مدير الطوارئ بوزارة الصحة بابكر المقبول لـ( السوداني): عملنا بمبدأ الشفافية في إعلان حمي الوادي المتصدع ولن نُعوض أحداً

حوار: تسنيم عبد السيد

أثار قرار المملكة العربية السعودية بإرجاع 5 سفن مُحملة بنحو 70 ألف رأس من الماشية، كثيرا من ردود الفعل خاصة أن ذلك القرار تم اتخاذه بناءً على معلومات صادرة عن وزارة الصحة السودانية تحدثت عن ظهور مرض “حمى الوادي المتصدع” بالبلاد، فهل وزارة الصحة تعجلت وأضرت بالأمن القومي بذلك الإعلان؟ وهل فعلاً تلك المواشي التي أُعدت للتصدير مصابة بالمرض؟ وماذا عن غرفة المواشي التي تطالب وزارة الصحة بتعويض الخسائر التي لحقت بهم بسبب رفض المملكة استلام الشحنة؟ وما موقف البلاد الآن من ذاك المرض؟ كل تلك الأسئلة وغيرها أجاب عنها مدير الطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة د.بابكر المقبول:

مرض حمى الوادي المتصدع ظهر بعدد من الولايات، ما هو الموقف الآن؟
كما تم الإعلان عنه ظهر المرض في ولاية البحر الأحمر – منطقة أربعات-، وفي ولاية نهر النيل.
البعض يعتبر ما قامت به وزارة الصحة تهديداً للأمن القومي؟
هذا غير صحيح، الإعلان تم لأن السودان موقع على اتفاقية اللوائح الصحية الدولية 2015م، والتي تُلزم جميع الدول الأعضاء بالتبليغ عن أي داء يمكن أن ينتقل عبر الحدود، وتحدد الاتفاقية أربعة أسئلة “هل الحدث وخيم؟”، هل الحدث غير متوقع؟ هل الحدث ممكن ينتشر عبر الحدود؟ هل الحدث يستدعي وضع قيود على التجارة الدولية؟”، إذا كانت الإجابة على اثنين منها بـ”نعم”، القرار يكون “الحدث يجب أن يُبلغ طبقاً للوائح الصحية الدولية”.
احترمتم الاتفاق وأضررتم بالصادر؟
احترام الاتفاق أولى، لأن هذا المرض يمكن أن ينتقل عبر الحدود، والحيوانات لا تعرف الحدود، وهذا الداء يصيب الماشية وهذه تجارة يجب أن تنتفي فيها العلة، فمثلاً إذا قرر أحدهم شراء “ليمون” تجده يُدقق في أن لا يكون “ضارب”، وكذلك الأمر في اللحوم التي سيتناولها العالم من تلك الحيوانات المريضة القادمة من السودان، وأكلها ينقل المرض مباشرة للإنسان، وقد يصيب المتعامل معها بالعمى، وهذه خطورة لا نقبلها.
هل ترى أنكم اتخذتم القرار السليم؟
بالتأكيد، لأن الشفافية مطلوبة في مثل هذه الأمور، فالأفضل للسودان أن يبيع بضاعة نظيفة، وذلك من شأنه أن يسهم في تحسين سمعة السودان على المدى البعيد، وهذا الإعلان ليس للعالم فقط، فحتى بالنسبة للسودان وزارة الصحة مسؤولة عن صحة المواطنين فهم يتناولون اللحوم فكان لا بد من بيان الخطر.
لماذا لم نسمع مثل هذه الإعلانات من قبل، هل هذ أول مرة يظهر هذا المرض بالسودان؟
لا، ليست المرة الأولى ظهر في العام 2007م وتم الإعلان، وجاءت نفس النتائج السلبية الواقعة اليوم، تم حظر اللحوم والحيوانات من السودان لفترة من الزمن، وبعد التأكد من أن الأمر تعالج عادت الدول للاستيراد من السودان.
هل كان آخر ظهور في العام 2007م؟
بين هذا الإعلان وإعلان 2007م، هناك أحداث لم تُعلن.
لماذا؟
طبعاً لكل حدث ووقت، تعامل يختلف بحسب السلطة وأصحاب القرار، تحديدًا القرار السياسي الذي يؤدي دوراً مهماً في أن يلتزم بالشفافية أو لا.
كم مرة ظهرت حمى الوادي المتصدع ولم يتم الإعلان عنها بعد إلا في 2007م؟
ظهرت مرة واحدة ولم يتم الإعلان عنها، لكن ولله الحمد هذه الحكومة مباركة لمبدأ الشفافية وهذا أمر طيب.
