المتحدث باسم وفد الوساطة الجنوبي ضيو مطوك لـ(السوداني): جوبا مؤهلة أكثر من أيّة دولة في الإقليم لاستضافة فرقاء الأزمة في الشمال

حوار: سوسن محجوب

من المقرر أن تنطلق غدًا الثلاثاء جولة المفاوضات الثانية بين الحكومة والحركات المسلحة بعد أن تم تأجيلها في وقتٍ سابق من قبل وساطة دولة جنوب السودان، ورغم إعلان الجبهة الثورية والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عن جاهزيتها لبدء التفاوض إلا أن المخاوف تجاه مستقبل السلام لم تتبدد بعد، المشفقون على جوبا يرون أن مهمتها شاقة وتحتاج لتفويض إقليمي ودولي يمكنها من إنجازها، فيما يرى آخرون أن جوبا غير مؤهلة في ظل واقعها المماثل لشمالها بأن تكون وسيطًا، (السوداني) طرحت هذه الأسئلة على المتحدث باسم وفد الوساطة الجنوبي وزير الطاقة والسدود ضيو مطوك الذي زار الخرطوم مؤخرًا.

*هل أكملت جوبا ترتيباتها للجولة القادمة؟
– نعم نحن نجري مشاورات واسعة مع الأطراف كافة لانطلاق الجولة في الفترة المقبلة خاصة بعد قمة الإيقاد الأخيرة التي أمنّت على جوبا كمنبر لاستضافة الفرقاء السودانيين.
* البعض يرى أن جوبا غير مؤهلة لاستضافة المباحثات ولديها ذات واقع السودان الشمالي؟
– جوبا مؤهلة أكثر من أيّة دولة في الإقليم لاستضافة فرقاء الأزمة في الشمال، عندما كنا نبحث عن السلام هرعنا إلى منابر إقليمية ودولية كثيرة جدًا لكن لم نصل إلى أيّ اتفاق إلا بعد أن جئنا لمنبر الخرطوم حيث وصلنا إليه في غضون يوم فقط، وهذا دليل واضح أننا السودانيون أدرى بمشاكلنا، لذلك أقول إن جوبا أكثر دولة مؤهلة للتوسط في أزمة السودانيين، والحركات المسلحة كانت صريحة وواضحة ولم نسمع منهم مثل هذا القول، حتى الذين كانوا يقولون ذلك، تراجعوا الآن، وأجمعوا علينا ونحن قادرون على تحمل هذه المسؤولية.
* لحركة العدل والمساواة رأيٌ آخر؟
– أبداً، هذا غير صحيح، العدل والمساواة أتت لجوبا ووحدوا صفوفهم تحت راية الجبهة الثورية وقد حدث هذا في جوبا، والذين يعترضون على جوبا هم من خارج إقليم الإيقاد.
* من هم؟
– أطراف دولية بعيدة جدًا.
* لماذا؟
– ربما لديهم أجندات هي ما تدفعهم لقول ذلك، كل الإقليم أجمع على جوبا.
* هل طُرحت تشاد والإمارات كمنابر بديلة؟
– هذا غير حقيقي، هؤلاء (شركاؤنا الحقيقيون) وهم يدعموننا بكل قوة بحيث ينطلق سلام السودان من جوبا.
* هل تلقيتم تفويضاً من الاتحاد الأفريقي؟
– الاتحاد الأفريقي وبعثة اليوناميد أجروا معنا العديد من اللقاءات من أجل توحيد الجهود حتى نعمل معًا، ونحن نقدر دور يوناميد لأنهم متواجدون في الأرض لنحو 8 سنوات وهذا يؤهلهم للمساعدة في عملية السلام في الجنوب، ونعتقد أنهم شركاء، نعمل معهم حتى نأتي بالسلام، التقينا بالأمم المتحدة وتفاكرنا معهم حول طرق التعاون لإنجاز عملية السلام، وقدمنا الدعوة لهم للحضور قبيل وصول الأطراف في جوبا وسنواصل معهم النقاش مستقبلاً.
*إذًا أين الوسيط ثامبو أمبيكي؟
– الاتحاد الأفريقي ليس أشخاصا هو مؤسسة يذهب الأشخاص ويبقى الاتحاد وبما أنه غائب عن الساحة الآن لكن الاتحاد كجسم يشكل حضورا وموجودا تحت قيادات وعناصر مختلفة وأشخاص مختلفين.
