خيش القمح

الحمد لله الحنان المنان أن منْ علينا بموسم قمح ممتاز وإنتاجية عالية كرماً من الله ليس لكثيرين يد فيها إلا المزارع الذي يصر ويصر ان يكون إيجابياً في أحلك الظروف ولا يعرف الكيد ولا الضرب تحت الحزام. ولا لعب السياسيين.
لماذا دائماً نبدأ من الصفر غير مستفيدين من أخطاء الماضي ولا إيجابياته؟ أين أرشيف القمح ولو لثلاثة مواسم سابقة؟ ما العقبات التي واجهت المواسم السابقة وهل منها مكرر ومسئولية من إزالة العقبات هذه؟
بعد رفع سعر القمح التركيزي 3500 ج وجد المزارعون أنفسهم في نفس محطة الـ 3000 جنيه إذ بلغ جوال الخيش الفارغ الذي يعبأ فيه القمح ليرحل من الحواشة الى المطاحن بلغ سعره 320 ج تخيل وكأنه مصنوع من الصوف الإنجليزي أو التريفيرا الفرنسية (هي فرنسية والا سويسرية المهم واحدة من مراتع الكورونا الحالية).
سؤال لماذا الإصرار على هذا الخيش ولرحلة قصيرة جداً بعد التعبئة في الحواشة من حاصدة مهيأة للخيش والقمح السائب يحمل على ظهر لوري أو أي مركبة نقل (إذا وجدت الجازولين طبعاً) وتذهب به إلى أقرب مطحن وهناك يفرغ ويصبح الجوال مملوكاً للمطحن الذي يعرف أين يبيعه وبكم (يوجد مشترٍ دائماً) بالمناسبة الذين جاءوا بالقمح في جوالات بلاستيك حسب دراسة جامعة الجزيرة لم يقبل منهم القمح بحجة أنه في بلاستيك وليس خيش ، (البلاستيك ليس له مشترٍ جاهز ولم يضع في الحسبان) يا عم الخيش المستعمل استعمال خفيييف دا عملوا منه الناس عمارات تجي تجيب لينا بلاستيك انت مستهبل والا شنو).

هل نظرنا بعين ثالثة كما يقول ضياء الدين بلال أو فكرنا في طريقٍ ثالث كما يقول بكري المدني أو خارج الصندوق الطالعة موضة في هذه الأيام. لماذا نحن مسجونون في محطة الخيش والبلاستيك؟
القمح في كثير من بلاد الله وحتى في بعض مناطق في السودان يخرج من الحاصدة الى الشاحنة سائباً بلا جوالات وتذهب به الى المطحن او الصومعة منساباً كما حبات الذهب. وبهذه الطريقة نكون وفرنا 3200 ج في الطن ثمن الخيش وأجرة العتالة رفع ونزول وهي 400 جنيه للطن فيما أعلم وربما أكثر. هذا غير الزمن والفاقد أثناء الحصاد وهو ليس بالقليل.
قطعاً سيظهر سؤال أين نجد حاملات القمح السائب المجهزة لهذا الغرض؟ نعم ليست متوفرة ولكن هناك بديلاً القلابات يمكن ان تقوم بهذا الدور بكل سهولة وتوفر على المزارع والدولة الأسعار الباهظة للخيش وهو بعملة أكثر من صعبة ونادرة تسمى الدولار والذي يقال أن سعره تجاوز 130 جنيهاً. حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذه الأفكار والتحولات ستجد من يعارضها سراً وعلانية وهم أصحاب المصلحة في الخيش من تجار المستفيدين من الخيش المستعمل لساعات داخل المطاحن. ترى كم يجنون من هذا الخيش.
أسمع حنكوشاَ يقول شابكنا خيش خيش. خيش يعني شنو؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.