أجندة ….عبد الحميد عوض

إسفاف وانحطاط

قمة الانحطاط والإسفاف في الخطاب السياسي، تجلى في حديث سيدة، اسمها إخلاص قرنق، أطلق عليها موقع “تاسيتي نيوز” ، لقب القيادية الإسلامية التاريخية.إذ أثبتت به “إخلاص” أنها لم تأخذ من اسمها شئياً، ولم تمتلك ذرة من صفات القيادة، بمثل ما أثبت فقرها وجهلها بالتاريخ وبقيم الإسلام عند الخلاف.
تلك السيدة،التي خرجت بالصورة والصوت لتتحدث للموقع الإخباري، شنت هجوماً مفهوماً ومقبولاً على الإسلاميين حينما اتهمتهم بخلق الأزمات وتجفيف الأسواق لإحراج الحكومة الحالية، كما فعلوا مع حكومة الديمقراطية الثالثة 1985- 1989، قبل أن تصفهم بـ(ناس دنيا) ،سرقوا الثروات وبنوا الأبراج، وتلك أمور قد اتفق عليها، غالب أهل السودان، حسب تقديرنا.
ليتها ، وقفت عند ذلك الحد، لكنها مضت في اتجاه إطلاق اتهامات غير أخلاقية وتخالف العرف السوداني ومبادئ الدين، ولا تقف على سيقان قانونية، إذ قالت السيدة، هداها الله، إن مجهولي الأبوين بدار رعاية الأطفال، هم أبناء لشخصيات معروفة في الإنقاذ، مؤكدة أنها تملك أدلة دامغة وجاهزة لإثبات كل ما أوردته.
أولاً: على قرنق، أن تعلم علم اليقين أن الشعب السوداني حينما خرج في ثورته المجيدة، ضد نظام المؤتمر الوطني، لم يخرج ضد سلوك شخصي لرموزه، بل ضد منهجهم العام في إدارة الدولة والحزب، أما السلوك الخاص فهذا لا يهم إلا الشخص نفسه ، وعليها أن تعلم أن الطبيعة البشرية أينما كانت في اليمين واليسار والوسط ، قائمة على فعل الخطأ والصواب، وكلنا خطاؤون، ومن لم يكن منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
الاتهامات نفسها لا تستطيع السيدة إثباتها، رغم تحديها الفارغ، سيما وأن القضية مرتبطة بإثبات نسب، وهي من أصعب الأمور التي لا يمكن التحقق منها بسهولة، ولا أتخيل ماهية الأدلة التي بين يدي قرنق والتي منحتها يقيناً تتحدى به، مثلاً هل كانت شاهدة على قيادي إسلامي وهو يحضر بنفسه لتسليم طفل أنجبه بصورة شرعية؟ أم أجرت فحوصات حمض ( DNA) للعشرات من الأطفال وطابقته مع تحاليل الإسلاميين وثبت لها ما ثبت، والسؤال الأهم إذا كانت تمتلك فعلاً أدلة، ما منعها من الذهاب بها مباشرة للقضاء ،أما أنها اختارت التستر” الذي هو جريمة في حد ذاتها ويمكن أن يقودها لردهات المحاكمة.
في تقديري، أن تلك السيدة، مجهولة الهوية السياسية، فقدت بوصلتها، وتحاول اللحاق بقطار الثورة بانتهازية مطلقة، و كان من الأفضل لها أن تتخذ مدخلاً آخراً غير هذا المدخل القميء .
سلوك إخلاص هذا، لن يعفي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ،لأنه دليل إدانة ،وأوضح حجم فشل التربية السياسية والأخلاقية.
أخيراً
رغم إيماني بروح الزمالة، مع القائمين على موقع “تاسيتي نيوز” إلا أنه يؤسفني أن يكون الموقع، منبراً لنشر ذلك الإسفاف والانحطاط السياسي .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.