نعمات عبد الله.. أول رئيسة قضاء إفريقيّاً وعربيّاً

الخرطوم: شهدي نادر

التاريخ المجيد ربما يريد تبريد قلوب السودانيين والتأكيد على أنهم رواد المنطقة، تعليما وثقافة وفهما ووعيا وإدراكا، فقامت قوى إعلان الحرية والتغيير بترشيح نعمات عبد الله محمد خير رئيسا للقضاء في خطوة وجدت تجاوبا من قطاع عريض من المواطنين، في وقت يراهن فيه الشارع على العدالة بحثا عن حق وقيمة.. فمن هي أول امرأة تشغل هذا المنصب في السودان والمنطقتين العربية والإفريقية؟

كيف برزت نعمات إلى المشهد؟
وفقا للوقائع أقدمت قوى إعلان الحرية والتغيير قبيل توقيع وثائق الانتقال على تسمية مولانا عبد القادر محمد أحمد رئيسا للقضاء، فضلا عن ترشيح مولانا محمد الحافظ لمنصب النائب العام، بيد أنه عقب توقيع الوثيقة الدستورية وسريان مفعولها منذ لحظة التوقيع، كان للمجلس العسكري منطقين في رفض ترشيح عبد القادر. وطبقا للتسريبات كانت الحجة الأولى أن لديه موقفا سياسيا من قيادة المجلس العسكري، واتهمها في وقت سابق بمسؤوليتها عن فض الاعتصام، وأنه لا يستقيم أن يكون الشاكي والحكم في ذات الوقت.
أما المنطق الثاني الذي اتكأ عليه المجلس العسكري تمثل في أن الوثيقة الدستورية تنص على أن تعيين رئيس القضاء يصدر من نادي القضاة وهو ما لم يتكون حتى الآن، وبالتالي لا يمكن البدء بتجاوز الوثيقة الدستورية.
وإزاء حالة الجدل التي ترتبت على حجج المجلس العسكري وملامح التصعيد الماثلة، جاء قرار مولانا عبد القادر بالاعتذار عن قبول المنصب لقوى الحرية والتغيير، لتكون نعمات عبد الله محمد خير الخيار الثاني لقوى الحرية والتغيير.

من هي نعمات؟
(السوداني) علمت أن نعمات من مواليد الخرطوم 1957م، تلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط والثانوي في الخرطوم، قبل أن تلتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم متخرجة ببكالريوس الحقوق، ومن ثم خطت أولى خطواتها في السلك القضائي 1983م كمساعد قضائي.
الحالة الاجتماعية تقول إنها متزوجة وأم لابنة وحيدة تعمل طبيبة.
نعمات لم تغادر الخرطوم كثيرا، وعملت غالبية محطاتها داخل العاصمة في عدد من المحاكم الجنائية والمدنية والأحوال الشخصية، مترقية إلى درجة ثانية وأولى ثم قاضي استئنافات أو ما يعرف بقاضي مديرية في التسعينيات.
أصبحت قاضي استئنافات في الخرطوم 2003م، أما قبل 2003م فعملت في المحكمة الجنائية الامتداد، وقبلها قاضي أحوال شخصية بمجمع المحاكم بالخرطوم، كذلك عملت بمحكمة الخرطوم الجزئية، ثم أصبحت قاضي محكمة الاستئنافات 2009م حتى 2014م بالسلطة القضائية، لتصبح قاضي محكمة عليا منذ 2015م وحتى الآن.
نالت نعمات العديد من الدورات والكورسات داخل السودان وخارجه، حيث درست كورسا متنوعا عن القوانين في ماليزيا، ودورة في التحكيم عن القانون المدني والتجاري، ودورة تدريبية عن التحكيم في بيروت.

ماذا قالت؟
وأكدت نعمات في حديثها لـ(السوداني) أن السلطة القضائية ما تزال بخير وأن التدهور لم يمسها كما مس الخدمة المدنية، منوهة إلى ما عانته السلطة القضائية خلال الـ30 عاما، واستدركت: السلطة القضائية ما تزال محافظة على مهنيتها واستقلاليتها، في ظل وجود عدد كبير من القضاة النزيهين غير المنتمين إلا لمهنتهم، قاطعة بأن عدد القضاة المنظمين قليل، وأن الأغلبية يمكن أن تكون النواة ليتم البناء عليهم لتحقيق العدالة التي ينتظرها الجميع.

المعروف عنها
ووفقا للمتداول عن سيرتها من شهود عملوا معها، فإنها معروفة بالاستقلالية وعدم الانتماء السياسي، فضلا عن الصرامة والتهذيب الشديد، بالإضافة إلى الحسم السريع.
وأورد المحامي طارق ود الخليفة يحيى على صفحته الإسفيرية بأنه محامٍ لـ33 عاما، عرف خلالها نعمات عبد الله محمد خير منذ أن كانت قاضي درجة أولى بالخرطوم، ووصفها بـ(الشاطرة) والنزيهة، وأضاف: نعمات على درجة من العلم وترقت في السلم القضائي إلى المحكمه العليا، مشيرا إلى أن دفعتها القاضي حيدر أحمد دفع الله، مؤكدا أن نعمات لا يصح عندها إلا الصحيح. منوها إلى أنها ليست منتمية إلى النظام البائد (كوزة).
وأضاف: عند عملنا في الجزئية الخرطوم كنا نعرف الكيزان جيدا في ذلك الزمن، أولاد جلال علي لطفي، لكن ليس نعمات.
كاشفا عن أن المرشحة لمنصب رئيس القضاء عملت دراسات عليا كما أنها مولعة بالبحث في السوابق وكتب الفقه، قاطعا بأنه لمحها في موكب القضاة في 6 أبريل.
في واحدة من منشوراتها على صفحتها (الفيسبوكية)، كشفت مواقفها من الثورة وتخندقها فيها، فضلا عن ذلك ردد أكثر من مدون أنها كانت جزءا من نادي القضاة وأنها شاركت في مواكب القضاة طوال أيام الثورة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.