من ناصيف إلى هيتون ملكية مملكة (بئر طويل).. أين السودان ومصر؟

الخرطوم: محمد عبد العزيز

شخصية جديدة ظهرت لتعلن قيام مملكة على أراضي بئر طويل التي تقع على الحدود السودانية المصرية تحت اسم “مملكة الجبل الأصفر”، وللمصادفة هو اسم إحدى ضواحي القاهرة، لتضاف لقائمة ليست بالقصيرة لمن يدعون ملكيتهم لقطعة جغرافية لا يريدها السودان ولا مصر لاعتبارات تتعلق بالنزاع التاريخي حول مثلث حلايب وشلاتين حيث تؤول المنطقة لمن يخسر النزاع.

مملكة جديدة
في مقطع فيديو متداول مدته نحو ست دقائق نصَّبت نادرة عواد ناصيف نفسها رئيسة وزراء تلك المملكة، من مدينة أوديسا في أوكرانيا، بعد “قمة” قالت إنها عقدت هناك لإعلان المملكة.
وفي كلمتها، قالت ناصيف التي كانت تتحدث العربية: “مملكة الجبل الأصفر ستكون دولة نموذجية.. لأن قضيتنا وضع حل لأزمة النازحين والمهجرين، سنحقق حلم كل عربي يفكر عن سبيل مساعدة المهجرين”. ولم توضح ناصيف تفاصيل القمة التي عُقدت في أوكرانيا بإعلان قيام المملكة المزعومة، أو الملك الذي سيتم تنصيبه، ولا المسؤولين عنها.
ومساء الأحد، أعلنت عبر حسابها -غير الموثق- بتويتر “استقبال طلبات المواطنة” مشيرة إلى وجود إجراءات وشروط رسمية أساسية سوف يتم الإفصاح عنها خلال أيام.

تفاصيل أخرى
وهذه المملكة المزعومة ليس لها سوى حسابين عبر فيسبوك وتويتر، بجانب موقع إلكتروني غير نشط قيد التجهيز يقول إنه لوزارة خارجيتها، وفق رصد الأناضول. وتقدر مساحتها بنحو 2060 كلم، ويزعم الفيديو التعريفي أنها أرض مباحة لا يطالب بها أي طرف أو تقع تحت سيادة أية دولة.
ونشرت ناصيف، التي يبدو من لهجتها، أنها لبنانية، على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، بياناً، بصفتها “رئيس مجلس وزراء مملكة الجبل الأصفر”، نيابةً عن ملك المملكة المزعومة، لإعلان قيام “‎مملكة الجبل الأصفر” بشكل رسمي، وذلك بمدينة أوديسا، بأوكرانيا.
ونشرت ناصيف على حسابها الذي لم يقارب عدد متابعيه الألفين فقط، رسوماً هندسية ومخططات عمرانية لتلك المملكة المزعومة، وبيانات ورسائل ممن يصفون أنفسهم بوزراء خارجية أو مالية لتلك المملكة.
ومن ضمن تلك البيانات، جاء بيان لشخص يُدعى عبد المنان بن إسحاق السبحاني، وُصف بأنه وزير الشؤون الإسلامية بمملكة الجبل الأصفر، قدم فيه “التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام”.
وقالت ناصيف، في منشور سابق لها، إن الدولة الجديدة تمثل “الحلم الذي يسعى إليه كل إنسان يشعر بعذاب ومهانة أطفالنا والنساء والعجزة الذين شردتهم الحروب سعياً وراء بقعة أمن وأمان”.
وأضافت: “لم نرهم، سوى أن البرد والحر يأكلان من أجسادهم في الخيام، ونسأل أنفسنا ما هو الحل؟ لمَ حرموا من أدنى حقوقهم الإنسانية؟.. الإنسانية تجمعنا وموفقون بمشيئة الله تعالى”.