* هل تم إعفاؤهُ من منصبه؟
– نحن الآن نتحدث عن عملية سلمية جديدة، ونعلم أن هناك تغييرا أدى لزوال النظام الذي كان يتوسط فيه (أمبيكي)، فالأوضاع الآن جديدة وهنالك قوى سياسية جديدة في الساحة السودانية تريد السلام لذلك رأينا نحن في جنوب السودان أولى بالتوسط في هذه القضية، والأحداث التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية تثبت مقدرتنا على ذلك حيث تمكنت أطراف الأزمة من التوصل إلى اتفاق في فترة وجيزة أقل من شهر عجز عنها (ثامبو) في أكثر من سنوات من بينها وقف العدائيات وفتح الممرات للأغراض الإنسانية، وهذا ليس (صدفة)، بل نتاج لظهور عناصر جديدة أحدها التغيير الذي حدث في السودان وأدى لظهور تيارات جديدة، والثاني دخول جوبا كوسيط.
* تقاربكم مع بعض الحركات يشكك في حياد المنبر؟
– نظرتنا للسودان كبيرة وأشمل ننظر إليه كبلدنا وأيّ (تحريكة) في البيت السودان نعتبرها (تحريكة) للجنوب بالتالي نتجاوز العلاقات الشخصية التي تربط أحيانا بعض العناصر، وننظر لهذه القضية بأنها (سودانية) وأكبر من العلاقات أو التنظيمات أو القيادات السياسية الموجودة في الساحة.
*هل يساعدكم الوضع في إنجاز المهمة؟
– نحن كدولة نعتقد أن مسألة التفاوض مقدور عليها وجنوب السودان قادر لاستضافته التجربة السابقة، والاجتماعات التي تمت في الفترة الماضية تؤكد أننا جديرون، لكن ما أشرت إليه حقيقة، لدينا ضائقة اقتصادية لكن ذلك لا يمنعنا من استضافة المحادثات لأن الاستقرار في السودان سيرفع عنا هذه الضائقة المعيشية ويخلق موارد جديدة بالنسبة للجنوب حيث تكون هناك مشاريع مشتركة بين البلدين، والاستقرار يعني إيقاف الحرب نهائيًا، وعودة النازحين واللاجئين الموجودين في الشمال، وافتتاح الحدود والمعابر المغلقة الآن، وهو ما أدى إلى ذهاب رؤوس الأموال لمناطق أٌخرى، فالسلام يمنحنا فرصة لعودة تلك الأموال، لذلك لابد أن(ننفق) له حتى ولو مبالغ (ضخمة جدا)، السلام استثمار مهم جدًا وواجب لجنوب السودان.
* هل أخطرتم الأطراف بموعد الجولة؟
– نعم، قدمت الدعوات مُنذُ وقتٍ باكر للحركات واستلمنا فعلا (كشوفات المفاوضيين) من بعض الأطراف.
* هل وافق الجميع على الحضور؟
– نعم جميعهم أبدوا الموافقة عدا زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد نور ونحن أيضًا في اتصال مستمر معهُ ونتمنى أن ينضم للجولة.
* كيف تجري اتصالاتكم معه، وهل يُمكن أن يلتحق بالجولة؟
– نتمنى ذلك لدينا اتصالات، وعبد الواحد ظل يتمنى أن تكون جوبا وسيطا ولكن من حقه دراسة الاتجاه الذي تسير فيها المفاوضات بل والاتجاه الذي تسير فيه العملية السياسية برمتها في السودان، لكن نحن ندعوه ونرجو أن ينضم إلى الجولة القادمة.
*هل سيواصل عقار والحلو التفاوض منفصلين أيضًا؟
– التجربة الماضية أثبتت أن (حلم) توحيد الحركة مرة أخرى هو حلم غير (حقيقي) بالتالي نحن أسرعنا في الترتيبات والإجراءات بحيث يجري التفاوض مع هذه الكتلة في مسارين مختلفين، ونحن كوساطة واجبنا أن نصل لسلام، ونحاول بقدر الإمكان أن يكون هناك تنسيق في بعض القضايا التي يكون فيها نوع من التقاطعات بين الطرفين بحيث نصل لاتفاق يضمن التنفيذ.
* وجود مسارين مختلفين ألا يؤدي لخلافات مستقبلية فيما يتعلق بتقاسم السلطة؟
– المحاصصة ليست (همًا كبيراً) للجميع بمن فيهم الحكومة السودانية، ورغم ذلك هذا صحيح إذ أنهُ من الطبيعي أن يجد كل طرف نفسه في مرحلة التنفيذ إذ ان الحكومة أهلية، ولكن لا أرى أن الأطراف (متعسفين) تجاه أيّ محاصصة ولم أر أن هناك مطالبات وهذه محمدة كبيرة جدا نعزوها للحكومة الانتقالية وللحركات التي جلسنا معهم بجوبا ونحن كوساطة، الهم الأول لنا الاستقرار وإعادة الأمن في السودان وإذا حدث استقرار ستكون هناك انتخابات عامة بالتالي يجد كل طرف ما يريده.
