زعيم حزب البعث والقيادي البارز بـقوى الحرية علي الريح السنهوري لـ(السوداني): – الحكومة لا تزال تتلمس طريقها وتعمل وسط حقل من الألغام

حاوره: فتح الرحمن شبارقة

لم يكن مفاجئاً كشف قوى الحرية والتغيير في مؤتمرها الصحفي الأخير عن اسم أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) علي الريح السنهوري ضمن المجموعة القيادية العليا التي قادت الحراك الثوري الذي نجح في إسقاط نظام الإنقاذ، وضمن المجلس القيادي المركزي للحرية والتغيير الذي انتقل من ائتلاف معارض إلى ائتلاف حاكم، الأمر الذي يجعله معنياً بالإجابة على حزمة من التساؤلات الملحة بشأن تطورات الأوضاع بالبلاد.
على أيام معارضته الشرسة للإنقاذ، أجريت مع السنهوري أكثر من حوار في منزله بالخرطوم2، لكنه فضل هذه المرة إجراء الحوار معه في دار الحزب الجديدة بقلب الخرطوم عند تقاطع شارع المك نمر مع شارع الجمهورية. وفي مكتب عُلِقت على جدرانه حديثة الطلاء صور ميشيل عفلق وصدام حسين وبدر الدين مدثر، ومحمد سليمان الخليفة التعايشي أول أمين سر لحزب البعث، كان هذا اللقاء، وبهذه البداية:

  • يبدو أنكم أصبحتم في وضع مالي مريح بدليل انتقالكم من دار الحزب المتواضعة نوعاً ما في أم درمان، إلى هذه الدار الجديدة في قلب الخرطوم.. فمن أين لكم هذه الأموال؟
  • هذا سؤال جيد.. وفي الماضي أيام البشير لم نكن نحتاج لدار في قلب الخرطوم، واحتياجاتنا في فترة المعارضة كانت محدودة لأن النظام السابق حصر الفعاليات داخل الدور وكانت اجتماعات الحزب وتنظيماته تتم في المنازل وتأخذ الطابع السري، ولكن الآن صارت الاجتماعات تتم في الدور بشكل علني بعد إسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي وإقامة نظام ديمقراطي وهذا كان يستوجب داراً تتسع لاجتماعاتنا واجتماعات حلفائنا واجتماعات قوى الحرية والتغيير والمنظمات الديمقراطية..
    *السؤال من أين لكم لهذا؟
  • أما من أين لنا هذا، فهذا من رفاقنا وأصدقائنا في الحقيقة ساهموا مساهمات كبيرة، وهي في الغالب مساهمات عينية وليست مالية.
  • هل تقصد أصدقاء ورفاق الحزب داخل السودان أم ربما من خارجه أيضاً؟
  • في الغالب الأعم من داخل السودان، وبعضهم من الخارج دعموا بما يحتاجه العمل الحزبي من إلكترونيات وأشياء من هذا القبيل. ولا تزال تنقصنا الكثير من الأشياء، ولا زلنا نفتح باب التبرع من البعثيين وأصدقاء حزب البعث وأنصار الديمقراطية الذين يهمهم إرساء نظام ديمقراطي حقيقي في السودان.. سواء أكانوا أصدقاء أو غير أصدقاء، لأن واجب هؤلاء جميعاً أن يسندوا الأحزاب السياسية التي تشكل أعمدة الديمقراطية.. ونحن لا نزال تنقصنا أشياء كثيرة جداً من إمكانات مالية وأشياء عينية، ونستغل هذه المقابلة للإعلان عن فتح باب التبرع لحزب البعث العربي الاشتراكي من كل الدول المساندة وذات الإرادة في بناء نظام ديمقراطي حقيقي في السودان.
