القيادي بالكتلة التاريخية رئيس تجمع قوى التحرير الطاهر حجر لـ(السوداني) لانخجل من توحيد قوى الهامش لمواجهة المركز

حوار: عبد الباسط إدريس

ما أن اصدرت الجبهة الثورية بيانها الختامي حول مشاورات جوبا، إلا وبرزت أسئلة كثيفة عما دار هناك وساهم في توحيد مكونات الجبهة من جهة، وخلق نوع من الاتساق بين كل المكونات المسلحة.. (السوداني) التقت رئيس تجمع قوى التحرير الطاهر حجر..

ما الذي جرى بينكم كفصائل مسلحة في جوبا؟
حضرنا إلى جوبا بدعوة كريمة من الرئيس سلفاكير ميارديت كما الرفاق الآخرين من الحركات المسلحة للتشاور والتفاكر في العملية السلمية ووحدة قوى الكفاح المسلح. وما جرى كان عبارة عن اجتماعات داخلية بين التنظيمات والأحزاب السياسية المشاركة في الجبهة الثورية بغرض ترتيب الأوضاع الداخلية، وبعدها بدأت الاجتماعات الرسمية.
النتائج الداخلية كانت مبشرة بحسب التصريحات، فما هي التفاصيل؟
ما توصلنا إليه فى اجتماعاتنا مع الرفاق فى حركة تحرير السودان بقيادة مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة دكتور جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة دكتور الهادي إدريس حيث توصلنا لتفاهمات مشتركة مهمة على رأسها الاستمرار في التمسك بالسلام العادل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة السودانية ويعالج آثار الحرب وبواعث التهميش، باعتباره الخيار الاسترتيجي الأول والدخول في مفاوضات السلام بموقف تفاوضي واحد، و بوفد مفاوض مشترك ..
بصورة مفاجئة برز لكم تكوين آخر هو الكتلة التاريخية ؟
الكتلة التاريخية السودانية ليست مفاجأة، وقد وقعت أربعة تنظيمات حتى الآن على الإعلان السياسي والعمل يجري فى البرنامج السياسي والدستور لتكوين الهياكل.
وماهي الحركات المكونة للكتلة التاريخية ؟
‏ الحركات المؤسسة أو المنضوية تحت لواء (الكتلة التاريخية السودانية) هي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو، ومؤتمر البجا التصحيحي بقيادة زينب كباشي وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر والمؤتمر الوطني السوداني بقيادة دكتور محمد جلال هاشم.
هذه التجمعات يفسرها البعض بمحاولة لتجميع وتوحيد قوى الهامش لمواجهة آتية مع المركز؟
أعتقد بعد الذي جرى في أديس أبابا والقاهرة بين مكونات الحرية والتغيير فيما بينها والتراكمات السابقة في قضايا الهامش، نحن في تجمع قوى تحرير السودان لا نخجل من وحدة الهامش لمواجهة المركز.
هل هي مواجهة تستند على أهداف مشروعة ؟
للكتلة التاريخية أهداف تتمثل في إنهاء الحرب وتحقيق سلام عادل ومستدام، وإعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وحل جميع القوات الموازية وإعادة النظر فى جميع الاتفاقيات وخاصة اتفاقيات الدفاع المشترك وإعادة كتابة تاريخ السودان وإعادة تقسيم السودان إلى أقاليم على أساس قومي متوازن وفقاً للدستور الدائم.
هذه أهداف لا تختلف كثيراً عن أهداف الثورة وبرنامج قوى الحرية والتغيير؟
السلام الشامل شمول القضايا والأطراف والعادل خيار استراتيجي لكل القوى المكونة للكتلة التاريخية السودانية، ونعم أهداف الثورة لا تختلف كثيراً ولكن الاختلاف فى منهجية إدارة الأزمة، ولا مجال لعدم الثقة لأن ظاهرة التشظي رغم أننا ضدها لكنها أصبحت ظاهرة سودانية وهذا واضح من كل الأحزاب اليسارية واليمينية والتقليدية والعقائدية.
هناك من يرى أنكم تزعمون البحث عن تسوية تاريخية لكنكم تحملون مشاريع انفصالية؟
نحن فى تجمع قوى تحرير السودان نؤمن إيماناً كاملاً غير منقوص بوحدة السودان.. أما إذا كنت تقصد رفاقنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال قيادة القائد عبدالعزيز الحلو فطرحهم لحق تقرير المصير لا يعني أنهم انفصاليون بل أكدوا بأنهم مع وحدة السودان ولكن استخدامهم لهذا الحق مشروط بحل جذور الأزمة السودانية.. كما أن حق تقرير المصير هو حق مكفول لكل الشعوب ومبدأ فى القانون الدولي الإنساني وليس جريمة لكننا لم نكن فى حاجة لاستخدامه الآن.
مازلتم تطالبون بإشراك أطراف إقليمية ودولية مثلما ذكر مناوي وهذا ما يثير كثيراً من السخط تجاهكم، بتهم التدويل والتطويل وعدم استجابتكم للفرصة التاريخية الماثلة لمعالجة قضايا الحرب؟
