” كورونا”.. هل وصلنا مرحلة الخطر

الخرطوم: السوداني

على الرغم من تكرار إعلان وزارة الصحة لإصابات مؤكدة بـ” كورونا” في الآونة الأخيرة، إلا أن ما أعلنته الصحة فجر ” الثلاثاء” قد أربك المشهد ومن شأنه أن يُعيد ترتيب الأوراق، فقد جاء الإعلان عن الحالة 13 مُفاجئاً وصادماً لجهة أن تاريخها كان خالياً من سفرٍ أو مخالطة، ما اعتبره مراقبون مؤشراً خطيراً ومدعاة للقلق، فكيف ستتعامل الوزارة مع الوضع الجديد للانتشار، وهل سمة إجراءات أشد حزماً من حظر التجول الجزئي في طريقها للتطبيق، وإلى ماذا يؤشر ظهور الحالة 13 بحسب المختصين؟

مرحلة الخطر:
اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي د. محمد طه السيد اعتبر أن تأخير الحكومة في إعلان الحظر الكامل سيكون سبباً في تفشي وباء ” كورونا” بالبلاد، منبهاً إلى أن الوباء دخل مرحلة الخطر في السودان، وأكد طه في حديثه لـ( السوداني) على أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت تحذيرات للسودان قبل أيام وأبدت قلقها من احتمالية ازدياد حالات الإصابة بصورة كبيرة تفوق سيطرة الحكومة.
في السياق دعا د. محمد طه الحكومة لفرض الحظر الكامل بأعجل ما يكون للحفاظ على صحة المواطنين.

الإغلاق الكامل:
من جانبه كشف مسؤول الطوارئ بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د. محمد عبد الرحمن أن تسجيل إصابة مؤكدة بـ” كورونا” بلا تاريخ سفر أو مخالطة هو مؤشر خطير وإعلان لدخول الوباء في السودان إلى مرحلة جديدة، يتم فيها انتقال المرض مُجتمعياً، وهذا يُعد تهديداً للأمن الصحي لجهة أنها حالات غير معروفة المصدر.
وفي رده على حديث بعض المراقبين الذين أكدوا أن الحالة (13) هي دليل على أن المرض منتشر بين الناس وأن هذه الإصابة نموذج لإصابات أخرى موجودة وغير مكتشفة، وقال عبد الرحمن لـ( السوداني) إن هذا التحليل لا يمكن تأكيده ولا نفيه، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات أشد حسماً لمحاصرة الوباء، ونصح مُتخذي القرار في الحكومة لتنفيذ مقترح الإغلاق الكامل لمدة ثلاثة أسابيع متصلة، إضافة لضرورة زيادة السعة في المعمل المخصص للفحص بصورة عاجلة، منوهاً إلى أن الانتشار المجتمعي يتطلب زيادة في سعة الفحص وسرعة في إجراءاته واستخراج نتائجه، مستبعداً أن يتم فحص لكل المواطنين أو نسبة كبيرة منهم لصعوبة الإجراء، وقال د. عبد الرحمن لـ( السوداني) أنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك الإجراء حالياً وإنما المطلوب هو أن يتم الفحص للمشتبه بهم ولكن بصورة أسرع وسعة أكبر خاصة مع اتساع دائرتهم بسبب الانتقال المجتمعي.

معالجات الفشل:
وفيما يختص بفشل وزارة الصحة في الوصول لـ40% من القادمين من الخارج في فترة السماح بشهر مارس المنصرم بسبب أنهم قد أدلوا بمعلومات مغلوطة في بياناتهم الشخصية باستمارة وزارة الصحة بالمطار، كشف مدير الطب الوقائي د. خالد عثمان لـ(السوداني) عن معالجات وطرق جديدة اتبعتها الوزارة للوصول للقادمين من خارج السودان في فترة السماح، وأكد مدير الطب الوقائي د. خالد عثمان على أن سمة معالجة اتخذتها الوزارة قد رفعت نسبة المتابعة للقادمين من 60% إلى أكثر من 70% بعجز أقل من ٣٠%، وجاري العمل للتواصل مع كافة المسافرين بتلك الفترة.

وكشف عثمان أن المعالجات تمثلت في التتبع عن طريق الجوازات، فضلًاً عن إشراك لجان المقاومة في الأحياء بالتبليغ عن كل من جاء من خارج السودان في الأيام الماضية، للتأكد منه ومتابعة حالته.

تواريخ الإصابات:
الحالة رقم (1) توفي الى رحمة الله يوم 12/3 وكل المخالطين أمضوا فترة العزل ولم تظهر بينهم حالات إصابة.
الحالة رقم (2) للمريض الأجنبي دخل إلى الحجر بتاريخ 20/3 وشُفي من المرض وغادر المستشفى وبالنسبة للمخالطين له قد خرجوا أيضاً من العزل ولم تسجل حالة إصابة بينهم.
الحالة رقم (3) سوداني قادم من دولة الإمارات العربية، دخل إلى الحجر الصحي بتاريخ 24 مارس.
الحالتان الرابعة والخامسة تم الاعلان عنهما في نفس اليوم سودانيّان أحدهما قادم من فرنسا والثاني من دولة الإمارات العربية يسكن حي العزبة، وكان تاريخ دخولهما الحجر الصحي يوم 25 مارس.
الحالة رقم (6) توفي إلى رحمة مولاه وتم الإعلان عنه ونقله للحجر الصحي قبل وفاته بتاريخ 29 مارس .
الحالة رقم (7) لشخص هندي الجنسية ودخل إلى الحجر بتاريخ 31 مارس.
الحالة رقم (8) وهو من المخالطين للحالة رقم (6) الذي توفاه الله وتعتبر أول حالة لانتقال المرض بالمخالطة، وقد ظهرت عليه آثار العدوى قبل إكمال فترة العزل المقرره لهما.
الحالة رقم (9) هي ابنة الحالة رقم (6) الذي انتقل لرحمة مولاه وزوجة الحالة رقم (8) واللتان ظهرتا في مقطع فيديو من داخل موقع حجزهما وعلاجهما، يطمئنان الناس عن أوضاعهما الصحية وتقللان من الوباء وتصفانه بالنزلة العادية، وقد تم الإعلان عن الحالتان يوم 3 إبريل، ومعها حالة جديدة رقم (10).
أعلنت يوم الأحد الموافق 5 إبريل حالتان، الحالة رقم (11) وهذه الحالة لرجل هندي عمره 67 سنة وصل السودان يوم 15 مارس وتم التبليغ عنه يوم 1 إبريل والحالة رقم (12) لطفلة عمرها 11 سنة وهي مخالطة للحالة رقم (9) وهي الدكتورة ابنة المرحوم الحالة رقم (6) والحالتان أدخلتا للعزل والعلاج.
في يوم الإثنين الموافق السادس من إبريل 2020 لم تعلن الوزارة عن اكتشاف أي حالات جديدة.
لكن مع بزوغ فجر الثلاثاء السابع من إبريل جاء الإعلان الأخطر على الإطلاق وهو تسجيل حالة إصابة مؤكدة بفيروس ” كورونا” بلا تاريخ مرضي – الحالة 13- أي أنه ليس قادماً من الخارج وليس مخالطاً لحالة مصابة أو مشتبه إصابتها بـ” كورونا”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.