  • في بداية حوارنا هذا انقطعت الكهرباء، فهل ترى أن الحكومة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والمتاعب الخدمية من أزمة مواصلات وكهرباء وغيرها؟
  • قطوعات الكهرباء ومشكلات المواصلات وضيق المعيشة والغلاء الفاحش في الأسعار هذا من ميراث 30 سنة من سلطة فاسدة، بالتأكيد هنالك إرادة لتغيير هذا الواقع. لكن من المؤكد أيضاً أنه لن يتغيّر بين يوم وليلة، فهذا يحتاج لوقت، ولمشاركة شعبية. ولن نعوّل على سلطتنا فقط (عينّا وزراء وغيرهم)، ونقول اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا. فلا بد أن نقف معهم ونساندهم ونستنفر كل إمكانات شعبنا لحل المشكلات التي تواجهنا.
    *كل ما شكا الناس من ضيق بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وعسر في تقديم بعض الخدمات كلما كان التبرير أن الوقت مازال مبكراً والحكومة تحتاج لوقت، فحتى متى سننتظر وهل هناك سقف زمني للانتظار؟
  • هذا ليس تبريراً، هذا واقع. والحكومة الآن لم تكمل الشهرين منذ تشكيلها، ولا تزال تتلمس طريقها، وهي تعمل وسط حقل من الألغام لأن النظام القديم ما يزال موجوداً في مختلف الإدارات والمؤسسات، وطبعاً هذا يولّد سؤالاً جديداً وهو لماذا لا تتم تصفية هؤلاء، فتصفية الإنقاذيين جارية، ولكنها جارية من أعلى إلى أسفل. وهي إبدال وإحلال، ونتيجة الضغوط استعجل بعض الوزراء في إبعاد وإحلال ولم يكن الإحلال مرضياً تماماً في كل الحالات نتيجة للاستعجال. وعملية الإحلال تحتاج لوقت وتحتاج لمساهمة، والآن يجري تصنيف في كل المؤسسات وفي كل الوزارات للعاملين لتحديد العناصر الوطنية المخلصة من العناصر التي جاءت بلا كفاءة وبلا مقدرة نتيجة للتمكين، وأيضاً للذين أُبعِدوا سواء للصالح العام أو لأسباب سياسية أو لأنهم واجهوا الفساد في مؤسساتهم، وهذه العملية تأخذ وقتاً، مسألة الوقت ليست ذريعة. أما ما يتعلق بالخدمات والأسعار ومعالجة الأزمة الاقتصادية المستفحلة فكيف تعالج بجرة قلم؟!.. هذه لا تعالج بجرة قلم وتحتاج إلى ميزانيات ولتوفير أموال ولمعالجة قضايا الإنتاج ورفع الإنتاج لتلبية احتياجاتنا الداخلية. والآن أغلب الحديث يدور حول زيادة الإنتاج لتحقيق صادر يوفر عملة صعبة، لكن قبل ذلك يفترض أن نرفع من وتائر الإنتاج لتحقيق اكتفاء ذاتي.
    *لكن الذي يحدث الآن هو أن الحكومة تسير في اتجاه معاكس تماماً، فبينما تتحدث الحكومة عن زيادة الإنتاج والصادر نجد في الواقع هناك تقليلاً للإنتاج وخروجاً لصادر الثروة الحيوانية بسبب تصريحات مسؤولين، والآن استمرار دعم الأصدقاء للحكومة مهدد بسبب تصريحات حلفاء في الحرية والتغيير؟
  • لا، على صعيد السياسات نسير في الاتجاه الصحيح. ومسألة حمى الوادي المتصدع هذه حقيقية وتنعكس فعلاً على صادراتنا من الثروة الحيوانية ولكن هذا توقف مؤقت لمعالجة هذه المسألة حتى نستطيع أن نصدر اللحوم بشكل جيد. وهذه أيضاً مرتبطة ببناء مسالخ لتصدير اللحوم والاستعاضة عن تصدير الماشية الحية. والسياسات الموضوعة سياسات صحيحة، والسلطة الانتقالية تسير في الاتجاه الصحيح، لكن هذه دعايات قوى الثورة المضادة، فقوى الثورة المضادة تريد أن نعالج في شهرين ما أحدثته من دمار طوال (30) عاماً.