ما ورد على لسان الرفيق مناوي بمشاركة دول الجوار في المفاوضات، أعتقد هذا الأمر يمكن أن يقلل من التقاطعات الإقليمية والدولية لأن التجارب السابقة أكدت ذلك، ولا أعتقد قصد من ذلك التدويل والابتعاد عن السلام بالعكس وجود كل دول الجوار فى المنبر الموحد يقلل من التقاطعات الإقليمية.
البعض يرى أن هناك ما يكفي من اتفاقيات سابقة أبرمها نظام البشير وقرارات إقليمية ودولية ومسارات تفاوض واضحة ألا ترى أن ذلك كافياً لبداية تفاوضية جدية مع العهد الجديد؟
الوثائق والمعاهدات مع النظام المخلوع والقرارات الدولية والإقليمية ووساطات بشأن السلام، نحن كتجمع قوى تحرير السودان لم يكن لدينا مواثيق ومعاهدات واتفاقيات مع النظام المخلوع، ولكن أعتقد كل ذلك أصبح من الماضي، وكل الأشياء السابقة أصبحت “لازم فائدة”. ونحن نعلم جيداً مرت سنوات طويلة عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين وحققت نتائج ولكن ليست بقدر طموح الجماهير. كما أن قضايا ذات خصوصية في فض النزاعات وقضايا الحرب والسلام لا يمكن معالجتها دون وجود وسطاء دولييين وإقليميين لأن القضايا نفسها ذات طبيعة خاصة لأنها مورست تعمداً وليست أخطاء عادية حتى نسميها تقديرات ولكننا نتحدث عن قضايا وصلت حد الإبادة والجرائم ضد الإنسانية واللجوء والنزوح وقتل ملايين المدنيين بدواعٍ عنصرية بغيضة.
البعض يرى أنكم تتهربون من استحقاقات السلام بالبحث عما يطيل أمد التفاوض حينما تكون هناك جولات؟
اتهام البعض لنا بالتهرب من استحقاق السلام الذي وضعته الثورة على رأس مطالبها وأولوياتها، أعتقد هذا الكلام يظل اتهاماً لأنه لا يتسق وقيادة الثورة لأن الأصل أن يحافظ قادة الثورة على الاستحقاقات ومكتسبات السلام وصونها وحمايتها في كل مراحل الثورة حرباً أو سلماً والحقيقة والممارسة تتنافى والاتهام الوارد لقيادات الثورة.
لكن إصراركم مثلاً على إضافة نصوص محددة في الوثيقة الدستورية يعد مزايدة بحسب الكثيرين؟
يرى البعض أننا نزايد بقضية السلام لأننا نفضل الاتفاقيات الثنائية لتحقيق مطالب قادة الحركات دون أدنى اعتبار لمناطق الحرب ..
وأنا أقول الذي يمشي فى اتجاه الحرب ويزايد على السلام لأي سبب لا يعرف الحرب هذا أولاً، وثانياً أننا لو كنا طلاباً للوظائف لما كنا تأخرنا لحظة في توقيع اتفاقية سلام مع النظام البائد وكل الحركات المسلحة تبحث عن السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، ولكن ليس السلام الذى يبحث عنه الذين يؤرخون للثورة من ديسمبر الماضي.. القضية أكبر من مزايدة أو مزاج شخصي.
وأعتقد أن النظام البائد بذل أقصى جهد لشراء الذمم ولكن لم يستطع هدم الثورة لأن مناطق الحرب فى أيدى أمينة.
ثمة من يرى أنكم ترفعون سقف المطالب الذي لا يتوافق مع حجم وجودكم؟
نحن في تجمع قوى تحرير السودان نريد أن نحكم السودان ولسنا بحاجة إلى إعطائنا قدر حجمنا أو أقل أو أكثر وطرحنا وخياراتنا هي التي ستوصلنا إلى ما نصبو إليه ولسنا بحاجة لصكوك تعطى، ووأهم من يعتقد أننا أصحاب مزايدة لتحقيق أهداف الثورة نحن نود أن نكون بديلاً للمهازل التي أصابت بلادنا منذ الاستقلال فلا مجال للاستهبال السياسي والهامش أصبح أوعى من أن يسلب حقوقه وحجمنا أكبر من أي حجم في السودان والصناديق في ظل الديمقراطية تجاوب على كل الأسئلة.
كثيرون يرون أنكم تريدون من سيناريو رفض الوثيقة الدستورية فرض مشاركتكم في الحكومةالانتقالية؟
أين تكمن المشكلة في المشاركة في الحكومة الانتقالية ونحن كذلك لنا واجب فى بناء السلام والوطن على أسس جديدة، إذ نحن لا نود فقط المشاركة في الحكومة الانتقالية فحسب بل نريد أن نحكم السودان وليس فقط مجرد المشاركة ونحن نطرح أنفسنا كبديل حقيقي لخروج البلد من النفق المظلم الذي عاش فيه منذ الاستقلال إلى يومنا هذا فنحن لا نخجل من المشاركة لأن قيادة الثورة هي من تحافظ على مكتسبات الثورة واستحقاقات السلام للوصول إلى غايات الثورة.
برغم حديثكم المتسق مع ما تطرحه الثورية وقوى الحرية والتغيير فلماذا نكصتم عن تعهداتكم معهم؟
نحن في تجمع قوى تحرير السودان لم نكن جزءاً من الجبهة الثورية ولا نداء السودان ولم يكن لنا أي عهد معهم لكي ننقضه.. أما موضوع الثورة فثورة ديسمبر امتداد طبيعي لنضالات الشعب السوداني ضد الحكومات الشمولية المتعاقبة على حكم السودان وامتداد كذلك للثورة المسلحة ونحن شركاء في الثورة ولكن ليست لدينا معهم أي عهود أو التزامات تنظيمية أخرى.