الموقف الآن
وبحسب ما نُشر في بعض وسائل الإعلام عن المملكة المزعومة، فهي “دولة إسلامية عربية سوف يتم البدء في وضع حجر الأساس لها بداية عام 2020 المقبل، وسوف يتم إنشاؤها في منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في شمال إفريقيا بين دولتي مصر والسودان، وسوف تتمتع الدولة الحديثة بالخصائص السياسية واللوجستية مثل دول العالم الأخرى”.
وستشهد نظام حكم ملكياً مكوناً من ملك الدولة وطاقم مستشاري الملك الذي لم يتم الإفصاح عنه حتى الآن، كما سيتم تأسيس هيئة حكومية، ومجلس وزراء وإقامة العديد من الوزارات لتنظيم وإدارة مؤسسات الدولة، كما أنها ستستقبل أصحاب الشهادات العلمية من أجل أن يشاركوا في بناء المملكة وجعلها بلداً قوياً”.
الصحافي الخبير في الشؤون الإفريقية ورئيس مجلس إدارة دار الهلال، السابق، يحيى غانم، عبّر عن استغرابه من ذلك الإعلان، وقال إن المنطقة المقصودة في الغالب “تتمثل معظمها في أقصى الجنوب الشرقي أو الغربي لمصر المتاخمة للسودان”.
وكتب غانم على حسابه الخاص على “فيسبوك”: “هل لنا أن نعلم على حساب أي من أراضي البلدين ستكون هذه المملكة المفاجئة؟”.
وقال الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حمدي عبد الرحمن، إن الحديث هو عن منطقة منعزلة جنوب خط عرض 22 لا تعترف بها مصر ومساحتها 800 ميل اسمها (بير طويل). وعادة ما يقصدها المغامرون ويدعون أنهم أسسوا مملكة جديدة لهم، منهم مغامر هندي أعلن عن قيام مملكة ديكست، والمغامر الأمريكي الذي أعطاها هدية عيد ميلاد لابنته. وأضاف في تصريحات: “عموماً هي وفق القانون الدولي يطلق عليها unclaimed land”. مؤكداً أنه لا أحد يملك السيادة سوى الدول المعترف بها في النظام الدولي.

ادعاءات سابقة
وسبق أن زعم أشخاص تأسيسهم لدول بتلك المنطقة التي أعلنت الخميس باسم مملكة الجبل الأصفر. كان أبرزها ادعاء أمريكي يدعى جيرمي هيتون في 2014م ملكيته لها وأطلق عليها اسم “مملكة شمال السودان” وفق حديث أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وقتها.
ليتحول حلم شتوي للفتاة الأمريكية إميلي إرميا هيتون بأن تصبح أميرة، لكابوس أقلق مضجع العشرات من أهالي منطقة (بئر طويل) التي تقع بين السودان ومصر، بعد أن قرر هيتون أن يلبي رغبة ابنته، بذات طريقة الحقبة الاستعمارية ويقوم في يونيو الماضي برفع علمه على المنطقة، معلنا أنها باتت مملكة خاصة به وبابنته الأميرة. حظيت القصة بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، التي أغفلت ردود فعل المواطنين المحليين بتلك المنطقة والذين يشكل العبابدة والبشاريون غالبية سكانها.
بعد عودته لبلده أحضر الأب الأميركي تاجًا لطفلته ايميلي، تبقيه على رأسها طوال اليوم، وصمم لها سريرًا على شكل قلعة ملكية جميلة، وقال: “بمساعدة كاملة من الحكومة المصرية، سافرت لمدة 14 ساعة مخترقا الصحراء المفتوحة إلى أن وصلت إلى بئر طويل. وهناك زرعت علما صممه أطفالي وأعلنت ملكيتي لهذه الأرض. وبناءً على ذلك، فإني أعلن أن هذه المنطقة منذ السادس عشر من يونيو من عام 2014م ستُسمَّى مملكة شمال السودان. المملكة ستكون ملكية ذات سيادة، وسأكون أنا رأس الدولة، وإميلي ابنتي ستكون أميرة حقيقية. ولذلك أطالبكم عندما ترون إميلي أن تخاطبوها بالاسم الرسمي الأميرة إميلي”.