    *بالعودة للحديث عن الإحلال والإبدال، ألا ترى أن قوى الحرية والتغيير أرادت استبدال تمكين بتمكين آخر.. فهي أقصت بعض المحسوبين على النظام السابق وجاءت بعناصر محسوبة عليها.. فهل هذا هو المطلوب؟
  • نعم، نريد أن نمكّن الشعب بدلاً عن تمكين الجبهة الإسلامية. فالتمكين السابق كان للجبهة الإسلامية والآن نريد تحقيق تمكين لشعب السودان، كل شعب السودان. وقوى الحرية والتغيير تمثل أوسع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والنقابي في السودان، فالتمكين ليس لأشخاص أو لحزب بعينه، وإنما لكل شعب السودان الذي تم تهميشه وإقصاؤه من السلطة وهو مصدر السلطة وتمكين عناصر لا تمتلك الخبرة أو الأخلاق أو الإرادة الوطنية.
    *كنت في قيادة تحالف الحرية والتغيير الذي قاد العمل الثوري لإسقاط النظام، فهل تمثلون الآن أبوة سياسية للحكومة الحالية؟
  • نحن لا نمثل أبوة لهذه الحكومة، نحن حاضنة سياسية لها. فقوى الحرية والتغيير هي من قام بتشكيل الجسم المدني في مجلس السيادة وتشكيل مجلس الوزراء وبالتالي هي شبيهة بالحزب الحاكم.
  • هل أنت مهيأ نفسياً للانتقال من زعيم سياسي معارض إلى قيادي في حزب أوائتلاف حاكم؟
  • هذا سؤال شخصي أم عام؟
  • هو سؤال شخصي طالما كان عن تهيئة نفسية؟
  • القضية ليست شخصية، القضية قضية حزب ومكونات سياسية. وبالطبع الانتقال من المعارضة للسلطة ليس عملية سهلة سيما وأن هذه المعارضة لم تدم فقط لـ (30) عاماً فنحن حكمتنا قوى ديكتاتورية لمدة (53) عاماً وظللنا نقاتل في هذه الأنظمة من عبود إلى نميري والإنقاذ. والفترة الأخيرة عانى فيها الشعب الأمرين، فهي ليست موجهة لشخص أو لحزب وانما موجهة لكل الشعب، فكل الشعب كان يعيش في حالة معارضة للنظام القديم والآن هو في مرحلة انتقال من المعارضة لشعب صاحب سلطة، نحن لا نريد السلطة للأحزاب وإنما نريدها لكل شعب السودان يمارسها عبر منظماته المتنوعة وعبر تواجده من أصغر وحدة إدارية إلى أعلى وحدة إدارية.. نريد أن نمكّن الشعب من السلطة، وهذه أكيد تمر بمرحلة انتقالية من عقلية ونفسية المعارضة إلى عقلية ونفسية البناء لسلطة وطنية هي سلطته.
  • هل تشعرون أن السيد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك ملتزم بميثاق الحرية والتغيير ويرجع لكم في التفاصيل أم ربما كان لديكم تحفظ على أدائه في الفترة الماضية؟
  • هنالك فرق بين الالتزام وبين الأداء. فالجميع ملتزم، ولكن الناس يختلفون في الأداء. ونعتقد أن السيد رئيس الوزراء لا يزال يتشاور مع قوى الحرية والتغيير في الكثير من التفاصيل التي يمكن لقوى الحرية والتغيير كمكون سياسي أن تضطلع بها لأن هنالك أشياء تتعلق بجهاز الدولة وليس بالقوى السياسية.
    *طالما كان هناك تشاور.. لماذا الانتقادات من بعض القوى السياسية المنضوية تحت لواء الحرية والتغيير لأداء حكومة حمدوك ولبعض وزرائه؟
  • هذا شيء طبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وفي تقييم الأداء، وشيء طبيعي أن بعض الوزراء ينتهجون في تفاصيل العمل بعض السياسات التي لا أوافق عليها أنا في حزب البعث أو لا توافق عليها أحزاب أخرى. فنحن في ظل نظام ديمقراطي.
