(50%) منهم غير معلومين .. الوافدون و(بُعبُع) كورونا !!

الخرطوم: ياســـــر الكُردي

مع بداية تصاعد أحداث الكورونا بالسودان والتي (فجَّرها) نبأ وفاة المرحوم “فيصل إلياس”، دعت وزارة الصحة الاتحادية إلى عقد تنوير إعلامي (صباحي) بقاعة الوزارة الكبرى، خاطبه مدير إدارة الطوارئ والوبائيات د. بابكر المقبول وصرَّح حينها بخبرٍ غاية في الخطورة لكن يبدو أن الكثيرين مرُّوا عليه مرور الكرام – كعادتنا دائماً- حيث قال بصريح العبارة إنهم لم يتمكَّنوا من التواصل مع بعض الوافدين عبر مطار الخرطوم، والسبب هو أن أرقام الهواتف الخاصة بالمذكورين والتي منحوها للجهات المختصة كانت غير صحيحة..!! من هنا تتناسل الأسئلة: هل يمكن أن يحدث ذلك في أي دولة بالعالم؟ وهل الأولوية هنا؛ كإجراء احترازي لمكافحة الوباء كانت تقتضي عزل الوافدين أم أخذ أرقام هواتفهم؟ وماذا كانت النتيجة (المنطقية) لذلكم الإجراء (العفوي)؟ الإجابة بحذافيرها تحت هذه المُقدِّمة مباشرةً…

بيان مهم..!!
في بيانٍ نسأل المولى ألَّا يكون له ما بعده من (الكوارث)؛ قالت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، إنها عاجزة عن التواصل مع 50 % من القادمين إلى البلاد عبر المطار عندما سمحت السُلطات لهم بالدخول استثناء خلال 48 ساعة، بعد إغلاق المعابر البرية والجوية.. وكرَّرت الوزارة ذات العبارة التي قالها مدير الطوارئ والوبائيات د. بابكر المقبول عند بداية الأزمة وهي أن نصف القادمين في هذه الفترة، دونوا معلومات خاطئة حول مقار سكنهم وأرقام الهواتف. وهنا يُجمع خبراء تحدَّثوا لـ(السوداني) أن هذا يعني أننا سنكون أمام احتمالات مفتوحة إزاء هذا الوباء الفتاك الذي ما زال يحصد الأرواح بدولٍ تتقدَّمُ علينا في النظام الصحي بقرون ضوئية، منها على سبيل المثال الولايات المتحدة، فرنسا وأسبانيا.
حالات تسلُّل
ويقول خبير ضبط الجودة واختصاصي المختبرات الطبية د. حسن عباس لـ(السوداني): ونحن نتحدث عن إجراء احترازي لمكافحة وباء خطير جداً هل كانت الأولوية تقتضي أخذ عزل الوافدين أم أخذ أرقام هواتفهم؟ وأجاب بأن هذا (استهتار) بوباء هزَّ عرش دول عظمى فما بالك بدولة نظامها الصحي يعاني من الانهيار التام.. مشيراً إلى أن الوباء عندما يكون وافداً فإن التحكُّم فيه يكون مقدوراً عليه وميسوراً جداً، وذلك من خلال إجراءات حاسمة تُتبع بكل المعابر وبمختلف أنواعها، وقال عباس: من المؤسف جداً أن (التسلُّل) إلى بلادنا حدث عبر أكثر المعابر (أمناً) وهو (المطار) حيث لم يتم التعامل مع الوافدين عبره وفقاً للإجراءات الصحيحة والمتمثلة في (الحجر الصحي)، فكانت النتيجة الكارثية هي فقدان التواصل مع (50%) من القادمين ما يشي بأن القادم ربما يكون أخطر مع وباء لا يعرف (الهِظار).
فترة حضانة
ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من حالات التبليغ والاشتباه، فحسبما أكد تقرير مركز الاتصال والتحكم بوزارة الصحة الاتحادية الخاص بالتبليغ عن فيروس كورونا فإنَّ عدد المكالمات في اليوم الواحد لا تقل عن ( ٤٦٠٠) اتصال أي نحو (٢٠٠) بلاغ في الساعة، عبر الأرقام المخصصة لذلك وهي: ( ٩٠٩٠) و ( ٢٢١).. وإن كان معظم هذه المكالمات صُنِّف في خانة الاستفسار والتوضيح، إلا أنها حوَتْ كذلك بلاغات اشتباه ما جعل الوزارة تقوم بعمل ما يلزم حيالها، وطبقاً لتقرير المركز فإن عدد المكالمات في أسبوع واحد اقترب من (40) ألف اتصال. من جهتهم أجمع عدد من الأطباء الذين تحدثوا إلينا أن فترة حضانة الفيروس قد تصل إلى (28) يوماً وليس (14) يوماً حسبما يردد البعض وبالتالي فإن الاحتياط واجب على الدولة والمجتمع والمواطنين جميعهم.
مَنْ يشكو لِمَنْ؟؟
دكتور حسن عباس عاد ليؤكد لـ(السوداني) أن الاستراتيجية لمكافحة وباء كورونا يجب أن تكون قائمة على أخذ الوافد أيَّاً كان وضعه (شخصية مهمة أو شخصية عادية) إلى مكان عزل آمن لأن في ذلك مصلحة للعازل والمعزول.
وفي السياق ذاته استنكر طبيب معروف – فضَّل حجب اسمه – قول السلطات الصحية إن المعلومات والبيانات التي تحصلوا عليها من الوافدين (50%) منها غير صحيحة أو غير مطابقة، وتساءل: إذاً لمن تشكو هذه الجهات وهي المسؤولة؟؟ وإذا كان هذا قولها هي فماذا يقول المواطن العادي؟؟ ولمن يشكو؟؟؟ علماً بأن تلك الجهات التي تبث شكواها الآن كان بمقدورها أن تتحكَّم في الأمر منذ الوهلة الأولى فقط بالتطبيق الصارم للعزل المبدئي ريثما تتأكد الحالة الصحية للوافد مهما كان وضعه.
ويمضي الرجُل بقوله إنَّ الإجراء الذي تم مع الوافدين بالفحص الأولي (قياس درجة الحرارة) ومن ثم السؤال عن الدولة التي أتى منها الوافد وهل هي موبوءة أم لا، هذا إجراء غير كافٍ مطلقاً، ولا يعطي نتائج موثوق بها، وخير شاهد على ذلك أن الإصابات السبع التي ظهرت بالسودان ومنها حالتا وفاة قد أتت من الخارج وربما أُتبع معها هذا الإجراء المُبسَّط الذي ذكرناه، لتكون تلك هي النتيجة الحتمية (ظهور حالات مؤكدة ووفيات).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.