أقاصي الدنيا || محمد محمد خير

يحدث لأول مرة

شارك الخبر

للثورات ذاكرة ولها مرجعيات ويسندها تراث وتكاد تولد من نفسها مرة ثانية بذات الطرق والوسائل والآليات .
الأحزاب السياسية هي التي تحرض للثورة بتحالف وطني متماسك تتفق كل قواه على برنامج متوافق عليه تتجه به نحو النقابات المهنية التي تقع عليها مهام حشد القواعد وإنجاز مهمة الإضراب السياسي المتعارف عليه بالعصيان المدني وتخرج هذه القوى مع جماهير الأحزاب للشارع بهتافات موحدة تجبر الجيش الوطني للانحياز.
هذا هو الشكل المتعارف عليه في ثورتي أكتوبر وأبريل المجيدتين.
غير أن الذي حدث الآن يختلف جوهريا عن أكتوبر وأبريل؛ فلأول مرة تنحاز القوات النظامية للشارع دون عصيان مدني ولأول مرة تتقدم النقابات المدنية على الأحزاب السياسية، ولأول مرة يصبح الداخل خاصرة هشة والخارج مركز التحكم.
عادة ما يتمأقاصي الدنيا
يحدث لأول مرة
للثورات ذاكرة ولها مرجعيات ويسندها تراث وتكاد تولد من نفسها مرة ثانية بذات الطرق والوسائل والآليات .
الأحزاب السياسية هي التي تحرض للثورة بتحالف وطني متماسك تتفق كل قواه على برنامج متوافق عليه تتجه به نحو النقابات المهنية التي تقع عليها مهام حشد القواعد وإنجاز مهمة الإضراب السياسي المتعارف عليه بالعصيان المدني وتخرج هذه القوى مع جماهير الأحزاب للشارع بهتافات موحدة تجبر الجيش الوطني للانحياز.
هذا هو الشكل المتعارف عليه في ثورتي أكتوبر وأبريل المجيدتين.
غير أن الذي حدث الآن يختلف جوهريا عن أكتوبر وأبريل؛ فلأول مرة تنحاز القوات النظامية للشارع دون عصيان مدني ولأول مرة تتقدم النقابات المدنية على الأحزاب السياسية، ولأول مرة يصبح الداخل خاصرة هشة والخارج مركز التحكم.
عادة ما يتم تشكيل الفترة الانتقالية في ضوء اتفاق متوافق عليه أو على هياكله قبل إسقاط النظام، لكن الجديد الآن هو التنازع على الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام.
عادة ما تكون الأحزاب والقوى المدنية المتحالفة معها متمسكة ببرنامج واضح المعالم ولا خلافات على رجحانه باعتباره المخرج الذي تهفو له كل أفئدة قطاعات الشعب، لكن هذه القوى تتصادم، الآن مجترة خلافاتها القديمة وراكضة في صحاري التيه القديمة بما يؤكد أنها تمضي في طريق يتعارض جذريا مع أحلام الجيل الجديد الذي لا يتفق معها في أي شيء سوى إسقاط النظام فقط ويرى أن دورها في هذه المهمة لم يكن أعلى كعبا من دوره المفصلي الصبور الذي استمر لأشهر عديدة.
من هنا يتبدّى المأزق الجديد، فقد فرض الشباب عقيدته وعبّر عن تمرده على كل الأشكال الكلاسيكية في التغيير وفرض مفردات لغته بدا من (البل حتى صابنها) ولا كبير أمامه إلا الحلم!
الثورة تبدأ الآن بعد إسقاط رأس النظام ومؤسسات الحكم ببرنامجين متعارضين.
الجديد في المشهد أن الإسلاميين انسحبوا بهدوء عن المشهد، ولم يبدوا أي مقاومة بما يغاير طبيعتهم المعهودة، ولم يصدر الحزب الحاكم بيانا يوضح موقعه الراهن أو المستقبلي، وهذا الموقف فتح الموقف على قراءات  متعددة فازدهرت الشائعات من جديد وأصبح كل شيء يلتقي بنقيضه ويشمل ذلك أهداف الانحياز وخلفيات قواه العسكرية واستراتيجيات القوى الخارجية الداعمة له ومستقبل البلاد في ظل هذا التشابك، يضاف إلى ذلك مواقف الحركات المسلحة الواضحة التي تمر بالتوقيع على برنامج لم يتم إعداده حتى الآن ولم تتفق القوى السياسية على مبناه وهيكله وشخصياته وطبيعة مهمات مؤسساته ومدة فترة الانتقال.
يعلو كل ذلك أن فاعلية عسكرية جديدة برزت بقوة وساهمت بقدر فعال في رسم كل المشهد بحضور عسكري حاسم، وباتت ركنا من أهم أركانه، بل هي من ستحدد الوجهة الخارجية والموقف من أزمة الخليح وموقف الاتحاد الأوروبي. تلك هي قوة الدعم السريع التي سنتناولها غدا بإذن الله. تشكيل الفترة الانتقالية في ضوء اتفاق متوافق عليه أو على هياكله قبل إسقاط النظام، لكن الجديد الآن هو التنازع على الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام.
عادة ما تكون الأحزاب والقوى المدنية المتحالفة معها متمسكة ببرنامج واضح المعالم ولا خلافات على رجحانه باعتباره المخرج الذي تهفو له كل أفئدة قطاعات الشعب، لكن هذه القوى تتصادم، الآن مجترة خلافاتها القديمة وراكضة في صحاري التيه القديمة بما يؤكد أنها تمضي في طريق يتعارض جذريا مع أحلام الجيل الجديد الذي لا يتفق معها في أي شيء سوى إسقاط النظام فقط ويرى أن دورها في هذه المهمة لم يكن أعلى كعبا من دوره المفصلي الصبور الذي استمر لأشهر عديدة.
من هنا يتبدّى المأزق الجديد، فقد فرض الشباب عقيدته وعبّر عن تمرده على كل الأشكال الكلاسيكية في التغيير وفرض مفردات لغته بدا من (البل حتى صابنها) ولا كبير أمامه إلا الحلم!
الثورة تبدأ الآن بعد إسقاط رأس النظام ومؤسسات الحكم ببرنامجين متعارضين.
الجديد في المشهد أن الإسلاميين انسحبوا بهدوء عن المشهد، ولم يبدوا أي مقاومة بما يغاير طبيعتهم المعهودة، ولم يصدر الحزب الحاكم بيانا يوضح موقعه الراهن أو المستقبلي، وهذا الموقف فتح الموقف على قراءات  متعددة فازدهرت الشائعات من جديد وأصبح كل شيء يلتقي بنقيضه ويشمل ذلك أهداف الانحياز وخلفيات قواه العسكرية واستراتيجيات القوى الخارجية الداعمة له ومستقبل البلاد في ظل هذا التشابك، يضاف إلى ذلك مواقف الحركات المسلحة الواضحة التي تمر بالتوقيع على برنامج لم يتم إعداده حتى الآن ولم تتفق القوى السياسية على مبناه وهيكله وشخصياته وطبيعة مهمات مؤسساته ومدة فترة الانتقال.
يعلو كل ذلك أن فاعلية عسكرية جديدة برزت بقوة وساهمت بقدر فعال في رسم كل المشهد بحضور عسكري حاسم، وباتت ركنا من أهم أركانه، بل هي من ستحدد الوجهة الخارجية والموقف من أزمة الخليح وموقف الاتحاد الأوروبي. تلك هي قوة الدعم السريع التي سنتناولها غدا بإذن الله.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.