حاطب ليل ||د.عبداللطيف البوني

ميتة وخراب ديار

شارك الخبر

(1 )
سياسة التحرير الاقتصادي كفكرة أصبح من المستحيل رفضها ليس لانها الخيار الافضل بل لان القوى العالمية المسيطرة ترفض التعامل بغيرها وهذا لا ينفي أن لها مزايا تشجيعية ولكن في نفس الوقت لها متطلبات لا بد من الايفاء بها حتى تنجح ومن أهمها الشفافية ووقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الشركاء الاقتصاديين وفوق هذا لا بد من ادارة ناجعة وتشريعات منضبطة لاتتضارب الولائية مع القومية فيها ولا المحلية مع الولائية ويبدو اننا في السودان وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي وقعنا في سياسة التحرير الاقتصادي (بى راسنا) ودون أي مقومات فخرج الاقتصاد من قبضة الدولة ليقع في أيدي أنانية, عابثة, عاجزة في ظل سياسة دولة متسلطة ثم ظهر البترول فتحولت الدولة إلى ريعية فأهملت كل الموارد الاخرى ثم خرج البترول فكان ما كان وحدس ما حدس.
(2 )
اها اليوم العلينا صادراتنا لاتغطي ربع فاتورة الاستيراد واجزم بان كل العجز ليس مرده لقلة الصادرات انما يرجع الى ان هذه الصادرات منهوبة ومضروبة بفعل فاعل ولاثبات ذلك الامر لايحتاج الى درس عصر فاسالوا وزارة المعادن كم تنتج البلاد من الذهب ثم اسالوا بنك السودان ماهي حصيلة عائد الذهب لتروا الفرق . اذهبو لموانئ البلاد واقرأوا من السجلات الرسمية أعداد الماشية التي تم تصديرها الى السعودية ثم اذهبوا الى ميناء جدة لتروا أعداد الماشية التي وصلت هناك لتروا الفرق المهول , اذهبوا لتشاد والنيجر و نيجيريا لتروا صادر الصمغ العربي ومن شجر الهشاب في بلاد ليس فيها الا صمغ الطلح مش كدا وبس كمان الحكاية جابت ليها جلود . اذهبوا للمشاريع الزراعية السودانية واحسبوا ما انتجت البلاد من القطن المحور في العام الماضي ثم اذهبوا للمحالج واحسبوا ما تم حلجه واحسبوا ما تبقى لتروا كمية الصادر ثم اذهبوا لبنك السودان لتروا الحصيلة . في اليوم العلينا دا السمسم السوداني يسجل أعلى الاسعار العالمية لبياضه ولكنه قابع في الاسواق المحلية لارتفاع سعر المحلي وتعالوا بعد شهرين تلاتة لتروه في حلاوة سمسمية قادمة من الخارج اما الجمال فلاداعي لان حمدها في بطنها الغريقة.
(3 )
قبل سياسة التحرير وريعية الدولة كانت الصادرات تدر الدولارات ذي الترتيب لان الدولة كانت مسيطرة على الرئيسية منها فكانت هناك شركة الاقطان وكانت مؤسسة تسويق الماشية وكانت شركة الحبوب الزيتية وفي الاسواق المحلية كانت البورصات شغالة تش اها تعال شوف بعد التحرير اخذ كل من هب ودب يحمل سجلا تجاريا للصادر وملأ الجوكية الدنيا وبالمقابل فوضى في الاسواق المحلية ومضاربات وجهات رسمية اكرر رسمية تشتري بأعلى الاسعار وتبيع برماد الدولارات التي لا يشمها بنك السودان قدحة اذ تشترى بها (حاجات تانية حامياني) وتباع للدولة باسعار خرافية لتكون الحكاية (ميتة وخراب ديار) من الاخر كدا ايها الناس اعيدوا الصادرات الرئيسية لسيطرة الدولة (كما تفعل اثيوبيا الآن ) ونظموا الحكاية ثم ارجعوا لسياسة التحرير لمن تبقوا قدرها وفكونا من لعبة تجار اجانب وحرامية وطنيين دي

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.