بصائر عبد الباسط إدريس

قوش خائن أم بطل؟!

شارك الخبر

لا يزال كَثيرٌ من الإسلاميين، يلطمون الخُدود ويشقون الجُيُوب، وينهالون على حبيبنا الفريق صلاح قوش، شتيمة وتخويناً جراء هدمه بناءهم، وتحطيم دولتهم التي ضحى من أجلها علماء وشهداء منذ صرخة ميلادها، وحتى تجاوزها سن النبوة بعشرية كاملة!
لم أبدِ دهشتي، حيال تلك الحملة المُنظّمة، التي يطلقها بعض الإسلاميين تجاه حبيبنا قوش، وهم يبكون سلطة، أرادوها ملكاً عضوداً وحكراً خاصاً بهم، وسلطة نهب واستبداد وإقصاء، ولم تكن سلطة الإسلاميين واحة للعدل والحرية، والسلام أو كتلك التي وعد بها آباؤهم الأولون.
لكن ما زاد دهشتي وحار أمري، خبرٌ مُهمٌ كان قد نشره موقع (باج نيوز) الإخباري، كشف فيه عن اختفاء الفريق صلاح قوش في ظروف غامضة، احتجاجاً على حديث المتحدث باسم المجلس العسكري، أن قوش “قيد الإقامة الجبرية”، فهل هناك عزيزي القارئ ما يثير الدهشة أكثر من وضع جنرال أجمعت روايات الحكومة والمُعارضة على أنّه قاد “التغيير” أو “الانحياز للثورة” بأن يتحوّل إلى أسيرٍ من قبل ذات المجلس الذي يفترض أنّه وقف وراء تشكيله.
وحتى ندرك فعلاً لا قولاً، أنّ هناك ما يُثير الدهشة أكثر، لنا أن نعلم أنّ حبيبنا قوش، رفض عرضاً من بعض أعضاء المجلس بمُغادرة البلاد، والإقامة في دولة الإمارات، وأنه أصرّ على البقاء في الخرطوم، فكيف لمن قاد التغيير أن يُغادر مغدوراً، تاركاً بلده في هذه الأوضاع المُعقّدة؟!
لذلك يبدو وأضحاً أنّ ما جرى في الحادي عشر من أبريل الماضي، وما تلاه من أحداثٍ مُتسارعةٍ بعد الإطاحة بالبشير وابن عوف، تغيير يكتنفه الغُمُوض، فلا يعرف أحدٌ إن كان ما يحدث استباقاً فعلياً لسيناريوهات كارثية، أم أنه (انقلاب) داخل الانقلاب! اواننا بالفعل على موعد جديد مع لعبة (عض الأصابع) أو معركة صراع الحياة والبقاء.
خصوم قوش ينفذون للنيل منه، بحملة مسعورة طامعة في جسده ودمه، من نقطة ضعف أساسية، هي ضعف مقدراته الاستخبارية، أو عدم اكتراثه لتأمين نفسه وقُصُور قراءته للمشهد. ويخسر بعد كل جولة، قوش في أيام البشير الأخيرة كان أمامه دور البطل فهو لم يكن خائناً، لكنه أكبر ضحايا التّغيير، وإن كان قوش ضحية، فلا تسأل عن الجلاد..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.