أجندة || عبدالحميد عوض

شعب الله المختار

شارك الخبر
  • قبل يومين، وفي هذه المساحة، قلت إن حزب المؤتمر الوطني البائد، ومؤيدينه،لا يعترفون بوجود مخاطر لفيروس كورونا في السودان، ويتوهمون أنها مجردة لعبة سياسية من الحكومة وتحالفها الحاكم، تشبه ألاعيب حزبهم التي كان يمارسها في مثل هذه المنعطفات والأزمات، وأشرت إلى أن الحزب ينظر إلى الموضوع بمنظارالربح والخسارة السياسية.

*وإن توفر لي الدليل على مزاعمي، فإنني لم أذكره، لكن الدكتورعمركابو المحامي،وهوأحد أنصار النظام المخلوع، وعضو نقابة المحامين المحلولة، وعضو مجلس الصحافة والمطبوعات، كفاني في اليوم التالي المهمة وأثبت على نفسه وحزبه صدق ادعاءاتي،فله مني كل الشكروالتقدير،وجزاه الله ألف خير..!!
*كيف ؟
*قراروزارة التربية والتعليم بتأجيل امتحانات الشهادة السودانية تحوطاً من تفشي فيروس كورونا، أيده الجميع بما في ذلك أسرالممتحنين، من حيث هو إجراء وقائي يحمي حياة الطلاب الأغلى من قيمة النجاح الأكاديمي، وقد أخبرتني والدة إحدى الممتحنات،بأن قلبها كأم حدثها بمنع ابنتها من الجلوس للامتحان،إذا أصرت الوزارة على قيامه في موعده في 12 إبريل الحالي، ويا دار ما دخلك شر.
*لكن الدكتور كابو، تجاهل كل تلك المخاوف والمشاعر، وحاول في كتاباته التقليل من القرارالذي اعتبره “محاولة من الحكومة لإذلال الشعب ولم يراعِ مشاعر أبنائنا الطلاب “وأشك كل الشك أن يكون للدكتورابناً من صلبه من بين الممتحنين،لأن الأب الحقيقي، لن يعرض ابنه لطعنة شوكة، دعك من فيروس قاتل.
*السيد كابو، بكل ثقله القانوني، لم يكتفِ بذلك التشكيك واللامبالاة، بل ذهب إلى بث معلومة استند فيها على الأسافير وهي أن الحكومة فشلت في طباعة الامتحانات مما جعلها تلجأ إلى التأجيل، وأسأله هنا متى كانت الأسافيرمنبراً للحقيقة.!!؟.
*لدي قناعة راسخة، أن الإسلاميين يصنفون أنفسهم بأنهم شعب الله المختار في السودان، وبموجب ذلك يحلون ما يحرمونه على الآخرين، ولايرضون لأنفسهم النقد ولا المراجعة، ويطلبوناها من غيرهم، ويخافون على أنفسهم ولا يبألون بسواهم، والحق دوماً بين أيديهم لا يأتيهم معه باطل، والدليل الدكتورعمر كابو نفسه، الذي قلل من قرار تأجيل الامتحانات لضمان صحة 500 ألف طالب،إذ عاد في اليوم التالي مباشرة معبراً عن تخوفه على حياة نحو 20 سجيناً من رموز نظامه البائد، ومن ماذا؟ من ذات فيروس كورونا، متهماً الحكومة بالتقصير لأنها لم تطلق سراح المعتقلين السياسيين جنباً إلى جنب مع 4 آلاف نزيل، وذكربالحرف الواحد، أن موضوع كورونا تستخدمه الحكومة استخدامًا سياسيًّا ليس إلا وإذا لم يكن الأمر كذلك لسارعت الحكومة في إطلاق سراح كل السجناء حتى خصومها السياسيين.
*لاحظوا كيف يتم التبريروالتذاكي،حينما يتعلق الأمر بحياة “شعب الله المختار”وكيف يكون التهوين لما يختص الخطر، بمن يرونهم رجرجة ودهماء، كان الله في عونهم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.