  • لاحظ البعض أن بدايات حكومة حمدوك أشبه بنهايات حكم البشير.. وهناك من لا يشعر بوجود للدولة ويرى أن هناك ارتخاء في الأمن وارتفاع في الأسعار؟
  • هذا شيء طبيعي في مرحلة الانتقال من دولة إلى دولة، وفي الأنظمة الديمقراطية المستقرة في كل العالم عندما تجري انتخابات وتفوز كتلة يكلف رئيس الوزراء ويعطى شهراً حتى يشكل حكومته، لمجرد تشكيلها، ولا توجد حكومة في الدنيا تحاسب على أدائها في شهرين، وهذا عمل قوى الثورة المضادة فهي تريد بقدر الإمكان نقد النظام البديل لها والذي قام على أنقاضها خوفاً من أن يتمدد هذا النظام ويحاسبها على فسادها وإجرامها وعلى ما ارتكبته بحق السودان كبلد وبحق شعب السودان.
  • الآن هل هناك هارموني بين قوى الحرية والتغيير ومؤسسات الحكم المختلفة، ودعني أشير لك للموقف من المحكمة الجنائية، فإبراهيم الشيخ قال إن قوى الحرية جميعاً مع تسليم البشير وسبق للبرهان أن أكد محاكمته في الداخل، و حمدوك قال إن هذه قضية قانونية؟
  • لا يوجد إشكال، هي وجهات نظر متعددة. والجنائية تتدخل في أي بلد إذا فشل القضاء في البلد في محاكمة الجناة، وإذا فشل نظام السودان الجديد في محاكمة البشير وغير البشير من المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، فمن الطبيعي أن تطالب المحكمة الجنائية الدولية باستلامهم. ولكن إذا نجح القضاء السوداني في محاسبة البشير على ما ارتكبه من جرائم، فالمحكمة الجنائية الدولية في هذه الحالة لا تتدخل، لأنه حسب نظامها الأساسي هي تتدخل عندما يفشل القضاء في بلد ما في محاكمة من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
  • ماهو رأيك أنت الشخصي في هذه القضية، وهل بالضرورة متفق مع ما قاله إبراهيم الشيخ؟
  • أنا لا أتحدث عن رأي شخصي وإنما عن رأي حزب وأوضحته الآن.. فإذا نجح القضاء السوداني في محاسبة البشير فلا تستطيع الجنائية الدولية أن تتدخل.
    *هل تريد أن تقول إن الأولوية للقضاء الوطني؟
  • نعم.
  • إذن كيف يمكن أن تكونوا متفقين في الحرية والتغيير على تسليم البشير للجنائية الدولية وتقولون إن الأولوية للقضاء الوطني؟
  • هذا أصبح جدلاً يا أستاذ، وأنا أوضحت لك وجهة نظرنا.
  • أيهما الأقرب برأيك.. أن تتقلص الفترة الانتقالية أو تمدد ربما؟
  • الأقرب أن نلتزم بما نصت عليه الوثيقة الدستورية.
  • هل هناك أي احتمال لقيام انتخابات مبكرة كما توقع بعض المراقبين؟
  • حسب الوثيقة الدستورية حددت الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.
    *بعض مناصري الحرية والتغيير دعوا للاستعداد لانتخابات مبكرة وللخطة (ب) كما تعلم؟
  • هذا ليس رأي الحرية والتغيير، وأنا غير مستعد لمناقشة كل الآراء التي تُطرح في الساحة من هذا الحزب أو ذاك، وملتزمون بالوثيقة الدستورية وبميثاق الحرية والتغيير.
