الطريق الثالث – بكري المدنى

الحل في الحل !

شارك الخبر
  • ما الذي يمكن أن يخسره الوطن بحل المؤتمر الوطني؟ بل ما الذي يمكن أن يخسره أعضاء المؤتمر الوطني انفسهم بحل المؤتمر الوطني؟! وما الذي يمكن أن يخسره الإسلاميون على امتداد تنظيماتهم السياسية القديمة والجديدة من حظر نشاط قدامى المشاركين في سلطة الإنقاذ إن طبق قرار العزل السياسي؟!
    • في تقديري ليس هناك خاسر بهذا القرار إن استثنينا ثلة من المتنفذين السابقين على مستوى المؤتمر الوطنى والدولة إن صح قرار العزل وفيما عدا ذلك فالأغلب كاسب بهذا القرار فالحكومة تكسب به رضى دوليا واقليميا ومحليا ومتوقع أن يعود هذا الرضى على البلاد بإيجابيات سياسية واقتصادية وهو المطلوب في الفترة الانتقالية وان كان على الحكومة في ذات الوقت أن تتوقع ألا يكون لحالة الرضى مقابل مادي على الأرض من قبل الأصدقاء والأشقاء وحتى المغتربين والمهاجرين وانه قد يتعين عليها وحدها في الآخر إنجاز الملفات كلها او الاستعداد للرحيل المبكر!

*يجب ألا تعد الحكومة ما حدث مؤخرا أيضا إنجازا كبيرا فهو ليس كل شيء لكل شخص فالمؤتمر الوطنى تم حله او لا فلقد أصبح جزءا من التاريخ بالنسبة للكثيرين ودولته العميقة (المفترضة) لم تفعل شيئا قبل حله ولن تفعل شيئا بعده والتحدي الأكبر الذي يجب أن تنجزه ولا تتهرب عنه حكومة قوى الحرية والتغيير بمثل هذه السياسات والإجراءات هو (القصاص والاقتصاد)!

  • بالنسبة للإسلاميين وهم المعنيون بقرار حل الحزب الحاكم (السابق) او حتى حظر قياداتهم التي تولت مسؤولية إدارة الحزب والدولة لثلاثة عقود مضت دعونا نراجع إيجابيات هذا القرار مقارنة بسلبياته إن وجدت!

  • درج الإسلاميون على تغيير لافتاتهم الحزبية وأسماء تلك اللافتات عبر العهود ووفق متطلبات المرحلة منذ جماعة الإخوان المسلمين فجبهة الميثاق الإسلامي والجبهة الإسلامية القومية وأخيرا المؤتمر الوطني وان كان حل التنظيمات الأولى وتغيير لافتاتها قد تم بإرادة ذاتية فإن حل الأخير (المؤتمر الوطني) بيد آخرين إن اكتمل سيكون (خير وبركة) على الأعضاء والأفكار لأجل مراحل قادمة!

  • لن يجد خطاب المؤتمر الوطني في الحاضر آذانا صاغية وان خرج مطالبا بالقصاص لشهداء الثورة وبمحاسبة المفسدين واغلق لذلك الشوارع بالمتاريس ولن تكون للحزب حظوظ في الحاضر او المستقبل القريب برسمه واسمه القديم كالتي كان يجدها في السابق وهو حزب السلطة والحظوة فلقد انفض أصحاب الساعة!

  • المنطق طبعا أن يرفض المؤتمر الوطني قرار الحل وان ترفض قيادات الإسلاميين العزل إن تم ولكن يجب ألا يتجاوز ذلك حدود المقاضاة القانونية التي تحفظ ماء الوجه وإن تم تأييد قرار الحل بالقضاء فلا بأس من حزن به أشبه بالحزن الذي يعقب قرار محكمة الأحوال الشخصية والتي تفصل بالطلاق بين زوجين فشلت حياتهما وفشلا أن يضعا لها نهاية!

*ما يجب على شباب المؤتمر الوطني وكافة شباب التنظيمات الإسلامية فهمه أن قرار الحل والعزل ليست معركتهم فلا مصلحة لهم في استمرار الحزب والقيادات القديمة التي تسببت في الهزيمة ومصلحتهم الحقيقية في الجديد اسما ومعنى ومبنى وان كانت للاسلاميين معركة حقيقية مع قوى اليسار وحكومتهم فإن خوض هذه المعركة باللافتات القديمة والقيادات التاريخية تكرار للهزيمة وخوضها لا يكون بالحماسة وانما بالسياسة ومكسب السياسة بالنقاط أبقى من المكسب بالضربة القاضية ولهم في (الإنقاذ) ذكرى وعبرة !

  • إن كانت غاية الإسلاميين اسقاط الحكومة الحالية باعتبارها حكومة يسار فسوف يعطيها التحشيد والتهريج والمعارضة عمرا اطولا ومسكنات للاستمرار، ومن يقل بغير ذلك من الإسلاميين فهو (طابور سادس) والطابور السادس هو من يتبنى ليهدم وليس يبني وان لم يكن يدري!

*هذي بعض من إيجابيات الحل والعزل بالنسبة للإسلاميين والسودانيين معا ولا أعرف له سلبيات سواء بالابقاء على المؤتمر الوطني حزبا أم منح القيادات القديمة تنفيذية وتنظيمية فرصة أخرى في العمل العام!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.