مالك جديد
في الأثناء، نصب عمدة البشاريين محمد عثمان تيوت نفسه رئيساً لما سماه (دولة بئر وادي طويل) أو (قومتري)، وقال لـ(السوداني): “في ظل تجاهل السلطات المصرية والسودانية للمنطقة، فإني أجد نفسي أحق بها من أي أحد آخر لا يعرف عنها شيئا وأتى من آخر الدنيا ليستولي عليها”.
وأرسل تيوت تحذيرات بألا يقترب أي أحد مرة أخرى من المنطقة وألا قطع رأسه، محملا السفارة الأمريكية بالخرطوم مسؤولية إيصال رسالته، وأشار إلى أنهم قوم لا يعرفون المزاح وأنهم يتصارعون في قطعة أرض صغيرة داخل القبيلة الواحدة فتسيل حمامات الدماء.
ومضى تيوت لتحديد دولته مستندا على معرفتهم بها بحكم تحركهم الدائم عبر أراضيها بجِمالهم وتجارتهم، وقال إنها المنطقة الممتدة بين مثلث حلايب وحلفا القديمة، ويقدم تشريحا دقيقا لتضاريسها، ويقول تقسم المنطقة لأربع مناطق رئيسية – توازي أقاليم في دولته الجديدة – وهي إيتباي، والتماراب، والسافل، والأتبراوي، كما تضم المنطقة العديد من الآبار التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لرعاة الإبل من البشاريين والعبابدة والتجار والمنقبين عن الذهب كقمدلم، قومتري، وبويواي، ولسيلا، وميسا، وسواوريب، وكياو، وقبقبه، وبعلوك، والقليعة، وبئر دلاي.
ويمضي تيوت في استعراض معرفته العميقة بالمنطقة ويشير إلى وديانها كوادي العشار، ووادي العلاقي، ووادي الدئيب، ووادي الطويل، أما عن جبالها فيقول إن بئر طويل تضم جبالا عديدة كجبل إلبا، وفرايت، والشلال، وهقلهوك، وجبل كليتري وأسوتربا، وسفيه. ويسخر من الأمريكي ويقول: هل يدري في أي جبل رفع علمه؟!

