مدير عام هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه بالخرطوم لـ(السوداني): ضعف الميزانيات أكبر هاجس يُواجهن

حوار: مياه النيل مبارك

كشف مدير عام هيية الطرق والجسور ومصارف المياه بولاية الخرطوم المهندس الصافي أحمد آدم، عن خُططٍ جديدةٍ تؤدي للخروج من المآزق التي تُواجه الطُرق والجُسور، مُنوِّهاً إلى أنّ هُنالك عَوامل عَديدة تتسبّب في الازدحام والاختناق المروري، وشَدَّدَ في حواره مع (السوداني) على مُحاسبة كل من يتسبّب في مُخالفات الطريق بالغَرامة، مُبيِّناً بأنّ ولاية الخرطوم سوف تشهد طفرة خلال سنوات القادمة وذلك من خلال خُطط هندسية للجُسور والطُرق.

الخرطوم يكاد يقتلها الاختناق المُروري لا سيما عند مداخل الكباري؟
حصرنا حوالي 17عاملاً تؤدي لهذه الاختناقات، منها عدم الالتزام بالمسار الصحيح، ومن خلال حصرنا للمركبات وجدنا بأن عدد المركبات يفوق عدد الجسور والطرق، إذ يصل عدد المركبات إلى حوالي مليون ونصف المليون مركبة، إضافةً إلى مركبات بالهيئات الدبلوماسية والمُؤسّسات الحكوميّة لم تَشملها عَمليّة الحصر، وهذا العدد يُعتبر كبيراً ويفوق حجم الطرق، ومُعظم شوارع الخرطوم ضيِّقة تحتاج إلى توسعةٍ.
إذن ما هي خُطط هيئتكم لحل تلك المُشكلة؟
‏الهيئة وضعت عدة خُطط، منها فتح الطرق الزراعية التي تربط بين مكان الإنتاج الزراعي ومركز المدينة.. منها طريق “تكالي – العليفون” بطول 14 كيلو متراً وطريق “ود أبو صالح” بشرق النيل بطول كيلو 12 متراً و”سوبا الحلة” خمسة كيلو، والآن جارٍ العمل في طريق “السروراب – كرري” بطول خمسة كيلو بمُشاركة اجتماعية، وكذلك طريق “جبيل الطينة” بمُشاركة اجتماعية من أهالي المنطقة، كما يجري توسعة طريق “مامون بحيري” بطول 8 كيلو.
البعض يقول إنّ العُمر الافتراضي للأسفلت أصبح قصيراً جداً؟
صَحيحٌ إنّ الطرق مُتهالكة ويَرجع ذلك للتّخريب بواسطة مياه الصرف الصحي، فقد تمّت صيانة كسورات في عدة طرق، منها على سبيل المثال شارع السيد عبد الرحمن، حيث تمت صيانته بعد تعرُّضه للكُسورات المُتكرِّرة ومُعظم المناطق التي بها انفجارات لشبكة الصرف بسبب الكثافة السُّكّانية والتي تحتاج هذه الشبكة لتوسعة عاجلة.
‏بصراحة، هل تواجه الهيئة مشاكل مالية؟
بكل صدق نعم، هناك ضعفٌ كبيرٌ في الميزانية وقد سبّب لنا هاجساً، بل وقف عائقاً أمامنا، فقد حدّدنا لهذا العام خُطة بميزانية تريليون ونصف التريليون جنيه تم التصديق منها بمبلغ مليار جنيه فقط نسبة 10% من الميزانية المطلوبة، مَا دَفَعَ الهيئة للعمل بآلياتها كخُطةٍ إسعافيةٍ في ظل نقص الميزانية.
‏هل هذا يعني أنكم تُعلِّقون شمّاعة الميزانية لعدم اكتمال الأعمال في الطرق؟
غير صحيحٍ، لكن كما تعلمين فلا نستطيع أن نتحرّك خطوة دُون ميزانية، وهنالك مناطق تقوم بالمُشاركة بنسبة 30%، وتختلف تكلفة المصارف حسب المواد المُستخدمة لتشييدها والتي تصل إلى (4) مليارات جنيه، وهنالك عدة مصارف، منها مصارف سيول وفيضانات، ومصارف للأمطار، وفي أغلب المناطق يتم عمل ترس نيلي بواقع 200 كيلو لواجهة النيل الأبيض جنوباً وضفاف نهر النيل، لحين وضع خُططٍ لها بصُورةٍ حَديثةٍ، وهنالك أكبر مُشكلة في هذه التروس، حيث يقوم المُواطنون بالتعدي عليها والبعض منهم يُشيِّدون بها منازلهم وهنالك من يسكن خلفها.
