إليكم … الطاهر ساتي

ثُلث الشهر!!

شارك الخبر

:: ليس اعتبارا السبت (10 أغسطس)، حيث موعد بداية العطلة الرسمية، ولكن اعتبارا من اليوم الخميس (8 أغسطس)، سوف تبدأ العطلة غير الرسمية لعيد الأضحى المبارك، ثم تتواصل أيام العطلة حتى الأحد (18 أغسطس).. أي هي عطلة مقدارها (ثُلث الشهر)، بالتزامن مع وصول المساعدات السعودية – أسمدة ومبيدات – إلى بورتسودان، لإنقاذ الموسم الزراعي.
:: فالبلاد تستقبل سُفن الإغاثة، والشعب ينعم بعطلة مقدارها (10 أيام).. ما علينا من حال كان يجب أن يحفزنا على العمل على مدار الأسبوع بما فيه الجمعة.. ولكن النظام المخلوع، وكأنه يحكم بلاد السخاء والرخاء، فرض على الشعب عطلة السبت، لتصبح أيام العطلة الجمعة والسبت ونصف الخميس.. نعم، فالخميس ليس بيوم عمل مكتمل في الثقافة السودانية، والنظام المخلوع يعلم ذلك، ومع كان يتم تعطيل عمل يوم الخميس فى مؤسسات الدولة بشعارات لا تسمن ولا تنتج.
:: أحيانا كانوا يسمون الخميس باليوم الإداري، حيث كانت المؤسسات والمرافق – ذات الصلة بالتعامل المباشر مع حاجة المواطن – ترفض استقبال طلبات الناس وقضاء حوائجهم، وكان الرفض يتم بتبرير أن هذا اليوم مخصص فقط للعمل الإداري، وكأن هذا النوع من العمل – الإداري – ليس بذي جدوى في بقية أيام الأسبوع، أو كأن هذا العمل الإداري يتناقض مع العمل التنفيذي المباشر مع الجمهور.
::ثم ابتدعوا بدعة وسموها (يوم الخدمة)، حيث كانوا يختارون الخميس الرابع من كل شهر، وينصبون الخيم في فناء الوزارات والمرافق، ثم يحتشدون تحتها، ليأتي الوزير – أو المدير – ويحدثهم عن قيمة العمل في حياة الإنسان، ثم يترجل فاسحاً المجال للمدائح النبوية والأناشيد الجهادية والرقص والطرب.. وكل هذا كان يتم أثناء ساعات العمل المجمدة والمهدرة يوم ذاك الخميس.
:: ثم قلدوا الدول الغربية وفرضوا على الناس عُطلة السبت.. أنظمة الدول الغربية لم تقم فجأة – مثل النظام المخلوع – من نومها ليخصص السبت (عطلة رسمية).. ومثل هذه القرارات هناك ليست من صغائر الأمور التي تخترعها أمزجة سياسية مغمورة بمجلس تشريعي ولائي ثم تعممها في البلاد بلا دراسة، أو كما حدث في بلادنا.. لا.. هي ليست بتلك العفوية التي تستمد قرارها من فكرة اللحظة التي من شاكلة: (ياخ تعال نعمل السبت إجازة).
:: كان يجب إخضاع عطلة السبت لدراسة الخبراء، بحيث يتم تحديد المكاسب والخسائر، وهذا ما لم يحدث.. فرضوها، كما تجربة البكور، بلا دراسة.. وما فشلت تجربة البكور إلا لأنها جاءت عفو خاطر لأحد مستشاري الرئيس المخلوع، ثم ألزم بها البلاد.. لم تنجُ التجربة لأن مصدرها (مزاج شخصي)، وسرعان ما ذهبت إلى سلة التجارب الفاشلة، وتلك هي المكان المناسب للأفكار التي لا تلامس واقع الحياة.
:: وعطلة السبت أيضًا تكبد البلاد الخسائر.. وفي الخاطر، حديث أحد مهندسي هذه العطلة، الدكتور بابكر محمد التوم، حيث قال: (تقليص أيام العمل يساعد في أداء بقية الأيام بفعالية وبلا هموم، وذلك بعد الفراغ من كافة واجباته الاجتماعية يومي الجمعة والسبت)، هكذا تحدث أحد صُناع قرار عُطلة السبت.. وبمثل هذه العشوائية، أصدروا الكثير من القرارات و القوانين التي يجب رميها في مزبلة التاريخ.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.