    *كيف تقرأ السياسات الخارجية للحكومة الانتقالية فهناك اتهامات لها من البعض بأنها تميل لمحور على حساب المحور الآخر؟
  • هذا جزء من دعاية الثورة المضادة وهنالك محاولات للتشكيك وإحباط وتضليل الشعب وإشعاره بأنه بعد نضال (30) عاماً وانبثاق سلطة انتقالية نتيجة لهذا النضال الممهور بدماء الشهداء بأنه لم يأتِ بالسلطة المنشودة.. ومِن من يصدر؟، فأنت كصحفي دائماً تسأل عن مصدر الخبر أو القول، فهذا مصدره الثورة المضادة وهو شيء طبيعي أن تحاول أن تشكك وتحرج النظام خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لأنها عملية ترتبط بالمصلحة الوطنية السودانية، والرد من السلطة الانتقالية إننا نلتزم في علاقاتنا الخارجية بمصلحة السودان العليا، فأينما تحققت هذه المصلحة تتوثق علاقتنا. فالسياسة الخارجية للسودان تلتزم بمصالح السودان وليس بأي شيء آخر، وإذا كان هنالك شيء آخر نلتزم به فهو الوقوف مع القضايا المبدئية مثل قضية فلسطين، يعني إذا عرض علينا الكيان الصهيوني مساعدات ودعم للسودان فهنا لا يمكن أن نقول إن مصلحتنا هي أن نمشي مع الكيان الصهيوني لأن هذه قضية مبدئية وأخلاقية.
  • ألا تزعجك إشارة بعض المحللين أن وجود حزب البعث والحزب الشيوعي السوداني في الحاضنة الداعمة لهذه الحكومة قد يعرقل خطوات اندماجنا في المجتمع الدولي، فهم يعتقدون أن الإسلاميين ربما كانوا (أرحم) بالنسبة لهم منكم؟
    ضحك قبل أن يقول:
  • الإسلاميون جُرِبوا على مدى ثلاثة عقود ووصلنا إلى ما وصلنا إليه. رحمة الإسلاميين في باطنها العذاب الذي حل بشعبنا على مدى ثلاثين عاماً، فنحن البعثيين والشيوعيين وغيرهم من قوى اليسار ليست في صدارة المشهد الآن فنحن جميعاً مع كل القوى الاتحاديين والناصريين والمهنيين والتجمع المدني إلخ.. نلتزم ببرنامج محدد متوافق عليه، وليس لدينا كبعثيين وليس للشيوعيين صوت أكثر من أصوات الآخرين سواء في المجلس القيادي أو في التنسيقية أو في مؤسسات قوى الحرية والتغيير، بل هناك بعض الأصوات أعلى من أصواتنا.
    *ولكن الجميع يعلم أنكم الأكثر تأثيراً ولذلك يتخوف الغرب من أن يكون لديكم وجود قوي؟
  • إذا الغرب عنده تخوفات فنحن يهمنا مستقبل بلدنا وتحقيق أهدافنا في مرحلة توافقنا فيها مع قوى وطنية سودانية واسعة جداً، وإذا طرحنا خطاً أو مواقف تعوق الفترة الانتقالية أو مصلحة السودان الخارجية ففي هذا الوقت يمكن أن نُساءل، لكن نحن الآن ملتزمون ببرنامج وطني عام طوال الفترة الانتقالية وملتزمون بميثاق الحرية والتغيير وبتنفيذه وبمصالح شعبنا.
    *آخيراً سيد علي.. أصيب الناس في الأيام الماضية بشيء من الإحباط عقب تجديد الرئيس الأمريكي ترامب لحالة الطوارئ المفروضة على السودان، فكيف تقرأ هذا التطور في ظل الوضع الجديد وهل تتوقع أن يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريباً؟
  • طبعاً، لو كانت الإدارة الأمريكية تنطلق من مواقف مبدئية لرفعت العقوبات فور سقوط النظام السابق. الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية تنطلق من مصالحها، وبالتالي نحن نعتمد على قوة الرأي الغربي أكثر مما نعتمد على الإدارات. فالرأي العام الغربي معجب ومنبهر بانتفاضة شعب السودان التي التزمت بالسلمية وابتدعت أساليب في النضال واستعداداً للتضحية الممهورة بدماء الشهداء مما جعل العالم كله يعبر عن إعجابه بشجاعة شعب السودان وانضباطه بل ويصف انتفاضة شعب السودان بأنها انتفاضة ذات توجه حضاري غاب حتى في الانتفاضات بالغرب المتحضر.
    *تبدو غير متفائل برفع الإدارة الأمريكية للعقوبات؟
  • بالعكس، أنا أقول إننا نعول على الرأي العام الغربي في ضغطه على إدارته لرفع العقوبات عن السودان.
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.