‏ ما هي أكبر التحديات التي تُواجهكم في مجال الصرف الصحي؟
هناك تحديات كبيرة تُواجه الهيئة خَاصةً خور أبو عنجة الذي لا تجف عنه المياه طوال العام بسبب توصيلات الصرف الصحي وهذا خطأٌ، ممّا خلّفت تلوثاً بالبيئة وهنالك جهاز مخالفات يتولى أمر هذا الجانب.
‏طريق جبل أولياء الذي حصد أرواح المُواطنين لماذا توقف العمل به؟
هذا الطريق تمّ توقيع عَقدٍ لتوسعته في العام 2017م نتيجةً لأهميته باعتباره امتداداً لطريق قومي وقد جَرَت به تَوسعة بحوالي 15 كيلو متراً جنوب الاحتياطي المركزي.. في العام 2008م طرحت الوزارة الاتحادية عطاءً فشلت الحكومة في تمويله.. وفي العام 2017 – 2018م ووسط الضغوطات والمشاكل المُتعلِّقة بهذا الطريق استجاب الوالي السابق ووزير المالية بعمل ردميات لحين التمويل إلى أعمال السفلتة وحتى هذه اللحظة لم يُوفّر لها تمويل وأصبحت هنالك مديونية على الهيئة.
‏هنالك اتّهام لكم بعدم الاهتمام بالمصارف وجوانب الطريق وقد نتجت عن ذلك عدة حوادث؟
نهتم بها ولكن هنالك سلوك خاطئ من المواطن ومُعظم أغطية المنهولات تمّت سرقتها.
‏ما هي الاحترازات لعدم تكرار حادثة كوبري الجقور؟
صمت برهةً، ثم قال هذا الكلام غير منطقي والجقور لم تتسبّب في حفر الكوبري، كل الذي حدث أن صاحب كافتيريا قام بعمل ردميات بالقرب من نهاية الكوبري وحدث تآكل للعلب مما اضطررنا لإزالة الكافتيريا وقمنا بشفط 50 متراً مكعباً من الطمي وقد كلف الهيئة (110) مليارات جنيه لتلك الصيانة.
‏ما هي خُططكم فيما يتعلق بالولاية؟
على الخُطط يقف المخطط الهيكلي وبه (9) جسور جديدة و(22) كوبري طائر وهي تربط بين الطريق الدائري سوبا والدباسبن وأم حراز بالشقيلاب وشمال الحلفايا وكافوري والخجرة وكوبري النيل الأزرق مُوازٍ له الأبيض.
‏تسير الهيئة بخُططٍ منتظمةٍ، ففي كل خمسة أعوام يتم وضع خُطط جديدة وفق الميزانية المرصودة لها..
معظم الدول الخارجية تعمل بالتمويل، ولكننا في السودان نعتمد على الموارد الذاتية ولدينا صيانات دورية بحسب المُتابعة..
وهنالك قياس شهري وسنوي.. فقد قُمنا باستيراد جهاز لتتبع حركة الكوبري تحت الأحمال وتمدُّد العلب والعارضات الحديدية والخرسانية وهو الآن موجود في كوبري سوبا..
‏شكاوى عديدة وعدم توعية لمُستخدمي الطريق ومُخالفات.. كيف تتعاملون معها؟
لدينا إنذارات لكل من يتسبّب في تلوُّث الطريق أو تخريبه بأيِّ شكل وهنالك غرامات.
البعض يتّهمكم باحتكار العمل لصالح كبار المُهندسين دُون غيرهم.. ما صحة ذلك؟
اتّهامٌ باطلٌ، فالعمل لا يحتكره مُهندسون كبار أو غيره، بل يتم عبر إعلانات بلجنة اختيار ومُعاينات من قِبل الهيئة بشفافيةٍ عاليةٍ وبصُورةٍ مهنيةٍ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.