هل الحكومة السابقة كانت تمارس ضغطاً في مثل هذه الأمور؟
إلى حد ما لأنه في مرة وافقت على الإعلان وفي المرة الثانية لم توافق على الإعلان.
كم عدد الإصابات الآن؟
حالياً 146 حالة في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.
ماذا عن الوفيات؟
4 حالات وفاة، اثنتان في البحر الأحمر واثنتان في نهر النيل، تم الإبلاغ عنها مجتمعياً.
غرفة الماشية قالت إن 30% من الماشية التي تم إرجاعها من السعودية نفقت، هل بسبب المرض؟
لا، ليس بسبب المرض، لأنها أصلاً لم تكن مصابة، وزارة الثروة الحيوانية كانت حريصة على فحصها ولم تكن فيها إصابات، وظلت تؤكد على أن كل الشحنة التي غادرت للمملكة العربية السعودية خالية من المرض، وحتى الحيوانات المُصابة بالمرض في البحر الأحمر كانت ماعز وليست ضأنا.
إذن، لماذا تم إرجاعها؟
لأن الضأن بصفته ضعيف جداً، رجوع هذه الكمية لم يكن متوقعاً لإدارة الميناء ولا لأصحاب المواشي، فأصبح هناك مشكلة في توفير الغذاء والماء لها، فيبدو أنها “جاعت” لدرجة الإصابة بالإعياء والموت، فضلاً عن وجود هذه الكميات الكبيرة في مساحة ضيقة.
الـ30% لم يموتوا بسبب المرض؟
نعم لم يموتوا بسبب المرض، لأن هذا المرض صفته لا يقتل الحيوان المريض به، وإنما هذا الحيوان ينجب أجنة ميتة، وهذه أكبر الأضرار.
هل هناك حصر للحيوانات المصابة بالمرض؟
هذا ليس من اختصاص وزارة الصحة، وإنما وزارة الثروة الحيوانية.
غرفة الماشية قالت إن وزارة الصحة تتحمل الخسائر التي وقعت عليهم بسبب الإعلان؟
وزارة الصحة ليس لديها أيّ التزام بالتعويض، وما صدر عنها من معلومات صحيحة ودقيقة، وهذا الدور الذي قامت به الوزارة واجب على الدولة القيام به، من منطلق الاتفاقية الموقع عليها، لأنه ربما يحدث العكس إن لم يتم التبليغ واكتشفت الدولة وجود “غش” وقتها ستطالب تلك الدولة السودان بالتعويض.
ألم يكن التصريح متعجلاً؟
أبداً، ما قام به وزير الصحة كان صحيح وفق اللوائح والقوانين الدولية.
لماذ تم إرجاعها وهي غير مصابة أصلاً؟
هذا القرار من ناحية صحة الإنسان، لا شيء يستوجب الحظر، ربما تكون منظمة صحة الحيوان هي من دعت إلى أن الدولة التي بها مثل هذه الأمراض يُحظر حيوانها، وحتى وزارة الصحة عندما أعلنت كان عن وجود حالات إصابة في الإنسان وليس الحيوان.
هذا المرض ليست له علاقة بالبواخر التي تم إرجاعها؟
المملكة العربية السعودية اعتمدت في قرار الإرجاع على الإعلان الصادر من منظمة صحة الحيوان، وهذا الإعلان اعتمد على إعلان صادر من منظمة الصحة العالمية، والذي اعتمد على تقارير وزارة الصحة السودانية.
طالما أنها سليمة، لماذا لم تتأكد السلطات السعودية من ذلك بالفحص؟
هذا ما كان يجب أن يحدث، وفي هذا الاتجاه تمضي المفاوضات حالياً لاستئناف الصادر، لأن البياطرة قالوا إن المناطق التي تم منها تجهيز المواشي للتصدير ليست من ضمن مناطق وجود المرض، لذلك المفاوضات جارية في أن الاستيراد يتم من المناطق الخالية من الأمراض، والمناطق التي يظهر فيها المرض أساساً يتم إغلاقها للمعالجة.
ما مسببات المرض؟
مرض فيروسي، اسمه فيروس حمى الوداي المتصدع، وهذا وادي في كينيا مكان الاكتشاف الأول للمرض.
ما صحة وجود حالات إصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم؟
صحيح، هناك حالتان إصابة بالكوليرا في منطقة أمبدة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.