طرف ثالث
في ذات الوقت ظهر طرف ثالث يسعى للسيطرة على بئر طويل وهو عبارة عن مجموعة شبابية مصرية تسعى لإقامة دولة مستقلة بمنطقة بئر طويل تتجاوز بها مرارات الدولة العميقة وإخفاقات الربيع العربي، فأنشأت صفحة على موقع (الفيسبوك) تحت اسم (كوميونة بئر طويل) تبشر بدولتها وجذبت حتى الآن قرابة الـ 100 شخص، وكوميونة مشتقة من اللفظ الفرنسي La Commune وهي تشير لحكم الشعب وهو مصطلح ظهر بعد الثورة الفرنسية ويحمل ظلالا ثورية اشتراكية، رغم أن المجموعة أكدت أنها لا تحمل أي صبغة أيدولوجية.
ويقول المشرف إن الصفحة التي تأسست في مطلع العام 2014 – قبل وصول الأمريكي بستة أشهر – تمثل محاولة لإحداث واقع افتراضي للتأسيس لمفهوم الدولة عند الشعوب العربية خاصة التي مرت بما يعرف بالربيع العربي. ويضيف ذات المصدر لـ(السوداني) الذي فضل حجب اسمه – خوفا من رد فعل السلطات المصرية – من الواضح أن مفهوم الدولة ذاته لم يكن واضحا لدى الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي؛ بمعنى أن الدولة ارتبطت بفرد أو مجموعة من الأفراد لهم تصور معين للحكم ولتسيير أمور الرعية، حيث حضر في أذهانهم معنى الرعية التي تحتاج للحاكم لتسيير أمورها وغاب عنهم مفهوم الشعب الذي يملك الأرض وهو المصدر الحقيقي للسلطات عن طريق عملية ديموقراطية سليمة.
وترى المجموعة أنه لا تتوفر للأمريكية ناصيف ومن قبلها هيتون قواعد الدولة أو الكيان السياسي المعترف به. ويقول المشرف على المجموعة إن المواطن الأمريكي له أن يحاول أن يضع يده على الأرض ولكن من أجل أن يمارس سلطة فعلية، فعليه أن يوفر شعبا ليحكمه، ويضيف: “هنا يأتي دورنا في إيجاد القاعدة الشعبية والاتصال بأصحاب الأرض الأصليين، والمصادر المتاحة لدينا تفيد بأن الأرض لأصحابها من العبابدة الذين استخدموها للرعي دون الإقامة عليها”.
ويلفت ذات المصدر إلى أنهم لم يتصلوا حتى الآن بالأمريكي، ولكنهم في المقابل لا يمانعون في ذلك، بل إن لديهم رغبة في التواصل مع سودانيين يؤمنون بذات الفكرة باعتبارهم ركنا أساسيا بجانب المصريين. وأضاف: “يجب العمل على قيام الترتيبات بين المصريين والسودانيين المعنيين بالفكرة عبر تقسيم العمل ودراسة جميع جوانبه واستكمال الأبحاث اللازمة على المستوى النظري والعملي”.

أكبر من دول
تبلغ مساحة بئر طويل التي باتت محل تنازع أكثر من 2000 كم مربع، وهي مساحة أكبر من مساحة دول مثل موريشيوس، وجزر القمر، وهونغ كونغ، والبحرين، وسنغافورة، ومالطة، وجزر المالديف والعديد من الدول الأخرى.
المنطقة عبارة عن أرض جبلية تشهد حركة ويمر بها طريق تجاري لبيع الإبل بين السودان ومصر عبر عدة مسارات أبرزها نحو إمبابة ودراو وأسوان بمصر، فضلا عن وجود نشاط تعديني كبير تزايد في الآونة الأخيرة خاصة في الوديان وعلى رأسها وادي العلاقي الذي يمثل مصبا رئيسيا لوديان المنطقة، ولا تخلو المنطقة من بعض المساحات الزراعية، وقد ظل مثلث بئر طويل غير محكوم نظرياً بواسطة السلطات في السودان ومصر، ولكنه شهد فعلياً سيطرة متعاقبة وهو أمر لا يعرفه الكثيرون أو يحاولون إخفاءه لتأكيد أنها منطقة بلا سيادة، وذلك بسبب الصراع على مثلث حلايب وشلاتين، وتبلغ مساحة بئر طويل عُشرَ مساحة مثلث حلايب، والمنطقتان تتماسان في نقطة واحدة.
ويقول المحافظ السابق لمنطقة حلايب نافع إبراهيم نافع لـ(السوداني)، إن منطقة بئر طويل هي المنطقة الوحيدة التي تقع جنوب خط 22 شمالاً وتتبع لمصر عبر قرابة الـ36 كلم وهي مساحة يقدرها بالمسافة من الجيلي إلى الخرطوم تشكل عرض المثلث من الشمال إلى الجنوب.
ويشير نافع إلى أن المنطقة شبه مقسمة إدارياً بوادي العلاقي الذي يفصل بين مناطق العبابدة والبشاريين المكون الرئيسي بالمنطقة. ويضيف نافع أن على السفارة الأمريكية أن تنصح مواطنيها بخطورة الوجود هناك لاعتبارات تتعلق بخطورة المنطقة التي تشهد نشاط مهربي السلاح والمخدرات وبعض العصابات الخارجة على القانون التي تأوي إليها مستغلة صعوبة تضاريسها.
ويعود نافع ويؤكد أن أراضي بئر طويل وحفائرها وآبارها مملوكة لأشخاص وقبائل معروفة وأن أي محاولة لتغيير الوضع ستؤدي لصدام لا تحمد عقباه. ويدلل على حديثه بالإشارة لحدوث اشتباكات مسلحة خلال الأسابيع الماضية في مواقع التعدين الأهلي التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة.
ويشدد نافع على أن المنطقة مصرية وتخضع حالياً للسيطرة المصرية وكل ما يجري فيها يقع تحت مسؤولية الجانب المصري وهو ما لا يعني السودان في شيء عكس منطقة حلايب.
وقلل مصدر دبلوماسي مصري مسؤول من أهمية الإعلان، وقال في تصريحات صحفية إن القاهرة لا يشغلها هذا الأمر على الرغم من الشبهات التي تحوم حوله، مضيفاً: “ليس صحيحاً أن تلك الأراضي تقع في منطقة ليست خاضعة للسيادة المصرية”، متابعاً أن “أي دعوة للاستيلاء على أي أراضٍ مصرية فالقانون الدولي يضمن لمصر حقها في الدفاع عنها بقوة السلاح”.
وأوضح المصدر، أنه حتى الآن ما تم الإعلان عنه “محاولات ليست جديدة، ولكن ليس لها أي سند، أو وجود حقيقي على الأرض، وهي عبارة فقط عن تحركات إعلامية ليست لها أي قيمة”.
وتابع أن “أجهزة مصرية رفيعة المستوى تتبعت أصول الشخصيات، من الذين يقفون وراء تلك الدعوة، وتعرفهم جيداً وتعرف حجمهم الطبيعي، لذلك لا يوجد قلق لدى القيادة المصرية من تلك الدولة المزعومة”.
بدوره، يحذر رئيس بحوث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان، من أن “مملكة الجبل الأصفر خنجر مسموم في خاصرة مصر والسودان”. مضيفاً على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه سيترتب على ذلك “مخاطر وتعقيدات لا حدود لها.. هل من خطوة استباقية بإنهاء أزمة حلايب؟”.

