يميل دوماً إلى روح المرونة والفكاهة كأنما هي كلمة السر للعبور إلى عقول قرائه والولوج في قلوب متابعيه، شدني في الفترة الأخيرة إسهامه ومعالجاته لأمر الزائر غير المرحب به والذي فرض نفسه (بغلاسة) فيروس كورونا المندحر بإذن الله ـ وجمع (أيمن) مكتسباته في الثقافة واللطافة في مكافحة الآفة بنواح متعددة.

• مع بدايات ظهور المرض وانتشار حكاية علاقته بالخفافيش كتب أيمن مزمل : ( نهاية العالم… فكرة لطالما أرهقت الأذهان… وعملت مقابلها إستديوهات هوليود… منهم من اعتقد أن الأمر سوف يتم بتداخل لمجرة أخرى مع مجرتنا في الكون السرمدي الفسيح … آخرون اعتقدوا أن نيزك ضخم قد يصطدم بالأرض … ربما انفجارات بركانية من باطن الأرض إلخ…. لكن لم يخطر على أكثرهم عبقرية أن نهاية الوجود البشري سوف تكون على يد صيني تناول حساء الخفاش.. وماعصر فيهو ليمونة… الأخ دا قفلها طرشه زي ما بقولوا ناس الضمنة.. وقعد) .

• وفي محاولة مستميتة منه لتحطيم جدر العادات المستوطنة نشر أيمن : (في مجتمع الكلمة الأولى والأخيرة فيه هي المجاملة كالسودان وتطييب خواطر الآخرين مقدم على دفع الضرر أعتقد أن إجراءات الصحة العالمية بخصوص كورونا قد لا تجدي فتيلاً … أتذكر ذلك الشاب والذي قام بزراعة كلى.. ويحتاج إلى فترة عزل لنفسه كإجراء لما بعد العملية… الشاب لم يترك حفل زواج لم يجامل فيه أصحابه… أول مرة في حياتي أرى كمامة طبية كانت لديه… النتيجة فشل الزراعة ولأكثر من مرة…. مريض السكري في السودان حينما يقدم له طبق حلويات… ويقول لهم أنا لا أكل السكر… المضيف يقول له… مرة واحدة قد لا تؤثر… لا تكن رعديداً…. أنت تخاف المرض… فيضطر تحت ذلك الإلحاح إلى مجاملته وعلى حساب صحته…. المصيبة في مرض كورونا أن المسؤولية متعدية… ففي مرض السكري مثلاً أنت فقط المسؤول مما تقدم عليه… وأنت فقط المسؤول من المآلات… أما الكورونا فأنت بعدم اتباعك للإرشادات الوقائية سوف تكون مسؤول من انتشار المرض في المجتمع).

• ولقرع ناقوس الخطر بلطف لكن بطريقة تتسلل فيها أصواته بحدة إلى الأعماق، طرق أيمن (ومازال المتخصصون يحذرون من الكورونا حتى قلنا ليتهم سكتوا (إشفاقاً عليهم)… الأمر جدي وخطير…. كم مرة شاهدت فيلم عن كارثة اقتربت من فناء البشرية وأنت تلتهم الفشار؟؟ ومستمتع بالذعر على وجوه الممثلين…. كيف كان وضعك وأنت تشاهد التايتنيك وقد بدأت في الغرق… والجميع يبحث عن طوق نجاة…. حتى لا نصل للمرحلة الخطيرة هذه… تبقى الوقاية خير من العلاج…. عليكم بالاستماع للمتخصصين….. بطلوا فتى…. الأمر لا يتحمل… لو لم تكن تهتم بنفسك… فالتهتم بمن تحب)

• ولأن الوفاء شيم المبدعين، أسداه (أيمن) إلى الجنود المجهولين بقوله : (رجال القوات المسلحة والقوات الأمنية عموماً بيتم رفع روحهم المعنوية باعتبار أن مهنتهم فيها مخاطرة كبيرة جداً قد تصل إلى فقد الروح..وبالتالي في حال الأزمات البلد كلها بتقف خلفهم عبر برامج التوجيه المعنوي….اليوم…ونحن في منازلنا آمنين….بنطقطق في الواتساب والفيس ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى…ونتابع مجموعة الإكيل السوداني وهي تقدم لنا القولدينج بولز (اللقيمات) واليالنجي (محشي الصفق بالطريقة الشامية)…هناك جنود مجهولون هم الأطباء بقاوموا ظروف صعبة…في مستشفيات هي ملاذ آمن للقطط….تفتقد لأبسط مقومات التعقيم…هؤلاء الأطباء معرضون للإصابة بمرض الكورونا والذي لاعلاج ناجع له حتى اللحظة….الأطباء في هذا الموضع يقدمون حياتهم رخيصة بالفعل لإنقاذ مريض..دون برنامج تليفزيوني بطولي كما حالات الكوارث الأمنية (ساحات الفداء)..وبعيدون من مبارة السياسة السودانية (قحت Vsكيزان)..وجب أن نرفع من همتهم…ونقول لهم جزاكم ربي الجنة) .. وجزاك يا أيمن مزمل ونتطلع لمساهمتك عبر (السوداني) الغراء كما وعدت .. وإلى الملتقى..

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.