أيها السادة توفي….

 منذ عشرات السنين وإذاعة أم درمان أطال الله عمرها، وعند الساعة الثامنة من كل مساء تتحف المستمع بأخبار محلية في نشرة عرفت عند العامة بنشرة الأموات. بعد ان يوشك المذيع على نهاية النشرة , تجده غير من صوته وبصوت مختلف يقول : أيها السادة توفي فلان الفلاني من مكان كذا قرية كان او مدينة ووالد كل من ويعدد الأبناء ووظائفهم وأماكن تواجدهم وربما ذكر الإخوان والاعمام او الاخوال وأحيانا عندما لا يكون في القائمة مشاهير او مهمين يملأ الفراغ: والفقيد قريب كل من فلان وفلان. والملاحظ انه لا مكان للنساء في هذه القوائم مهما بلغت شهرتهن او مكانتهن، فهي دائما حكرا على الرجال. وما أكثر ذكر الأرامل في هذه النشرات أرملة فلان مما يجعل شعورا بأن الزوج غالبا ما يموت قبل الزوجة. وعندما تكون الوفاة في المدن يلحق الخبر بزمان ومكان الدفن وسيشيع الى مقابر كذا في الساعة كذا.

وبمرور الزمن وتطور الحياة بدأت هذه الأخبار تحوي هذه الإضافات توفي بلندن او الأردن او القاهرة فلان بن فلان وسيصل الجثمان الساعة بالطائرة كذا ويذكر اسم الخطوط والفقيد والد الدكتور فلان بأبو طبي والمهندس فلان بالسعودية والمستشار فلان بالإمارات.
وطبعا هناك نشر فوق العادة يبدأ (تحتسب رئاسة الجمهورية عند المولى عز وجل……) هذا عندما يكون المتوفى من السياسيين أو الشخصيات العامة جداً. أو يحتسب السيد وزير الثقافة والإعلام عند الله تعالى…… عندما يكون للمتوفى صلة بهذه الوزارة مذيعا او فنانا او ممثلا أو أي من المبدعين.

ماذا تريد ان تقول؟ دوختنا
يبدو لي والله أعلم لا يشاركنا في هذه العادة إلا الإعلام الكويتي والذي يذيع في نهاية كل نشرة أخبار وليس الثامنة فقط خبرا مثل أخبارنا ويزيد عليه عن عمر ناهز كذا ويذكر عمر المتوفى. حتى يقل الحزن عليه أو يزيد في تناسب عكسي. وغالبا ما يكون متوفي نشرة الكويت واحداً فقط وذلك لقلة سكان الكويت مقارنة بسكان السودان والسبب الآخر ان هذا الخبر ليس حكرا على نشرة واحدة بل في كل النشرات.

طيب أها وتاني:
سؤال في ظل ثورة الاتصالات هذه والهاتف المحمول سوداني او زين او mtn هل منكم من علم بوفاة قريب منذ عشر سنوات من نشرة الثامنة؟؟؟ أشك لأن الخبر يصل عبر الهاتف بأسرع ما يكون وفي لحظة الوفاة وربما تحضر التشييع ان كان المكان قريباً.

وسؤال لقسم الأخبار بالإذاعة هل مازال هذا القسم يتشدد في مصدر الخبر حيث كان هناك من يكيدون لبعضهم بنشر خبر وفاة كاذب يسبب كثيرا من الحرج لآخرين.لذا كانت تحرص الإذاعة على مصدر الخبر وإثبات شخصيته.

السؤال للإذاعة والمجتمع متى ينتهي هذا النشر الذي لا معنى له؟ والذي فقد أهميته التي كان يؤديها في السابق مشكوراً. اللهم إلا اذا أدرج في قائمة القشرة والبوبار بمكانة أولاد وأقرباء المتوفى ومكان وفاته.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.