شركات الشحن والجمارك بين (متاريس) الشَّبَكة و(عراقيل) التخليص!!

الخرطوم: اليسع أحمد

تزايدت وتيرة شكاوى شركات الشحن بمطار الخرطوم من بطء الإجراءات والانقطاع المتكرر لشبكة الإنترنت بالمطار ما انعكس سلباً تعطيل حياة الناس وتوقُّف عجلة العمل بشكل سلس لمعظمهم؛ أن لم نقل كلهم. (السوداني) استنطقت شركات، مُخلّصين، وزادت عليهم بخبراء في مجال المعلوماتية، فمعاً للتفاصيل.

كشف بدائي
محمد عصمت موظف بالشركة النوبية للشحن يقول لـ (السوداني) إن العمل الجمركي بالبلاد معقد جداً خاصة فيما يتعلق بالبيانات من حيث الإدخال وإرسالها، مشيرا إلى أن الشبكة بطيئة وليست بالسرعة المطلوبة مما يدخل الشركة في عدم إعطاء مواعيد لزبائنها حتى لا تدخل معهم اصطدام وعدم مصداقية مما يفقدها الزبائن، منوهاً إلى أن (العفش) فيما يعرف بالطرد يمر بعدة مراحل وهي الحجز من قبل الجمارك، بعدها الإفراج والذي يتم بعد اكتمال الأوراق بين إدارة الجمارك وشركة الشحن الناقلة، يليها فتح الطرود وتسجيلها ورصد عددها وكميتها ونوعيتها، بعدها يتم تقييمها ووضع التعرفة الجمركية التي تقدَّر بنحو (17%) من قيمة الطرود وتقل القيمة في البضاعة المستعملة، بعدها يتم تحويل للسداد، وبعد اكتمال الإجراءات يُفرج عن البضاعة من المخازن ليتم التأكد منها في البوابة الرئيسية ومقارنتها حتى يتسنى لصاحبها أو الشركة بخروجها.

صعوبات بالغة
عصمت مضى بقوله إن هناك صعوبات كثيرة تعيق عملهم بصورة راتبة وهي ضعف الشبكة والعبارة المحفوظة للموظفين بأن (الشبكة طاشة)، مؤكداً أن بطء الشبكة يترتب عليه أضرار عديدة تصيبهم بحيث يصبح عملهم رهن الإفراج عن الشبكة ويعودون أدراج الرياح، لافتاً إلى أن عمليات الكشف التي يتم بها العمل الجمركي بدائية ولا تواكب المعايير العالمية، موضحا أن عمليات التفتيش للأمتعة يدوية بحيث يتم تفريغ الأمتعة والتأكد منها بعدها يتم إرجاعها مرة أخرى قبل البدء في الإجراءات، مطالباً الجهات المختصة بتوفير التقنيات الحديثة وتوفير جهاز (إكس ري) حتى يلحقوا بركب الدول المتقدمة مما يسهل ويخفف عنهم المعاناة، وناشد بتغيير توصيل الشبكات التي لا تستمر كثيراً بعد تحجج الشركات بأن ضعف الشبكات يرجع لانقطاع أسلاك (الكيبل) في منطقة والعمل على التحديث المستمر للأجهزة التي تعاني أجهزتها من ضيق السعة التخزينية للبيانات ويؤدي إلى انقطاع الشبكة، وحسب قوله فإن العمل الجمركي في دولة قطر يتم إلكترونياً بحيث يمكن للشخص القيام بعمله فيما يختص بسداد بالفواتير وغيرها من الإجراءات من منزله أو من سيارته دون الحاجة للتعقيدات التي يكتوي بها أصحاب الشركات ببلادنا.

