لأجل الكلمة || لينا يعقوب

الشريعة الحقيقية..!

شارك الخبر

وأنا أسمع تصريح عضو المجلس السيادي السيدة عائشة موسى، تذكرت مقولة الشيخ محمد عبده، حينما زار دولاً أوروبية مطلع القرن العشرين، “رأيت إسلاماً ولم أرَ مسلمين”.
ففي حوار على قناة “بي بي سي” البريطانية مع عائشة، والذي من المقرر بثه كاملاً اليوم الأحد، فجرت الدكتورة مفاجأة من العيار الثقيل، حينما قالت ” لا بد من وقف العمل بالشرعية الإسلامية في السودان لأنه بلد متعدد الأديان”..!
لا أعلم السبب الذي جعلها تظن أن الإسلام في أصله، ظلم أصحاب الديانات الأخرى ولم يراعِ مصالحهم أو يحترم معابدهم، فشرائع الإسلام لا تطبق سوى على المسلمين، وهو أمرٌ معلوم بالضرورة..
الدين المعاملة والأخلاق، وهو الذي نظم الحياة بأشكالها الخاصة والعامة، كما أن الإسلام هو الدين الذي تستمد منه معظم الدول العربية أحكامها.
لم تكن مشكلة السودان يوماً “الشريعة الإسلامية”، إنما كانت “تجار الدين وسماسرته” الذين يتكسبون منه الحرام ويحدثوننا عنه.
الإسلام مثلاً نظم شؤون الزواج والطلاق والميراث على المسلمين، وكفل للمسيحيين واليهود تنظيم شؤونهم، دون تدخل.
وهو مثلاً لم يشترط على من يتولى وظيفة في وزارة أو مؤسسة أن يكون من الحافظين للقرآن أو من المصلين، ولم يفرق بين عربي أو إفريقي أو بين مسلم ويهودي في الدنيا بشيء، إنما بَيَن فقط من إلى الله أقرب..
سؤال مستفز يطرحه البعض، إسلامي أنت أم علماني..؟ وإن سألتهم بالتحديد ماذا يقصدون بالدولة الإسلامية أو العلمانية يعجزون عن الإجابة، ومن يجيب يقول “العلمانية فصل الدين عن الدولة”..؟
ولتكمل النقاش تسألهم “ماذا يعني فصل الدين عن الدولة” فتأتيك إجابة باهتة متباعدة عن بعضها البعض، وتختلف من شخص لآخر..
إن كانت العلمانية كما يقولون، وبالتعريف الموجود في الانترنت، فقواعد العلمانية موجودة في الإسلام، الذي يرفض بأن يكون للدين تجار ومطبلاتية، يروجون للحاكم ويثنون على قراراته، وينتفضون لقتل الذباب ويصمتون على قتل البشر..
الإسلام لم تتنزل تعاليمه فجأة، إنما بالتدرج فكانت هناك مراحل وأولويات، وظهرت كبائر وموبقات، وكانت هناك أفعال تغضب الله ورسوله وأفعال يسامح عليها الله بعد الكفارة أو التوبة وأخرى يتجاوز عنها بمجرد استغفار..
وفي كل ذلك تم التفريق بين الخاص والعام، وبين المسلم والمسيحي، وبين ما لقيصر لقيصر وما لله لله..
الشريعة الإسلامية الحقيقية لا تظلم أحداً، ومع ذلك من الأفضل بعد أن تتوفر التعريفات الواضحة، أن يختار الشعب ما يريد..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.