فلاش باك
وبالعودة لتاريخ الصراع على المنطقة بين السودان ومصر، فإن العام 1902 شهد وضع بئر طويل الواقعة جنوب خط عرض 22 تحت الإدارة المصرية باعتبارها مرعى لعبابدة يتمركزون قرب أسوان، بينما يقع مثلث حلايب شمال ذات الخط ووضع تحت الإدارة السودانية لأن سكانه البشاريين كانوا امتداداً لجماعات تتمركز بالقرب من نهر عطبرة.
لكن في المقابل، تتمسك مصر بحدود عام 1899م القائمة على خط العرض 22 شمالاً، لذا تتمسك بمثلث حلايب ونتوء فرس على النيل، ولا تطالب بمنطقة بئر طويل، بينما يتمسك السودان بالتعديل الحدودي لسنة 1902، وعليه يطالب بحلايب وفرس، دون المطالبة أيضا ببئر طويل.
ويقول الصحفي عبد الهادي الحاج الذي يعتبر من أوائل من التفتوا لقضية بئر طويل لـ(السوداني)، إن الفرق بين المنطقتين يتجلى في عدم اعتراف أو محاولة السودان أو مصر ضم منطقة بئر طويل لأراضيهما، بينما تنازعت الدولتان في الماضي مرارا وتكرارا حول تبعية مثلث حلايب. ويشير الحاج إلى أن ما يساهم بلا شك في هذا الفرق في التعامل هو موقع مثلث حلايب الاستراتيجي على البحر الأحمر الذي يجعل هذه المنطقة موقع انفتاح على الشرق بجانب الموارد الاستراتيجية، على عكس بئر طويل.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.