بعض القوى السياسية ترى أنه لا وجود لكم في الشارع؟
للحقيقة والتاريخ على مستوى الجماهير نحن من يملك أغلبية الشارع ونحن وجهنا عضويتنا للمشاركة فى الثورة السلمية ولكن أنت تسأل هذا السؤال وأعرف جيداً أنك والآخرون تعلمون موانع ظهور جماهير تجمع قوى تحرير السودان وسائر الحركات المسلحة ولكن الأمر إذا أصبح تنافساً بيننا وبين الحرية والتغيير فى سلاح الجماهير فنحن لسنا مضطرين للحرب فنحن نعرف حجمنا وقوتنا وسوف نرى من الذى يمتلك أغلبية الشارع وغداً ستبين الحقيقة.
ما هي اشتراطاتكم للجلوس مع الحكومة الجديدة؟
نحن فى تجمع قوى تحرير السودان ليست لدينا شروط بعينها للجلوس مع الحكومة الانتقالية ولكن لدينا ثوابت في أي مكان لمناقشة قضايانا وهذا استحقاق وليست شروط ويتمثل في وقوف الوسيط على مسافة واحدة وقدرة الوسيط نفسه ومعرفة الوسيط بالقضايا محل النقاش والقدرة على الاستمرارية والأشياء الفنية الأخرى.
{٣:٥٣ م، ١/٩/٢٠١٩} عبد باسط إدريس: * القضايا التى تطرح على طاولة المفاوضات هي كثيرة ومترابطة منها ما يخص السودان ورأينا فيه والقضايا ذات الخصوصية الخاصة بالأقاليم المتضررة بالحرب وأبرز هذه القضايا :
* الحريات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة
* نظام الحكم
* إعادة هيكلة الخدمة المدنية والنظامية والدبلوماسية
* استقلال القضاء والجامعات والبحث العلمي
* تقسيم السلطة والثروة على المستوى القومي
* الوضع الإداري للأقاليم المتضررة بالحرب والكوارث
* قضايا الأرض والحواكير
* الترتيبات اللازمة والمحفزة للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين
* التعويضات وجبر الضرر
* العدالة والمساءلة والمصالحات

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.