حاطب الليل …عبداللطيف البوني

حدها وين ياجماعة ؟

(1 )
يقول المثل الشعبي (يهدوا فيها من الدواحة, رقدت كتر) أي يطلبوا منها أن تترك التحاوم بدون هدف(الدواحة) فما كان منها إلا أن أمضت الليل خارج منزلها (كتر) بضم الكاف فكما يتضح من المفردات أنهم حاولوا هدايتها فكانت استجابتها عكسية إذ تجاوزت الخطأ المنهي عنه إلى ما هو أشد وانكأ. فخلاصة الأمر أنها حالة ميؤوس منها أما مناسبة المثل هي أننا كشعب سوداني فضل ظللنا نناشد الجهتين اللتين تقودا الحراك السياسي في بلادنا, المجلس العسكري وقوى الحرية والتحرير أن يسرعا في إنهاء التفاوض لأن حالة البلاد لاتحتمل فعوضاً عن ذلك أدخلاء الوسطاء الأجانب مش كدا وبس فإذا بهما يشدا الرحال حاملين بلاوي البلاد إلى الخارج فقحت ذهبت إلى أديس وأمضت عدة أيام لتعود بكلام إنشائي لا يؤدي ولا يجيب ثم الانكأ نائب رئيس المجلس العسكري يقود وفداً من المجلس وقحت يطير إلى جوبا لمقابلة الحلو فيغيب الحلو ويحضر له عقار الذي كان متفقاً مع قحت والغريب أن الحلو كان موجوداً في أديس أيام قحت كانت هناك ويقال إنه رفض مقابلة أي زول إلا اللصم الذي انفرد به وهكذا بعد أن كانت مصائبنا في خرطومنا بين القصر الجمهوري وفندق كورنثيا ونحن نصرخ كفاية كفاية فاذا بها (ترقد كتر) في فنادق وعواصم أجنبية (غطيني ياصفية وصوتي ما فيش فائدة) على قول سعد زغلول
(2 )
لانحتاج لكثير طرقات على الكيبورد لنذكر الناس بحالة بلادنا التي تبكي الخواجة والتي هي أصلاً كانت ذي الزفت فازدادت زفتاً بسبب غياب الحكومة خاصة من ناحية اقتصادية حيث ازداد الغلاء ووصل التضخم أرقاماً قياسية وأصبحت البلاد نهباً للكارتيلات وتجار العملة والمرابين, الفقراء وصلوا مرحلة المجاعة, الموسم الزراعي أصبح في خبر كان وما خفى أعظم فغياب الحكومة يستغله ناهبي الذهب والبترول وحاجات تانية حامياني أما من ناحية سياسية فالوضع لا يقل بؤساً المجلس العسكري يمسك بزمام السلطة لكن دون حكومة ليصبح الأمر تسلطاً وتخبطاً فمثلاً أمامنا الآن بيان النائب العام عن فض الاعتصام وقرار بارجاع مستشفى الخرطوم لوزارة الصحة الاتحادية فبيان فض الاعتصام لا داعي له البتة طالما أن البيان السياسي المتفق عليه أقر قيام لجنة وطنية مستقلة لهذا الأمر أما قرار مستشفى الخرطوم فهو قرار إداري من صلاحيات وزير الصحة القادم. أما قحت فهي تفاوض في العسكري ليل نهار في القصر والفندق وبيوت أفراد وفي نفس الوقت تقوم بدور المعارض له عليها الشروع في تكوين الحكومة القادمة وفي نفس الوقت تقوم بتسير المظاهرات وتعبئ في الجماهير أما قادتها فادمنوا الفضائيات (سمك لبن تمر هندي).
(3 )
يبدو لي أن العسكري وقحت قد استمرآ هذا الوضع فهو مسؤولية نص كم ولا مسؤولية نص كم هذا إذا أحسنا الظن فيهما أما غير ذلك فيمكن أن نقول إن كل واحد منهما يحفر للآخر ويريد أن يدردقه لمصير مظلم مستغلاً حالة السيولة وما لا نستبعده أن تكون هناك جهات استخبارية تقف خلف الستارة وتمسك بالخيوط وتحرك العرائس على الخشبة لتمشي كل البلاد معصوبة الأعين لحفرة إقليمية دولية ليلحق السودان أمات طه في سبيل استراتيجية ما . فيا مجلس عسكري وياقحت ليس هناك اسوأ مما نحن فيه الآن فمن فضلكم شكلوا حكومة الجن دي خلو الناس تشوف شغلها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.