وزراء مثيرون للجدل.. هل يكمن الحل في الإقالة؟

الخرطوم: مشاعر أحمد

في الخامس من سبتمبر الجاري، أعلن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك حكومته الانتقالية، وقبل أن يكملوا أسبوعين في كراسي الوزارات، بدأت الأسافير في نقدهم من خلال تصريحاتهم التي عدّها مراقبون مثيرة للجدل، بل طالبوا بإقالتهم بعد وصفهم بأنهم غير مؤهلين لقيادة المرحلة.. (السوداني) سعت لإيجاد إجابة للسؤال الذي تبادر للأذهان هل الحل يكمن في الإقالة؟.

(ورق الوزيرة)
آخر ما أثار الجدل كان وزيرة الخارجية أسماء عبدالله، بعد حوار تلفزيوني جعل البعض يطالب بإقالتها وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهرها وهي تقرأ الإجابات من ورقة، الأمر الذي عده البعض ضعفا وعدم جاهزية في الرد على أسئلة المذيعة التي استضافت الوزيرة. وهو الأمر الذي تزامن مع نشر شائعة مُفادها أنها تقدمت باستقالتها، إلا أنها نفت استقالتها وأكدت استمرارها في العمل.
وكان تعيين أسماء قد وجد ترحيبا كبيرا خاصة وسط النساء اللائي رأين في تعيينها إنصافا لهن وإن كان قليلا، لتكون أول امرأة سودانية تتولى منصب هذه الحقيبة السيادية، وثالث امرأة عربية قادت دبلوماسية بلدها. أسماء أحالها النظام البائد للصالح العام بعد أشهر من انقلاب يونيو 1989م، والتحقت بوزارة الخارجية السودانية عام 1971م.
تصريحات مفرح
وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح، قبل أن يؤدي اليمين الدستورية تحدث إلى الإعلام، داعيا الأقليات اليهودية التي فارقت السودان للعودة إلى البلاد، مؤكدا الحفاظ على التّعايُش الديني والمذهبي، الأمر الذي أثار حفيظة البعض، وأنه يتحدث فيما لا يخصه، ليصبح الوزير كثير الظهور في وسائل الإعلام الأمر الذي جعل وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك تضج بنقده.
مفرح كان إمام مسجد الأنصار بربك في ولاية النيل الأبيض، ويتبع لهيئة شؤون الأنصار، الذراع الديني لحزب الأمة القومي، برز نجمه كإمام وخطيب للمصلين في صلاة الجمعة بميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم.
(قريب الوزيرة)
بعد أداء القسم انطلق بعض الوزراء لأداء مهاهمهم، إلا أنه في اليوم التالي، أثارت قصة اهتمام البعض بأن أحد أقارب الوزيرة التي تم تعيينها حديثا قد اعتدى على أحد العاملين بالوزارة بالضرب بحجة أنه قريب الوزيرة؛ أثارت جدلا كبيرا.
إلا أن الوزيرة المقصودة، وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ، نفت علاقتها بالأمر، بعد أن ضجت الأسافير بأن ما حدث لا يختلف عن العهد البائد في شئ، وطالب ناشطون بإقالتها. وكان تعليق الوزيرة لوسائل الإعلام أن المعتدي تجمعها به صلة قرابة وأنه موظف في ديوان شؤون الخدمة الذي يتبع للوزارة، مشيرة إلى أنها تفاجأت بالحدث في وقت متأخر، ولم تكن جزءاً من كل ما جرى.
وأكدت لينا أنها طالبت بضرورة قيام لجنة للتحقيق لتحديد المسؤولية فيما حدث، وقطعت بأن ما حدث لم يثر حفيظتها لأنها تعلم من هي وما هي القيم التي تحكمها في التعامل مع القضايا العامة.
وتخرجت لينا في جامعة الأحفاد للبنات ونالت درجة الماجستير في الدراسات التنموية من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، وتعمل في كاستشارية لدى مكتب الأمم المتحدة العالمي بنيويورك.
(المسح والكسح)
في مخاطبة ندوة التعليم العالي في السودان، بين معطيات الواقع و تطلعات المستقبل، صرحت وزيرة التعليم العالي انتصار صغيرون، متعهدة بــالكنس والمسح والكسح لجميع الفلول داخل الجامعات السودانية، وقالت: “الثورة مستمرة، والحكومة هي حكومة الثورة، وأعطوها فرصة، والكنس والمسح والكسح بيتم بمراحل”، وإن مديري ونواب ورؤساء مجالس الجامعات الحكومية سيتم إعفاؤهم، والذين سيتم تكليفهم لاحقا ستكون أولوياتهم كنس الوحدات الجهادية وإقالة العمداء.
حديث الوزيرة أثار جدلا كذلك ووجد تحفظا حول أن اللغة لم تختلف كثيرا عن لغة النظام البائد، إلا أن البعض كان ينظر إليها على أنها وزيرة جاءت من أجل العمل وأطلقوا عليها اسم البلدوزر.
صغيرون، من مواليد أربجي بولاية الجزيرة، نالت بكالوريوس الآثار مع مرتبة الشرف من جامعة الخرطوم، وحصلت على درجة الماجستير في العمارة والفن الإسلامي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، كما أنها حصلت على درجة الدكتواره في الآثار بجامعة الخرطوم.
وزراء مرتبكون
و يذهب المحلل السياسي الحاج حمد، في حديثه لـ(السوداني) إلى أن تصريحات بعض الوزراء تم إخراجها من سياقها، مستدركا بالقول إن بعضهم كان متحمسا جدا. وأضاف: ليس بالضرورة أن يخرج الوزراء في لقاءات تلفزيونية وهم غير جاهزين حتى يصلوا إلى مرحلة أن يقرأ أحدهم من نصوص مكتوبة، لأن الأمر لن يكون مقبولا، وعليهم أن يسندوا المهمة إلى الإدارة المختصة بالوزارة وأن يقيموا مؤتمرات صحفية بخصوص موضوعات تهمهم بعد ترتيب الأمر جيدا. مشيرا إلى أن الإشكالية تكمن في أن بعض المنتقدين يفتقدون للخبرة، مما يجعلهم ينصبون أنفسهم حكاما على الوزراء، مضيفا أنهم ينظرون للوزراء كأنهم مغنون هذا يعجبهم و ذاك لا.
وأوضح حمد أن الأمر طبيعي؛ أن يكون الوزراء مرتبكين، ولكن ليس هناك داعٍ للتعجل في توسيع التصريحات الصحفية واللقاءات الصحفية والإطلالة اليومية في وسائل الإعلام بدون مبرر كافي، مشيرا إلى أن الإقالة ليست حلا لأن الوزير لم يخفق في وظيفته، إنما في أسلوب إخراج نفسه، مطالبا الوزراء بعدم التعجل والخروج غير المنظم وعليهم أن يحضروا أنفسهم قبل الخروج للإعلام.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.