استفهامات … أحمد المصطفى إبراهيم

أزمة مرور في العاصمة الخرطوم

ما عاد السير في شوارع الخرطوم ممتعاً كما كان في زمن مضى. ولأسباب عديدة منها ما هو قديم جداً ومنها ما هو متوسط القِدم ومنها جديد لنج؟ (بالمناسبة ما معنى لنج؟).
يوم كان السير ممتعا في شوارع العاصمة سكان العاصمة كانوا عُشر ما نرى الآن (يُقال إن سكان العاصمة بلغوا العشرة ملايين). طبعاً لا مجال للمغالطة في الرقم لأنه لا توجد جهة لديها إحصاء حقيقي لا الولاية ولا المركز القومي للإحصاء ولا المركز القومي للمعلومات. يبدو لي أن أزمة الإحصاء في بلادنا من أكبر المعيقات لوضع خطة أو استراتيجية يُبنى عليها أي عمل. (الصين مليار ونصف تقريبا وكلهم معروفون للدولة، أين هم؟ وبماذا تعشوا البارحة؟).
أما في بلاد صقر الجديان هذه (تقريبا) و(حوالي) ما تديك الدرب، اسأل أي مسؤول أي سؤال خصوصا لو طلبت إحصاء لبدء إجابته بتقريبا أو حوالي.
نكون قد بدأنا الأسباب السبب الأول زيادة السكان بسبب النزوح والسبب أوضح من الشمس عدم تساوي الخدمات في العاصمة والولايات. السبب الثاني لأزمة المرور في العاصمة لا توجد مواصلات عامة آخر مواصلات عامة كانت في السبعينيات مواصلات العاصمة أو بصات أبو رجيلة البرازيلية (ولم تسدد ديونها التي بلغت 40 مليون دولار قبل سنتين. 90 % منها المبلغ فوائد ديون ربوية). وبما أن كل العهود السابقة والحكومات السابقة (كل عهد داخله عدة حكومات) لم تنفذ حلاً للمواصلات العامة مترو مثلا أو خطوط دائرية ونقل نهري لجأ الناس إلى الحلول الفردية المكلفة كل شخص يريد أن يمتلك سيارة ليتحرك بها مما جعل بيوت الأثرياء تعج بالسيارات الخاصة سيارة لكل فرد في الأسرة. (بالمشاهدة العادية دخلت الخرطوم 30 ألف سيارة جديدة هذه السنة لوحات خ 5 فقط وصلت 40 ألف وما فوق).

السبب الثالث جوع الحكومات للدخل عبر الجمارك والضرائب المبالغ فيها، وصلت جمارك السيارات في يوم من الأيام إلى 130% يعني الحكومة تأخذ مرة وثلث قدر الشركة التي صنعتها.
السبب الرابع ثقافة الليموزين المتزامنة مع عودة كثير من المغتربين بعد أن صارت الغربة طاردة. السبب الخامس الأمطار التي جعلت في كل شارع عددا من الحفر مختلفة المساحات والعمق لن تبدأ الجهات المسؤولة عنها صيانتها إلا بعد الخريف حتى لا يكون عملاً مكرراً.
سادساً تقَطُع الكهرباء الذي يتسبب في توقف إشارات المرور والتي لا تعمل بالطاقة الشمسية رغم سطوع شمسنا. سابعاً السلوك البشري الممتلئ بالأنانية.
(خد نَفَس) على قول السادات. لكل هذه الأسباب وغيرها لا بد من حل كل ما ذُكر أعلاه ولكن قبل ذلك يمكن أن نقترح حلاً هو أن تسير المركبات ذات الأرقام الفردية يوماً، وذات اللوحات الزوجية اليوم التالي، وبذا نكون قد قلصنا عدد المركبات على الطرق إلى النصف. كيف التنفيذ والمخالف سيكون واضحاً.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.