الخرطوم : عبيرجعفر – تصوير نزار عباس
حالة من الخوف والهلع تسيطر على شوارع العاصمة الخرطوم بضعف حركة المارة وتشهد الأسواق حالة من الركود الحاد وكساد ورصدت (السوداني) أمس، تراجعاً كبيراً في الحركة التجارية بنسبة (50%) بسبب الكورونا وتمديد زمن حظر التجول.
سوق مافي
قال صاحب محلات الصيني للحوم هشام الصيني لـ(السوداني) أمس، إن هنالك تأثراً كبيراً جداً للأسواق بفيروس كورونا انعكس على تراجع القوة الشرائية وحجم عرض اللحوم بالملاحم بنسبة (50%) خاصة لتأثر الواردات من الولايات في ظل أزمة الوقود ، مبيناً أن سعر كيلو الضان (500) جنيه والعجالي (360) جنيهاً، وقال “السوق انتهى من بدري” ، مشيراً إلى ارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء حيث بلغ سعر كيلو الفراخ (220) جنيهاً وبيض المائدة (200) جنيه وتوقع المزيد من الزيادة ، لافتاً إلى أن ثلاجات الفراخ منذ الأسبوع الماضي كانت متكدسة بالفراخ ولا يوجد من يشتري.
السوق ماشي بالمباصرة
لكن تاجر السلع مصعب عبدالعزيز أكد أن هنالك اندفاعاً كثيفاً لشراء السلع الاساسية ومنها ( السكر –النشويات- الزيت – الشاي -) منذ الاسبوع الماضي خوفاً من توقع الأسوأ بالأسواق وندرة في بعض أصناف السلع الاستهلاكية ، وأوضح أن المخاوف من فيروس كورونا أثرت بشكل ملحوظ على الأسواق.
وقال إن سعر جوال السكر زنة (50) كيلو بلغ (3,500) جنيه وزيت الطيب عبوة (4) وربع بسعر (650) جنيها، ونبه إلى أن السوق يعاني من ركود وضعف الحركة التجارية و حظر التجول بغض النظر عن فترته الزمنية سينعكس سلبياً على التجار بصفة خاصة لأن عليهم التزامات مالية وشيكات فمن أين يتم سدادها وتساءل عن كيفية تعويض التجار في حال وقوع خسائر يصعب معالجتها إلا بالسجون ، مشيراً إلى عدم استجابة معظم المواطنين للقرار خاصة أن هنالك تجاراً يعملون برزق اليوم، وتابع : بأن الحال ” ماشي بالمباصرة مع كورونا ”
تراجع كمية العرض
محمد أحمد بائع فواكه بالسوق العربي قال إن القوة الشرائية تراجعت بشكل ملحوظ مع تراجع فى كمية السلع المعروضة خوفاً من الخسارة ، وأشار إلى أن الفواكه تدخل من الولايات بتكاليف عالية وخاصة الترحيل قفز إلى (50) ألف جنيه لـ”الدفار الجامبو” بدلاً عن (18) ألف جنيه، وتابع :حظر التجول وزيادة زمنه سينعكس عشرات المرات على السوق والتجار بالكساد وتوقع حدوث زيادة حتى يغطي التاجر ما فقده من رأس المال ليعوض الخسائر، مشيراً إلى أن سعر دستة المانجو (80) جنيهاً والبرتقال (60) جنيهاً وهنالك توقعات بالزيادة.
ووصف أحد التجار بالسوق العربي الخرطوم وضع السوق والوضع المعيشي بـ”أسوأ من الصعب” مع تضاعف الركود، لافتاً إلى ظهور حالات إصابة بـالـ”كورونا” ما أدى لمخاوف من الوباء انعكست سلباً بتوقف كافة الأنشطة التجارية وضعف عام في القوة الشرائية ، مشيراً إلى أن الاثر الاكبر وقع على السلع التي تدخل من الولايات ، وتابع : الحالة النفسية للشغل بالسوق صارت تعبانة ” اللهم اسم جية للسوق” من غير حركة بيع وشراء بالسوق، وأوضح أن الوضع الاقتصادي بالسودان صار كارثيا وهنالك مخاوف من حدوث شح في السلع الأساسية خلال الفترة المقبلة.
“مهددون بالإفلاس”
من جهته قال مصطفى يس تاجر بالسوق العربي إن هناك حالة ترقب من قبل التجار ومع ضعف القوة الشرائية فهم مهددون بالإفلاس ، وأضاف أن الفيروس ربما يؤثر بشكل كبير في حال تفاقم الأوضاع ومع تمديد ساعات حظر التجول سيكون وضع السوق كارثياً ولا يحمد عقباه ، متوقعاً تراجع الأسعار بسبب ضعف القوة الشرائية، ونبه إلى أن بعض التجار إلتزموا بلبس الكمامات والبعض الآخر لم يلتزم لأن معظم المواطنين بالسودان يفتقرون لثقافة الالتزام بالإرشادات الصحية الطبية.