قطاعات مُترنِّحة
ويقول الخبير الجمركي صلاح الدين الشيخ لـ(السوداني) إن البنية الأساسية للدولة ضعيفة فيما يختص بالاتصالات وذلك للترنح الذي أصاب معظم القطاعات، مؤكداً أن شركات الاتصالات تعمل بشبكات تسمى (فايبر أو بتكس) والتي تعتبر (فور جي) وهي جيدة فيما يختص بعمل الاتصالات والإنترنت، منوهاً إلى أن بعض شركات الاتصالات بها مشاكل في توصيل الشبكات والإنترنت الأمر الذي انعكس على قطاعات الجمارك والبنوك وغيرها مما نتج عنه توقف القطاعات عن تقديم الخدمات للمواطنين، مؤكداً عدم وجود جهاز (إكس ري) بالمخازن لكنه موجود بالمطار بحيث لا يمكن للبضائع والأمتعة دخولها مخازن الجمارك إلا بعد مرورها بهذا الجهاز، موضحاً أن ضعف وانقطاع الإنترنت فيما يُعرف (طش الشبكة) سببه الرئيسي هو عدم تحديث الأجهزة للشركات مما ينتج ضعفا ويتطور لانقطاع كامل يضرب كل المؤسسات، منوهاً إلى أن في البلدان المتقدمة يتم العمل بشبكة (فايف جي) والتي عندما تقارن بالبلاد بأن خدماتنا في مجال الإنترنت (زيرو)، لافتاً إلى أنهم عندما استجلبوا أجهزة تسمى (إسكودا) وير العالمية لإحداث نقلة في تقنية الاتصال الشبكي للعمل الجمركي ونسبة لضعف الشبكة لم يتمكنوا من استخدامه.

ارتقاء للعالمية
ولوضع حل لهذه المشكلة طالب الفريق صلاح الشيخ، هيئة الاتصالات بتكوين لجان تتكون من مهندسين كفاءات وليس (مهندسي إنشاءات) حسب قوله لمراجعة عمل شركات الاتصالات ومقارنتها بـ (الإستاندرد) العالمي، وتقنين عمل تلك الشركات التي اعتمدت على تشييد البروج وأهملت الجانب التقني، مبيناً أن العمل الجمركي يواجه عدة مشاكل فيما يختص بالتخليص بحيث نشطت تجارة جديدة والتي تعرف بتجارة (الشنطة) قائلاً إن إذا عدد الركاب في الطائرة (180) راكبا وتجد (80) منهم هم تجار شنطة يحملون عطورا، إسبيرات وأدوية، وإلكترونيات، وغيرها وغالباً ما يتحايلون عن التفتيش.

معايير صارمة
من ناحيتهِ أقرّ المدير العام للمركز القومي للمعلومات محمد عبد الرحيم ياسين لـ(السوداني) بوجود قطوعات متكررة وبطء لشبكة الإنترنت بالبلاد، مشيراً إلى أن شركات الاتصالات هي المسؤول الأول عن تردي وضعف الشبكات، منوهاً إلى أنه في الأيام الفائتة تكرر تذبذب شبكات الإنترنت وانقطاع الاتصال، وطالب شركات الاتصالات بضرورة تجويد عملها حتى تتمكن الشركات والقطاعات الحكومية والخاصة من تأدية عملها بالصورة الأمثل وتقديم خدمة مرضية للمواطنين، مؤكداً أن التوسع الذي طرأ على خدمات الإنترنت والتعامل الإلكتروني بالبلاد لم يصاحبه توسع في مواعين الخدمات وجودتها مما انعكس سلباً على الجودة، لافتاً إلى أن بطء الإنترنت يؤثر في عدة قطاعات وأن العمل بالجمارك بسبب بطء التعامل والانقطاع المستمر لشبكة الإنترنت يقلِّل من إيرادات الدولة، وهو إهدار للزمن، ويؤثر سلباً على إيقاع وسرعة التعامل بين الموظفين وطالبي الخدمة، مؤكداً أن المركز القومي للمعلومات وجهاز تنظيم الاتصالات والبريد يعملان سوياً على تذليل المصاعب والتحديات التي تواجه شركات الاتصالات في الفترة المقبلة، موضحاً أن خدمة الإنترنت بالبلاد تعمل وفق معايير صارمة متبعة عالمياً والتي فرضت من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات على المستوى العالمي بإشراف منظمة دولية تتبع للأمم المتحدة وأن السودان ينطبق عليه القانون الذي ينطبق على غيره؛ مبيناً أن المركز يسعى مع شركات الاتصالات لتجويد الخدمات ومعالجة المشاكل التي أثرت في السابق والعمل على عدم تكرارها في المستقبل.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.