الطريق الثالث – بكري المدني

وزراء أم نشطاء؟!

في الأيام القليلة الماضية أحداث لا بد من الوقوف عندها لأنها أخذت حيزا كبيرا من الجدل ولا زالت حديث المواقع والمجالس أولها ما قال به وزير المالية السيد إبراهيم البدوي والذي وعد ببيع دور المؤتمر الوطني لسداد ديون السودان (55 مليار دولار) وثانيها توجيه مجلس الوزراء لوزارة العدل بضرورة الوقوف مع وزيرة الشباب والرياضة السيدة ولاء البوشي في معركتها القانونية ضد الشيخ عبد الحي يوسف، أما الثالثة فهي رفض وزير الشؤون الدينية السلام على مجموعة من الزملاء الصحفيين جاءوا لتغطية مؤتمر صحفي لإدارة الحج والعمرة لأن بينهم الأستاذ الصادق الرزيقي نقيب الصحفيين (لأنه كوز)!
المفارقة في حديث السيد وزير المالية وبعيدا عن قانونية بيع دور المؤتمر الوطني من عدمها، المفارقة أنه رجل أرقام وحسابات وإحصائيات ويعلم أن كان عائد بيع دور الوطني يمكن أن يغطي ديون السودان وبالتالي يحل مشكلة الاقتصاد أم لا؟! بالمناسبة السيد إبراهيم البدوي هو نفسه من وصف بأن من يتحدثون عن أموال مهربة إلى ماليزيا وحدها بقيمة 64 مليار دولار كافية لتغطية ديون البلاد وتزيد هو من وصفهم ببيع الوهم للناس!
كثير من الناس شهدوا للسيد إبراهيم البدوي بالكفاءة والخبرة التي تجعله قادرا على إدارة وزارة المالية في هذه الفترة الحرجة من عمر البلاد وكل المطلوب من الرجل مع الجهد في إيجاد حلول حقيقية لمشاكل الاقتصاد أن ينأى عن أحاديث النشطاء والتي وإن وجدت استحسانا لبعض الوقت لكنها لن تقوى للصمود أمام لغة الأرقام والحسابات وسوف تسقط بمرور الوقت وتبقى الحقيقة والتحديات ماثلة تبحث عن حلول.
أستغرب جدا أن يجمع مجلس الوزراء على موقف غريب يدعو من خلاله وزارة العدل للوقوف مع وزيرة الشباب والرياضة في قضية قيد التحاكم في المحكمة وماذا عساها أن تفعل وزارة العدل في هذا الخصوص؟ هل توجه المحكمة بالوقوف إلى جانب الشاكي ضد المشكو ضده؟! هل هذه مبادئ الحرية والسلام والعدالة؟! كيف يطمئن الناس من بعد إلى مؤسسات قانونية في ظل الحكومة الحالية إن كان هذا سلوك وموقف مجلس وزرائها؟!
السيد وزير الشؤون الدينية والذي لا يزال يرفد القنوات والمواقع والمجالس بغريب القول يأبى الرجل حتى الآن تقدير ما يقول وما يقوم به وما يتناسب مع موقعه كوزير ومسؤول ويتحدث ويتصرف كأنه كادر خطابي في ركن نقاش جامعي!
لقد أفسد السيد وزير الشؤون الدينية المؤتمر الصحفي لإدارة الحج والعمرة وبدلا عن أن يخرج الصحفيون من ذلك اللقاء بأخبار ينتظرها الناس حول عمل الإدارة في العهد الجديد، خرج الصحفيون مقاطعين للمؤتمر الصحفي وكان الخبر الرئيس هو رفض السيد الوزير السلام على الأستاذ الصادق الرزيقي!
كان يمكن للسيد وزير الشؤون الدينية أن يحتفظ بحقه – إن كان ذلك حقه – في عدم السلام على (الرزيقي) دون حاجة لهذا الموقف (الميلودرامي) ويصعد المنصة مباشرة فيسلم على الجميع أو حتى يتجاوز مسألة التحية ويدخل في (الموضوع) مباشرة.
قبل تشكيل حكومة قوى الحرية والتغيير الحالية حذر رئيس الوزراء الإثيوبي السيد آبي أحمد رئيس المجلس العسكري (سابقا) المجلس السيادي حاليا الفريق البرهان بأن من التقاهم من قيادات (قحت) عبارة عن نشطاء وليسوا سياسيين ونخشى أن تكون بعض خيارات قوى الحرية والتغيير جاءت أيضا من نشطاء وليسوا سياسيين !

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.