*ماذا بشأن المجتمع الدولي وأصدقاء السودان؟
– قدمنا لهم الدعوة ونتمنى أن يحضر كل أصدقاء السودان ونوجه لهم الدعوة عبر منبر الصحيفة ونقول لهم مشاركتكم ضرورية جدًا ونقول لهم أنتم أصدقاء السودان (ضعوا يدكم) معنا حتى نحقق السلام في السودان.
*غاب (مني) وجبريل في آخر جولة مما يشير لعدم رضاهم عن المنبر؟
– هذا غير صحيح، كلاهما متواجدان، جزء منهم وتنظيماتهم وقعوا على إعلان جوبا، وهؤلاء قادة تنظيمات، ليس بالضرورة أن يكونوا متواجدين على طاولة التفاوض، لديهم مفاوضون تم تكليفهم، ورغم ذلك كانوا متواجدين في جوبا من أجل الإشراف ومن أجل التشاور مع الوساطة.
* ما هي أجندة الجولة القادمة؟
– بعد أن استغرقنا زمنا طويلا جدًا في ترتيب البيت الداخلي من حيث إجراءات الوساطة، وخلق ما يسمى بالمسارات، الجولة القادمة ستكون معظمها لمخاطبة القضايا الأساسية ونتمنى أن يكون هناك اختراق حقيقي بحيث تنتهي هذه القضية في أقرب وقت.
* ماذا عن مسار دارفور؟
– الآن في منبر جوبا توجد أربع حركات مختلفة، يعملون على التنسيق والتشاور مع بعضهم البعض ويحاولون الآن تكوين وفد موحد للتفاوض في ملف دارفور.
* لم يتم تكوينه حتى الآن؟
– تكوين الوفد عبارة عن عناصر موجودة يمكن أن تُكون الوفد وأنت (داخل على القاعة) وهو أمر لا يحتاج عادة لزمن، نحن قدمنا الدعوة للأطراف المشاركة وقبلوا وأرسلوا بعض الأفراد، وتكوين الوفود عادة يكون حسب القضية المطروحة مثلا إذا كانت (أمنية) يتم اختيار الخبراء الأمنيين.
* خلافات الثورية في زيارة وفدها للخرطوم وأثرهُ على الجولة القادمة؟
– لا أرى أيّة أزمة داخل مكونات الثورية، ما حدث هو أنه ووفقًا لاتفاق جوبا الجبهة الثورية وقعت على بند ينص على زيارة بعض قياداتهم إلى الخرطوم لإجراء المزيد من التشاور واللقاءات مع الحكومة وبعض التنظيمات السياسية بما في ذلك قوى الحرية والتغيير، لكن في مرحلة تنفيذ هذا البند شهدت بعض التنظيمات التابعة لقوى الحرية التدافع نحو الخرطوم وهو من حقهم ولكن وجودهم سواء تبع الجبهة أو قوى الحُرية لا يهزم القضية التي أتت من أجلها، نتمنى أن يلتقي الوفد المتواجد بالخرطوم بالحكومة والتنظيمات السياسية المختلفة ويلتقوا قواعدهم ويخلقوا نوعا من التفاهم الذي يحرك عملية السلام.
* التقيتم بالحكومة ماذا كانت أجندة اللقاء؟
– أتينا بغرض التشاور للجولة القادمة نريد أن تنجح لا نريد تطاولاً، القضايا معروفة ورأينا تقارب في طرح الحكومة والحركات المختلفة والخطاب واحد، عندما يتحدث البرهان عن قضايا التهميش كأنما تستمع لعرمان أو المهدي هنالك فهم مشترك بالتالي أرى أنهُ لا يوجد هامش للاختلاف، الأطراف السودانية متفقة حول تشخيص الأزمة، ما تبقى هو كيف توضع حلول لها. مهمتنا كوساطة ودورنا هو أن نأتي بهم لطاولة التفاوض بعد أن شخصوا وعرفوا مكان الأزمة وأن يصلوا لحلول وهذا يعجل بتوقيع اتفاق السلام، لا توجد أجندة لطرف ما، كل الأوراق على الطاولة والحكومة منفتحة لمناقشة كل القضايا سواء رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان أو رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أو تيم المفاوضات الموجود في جوبا، عندما تستمع إليهم وهم يتحدثون كأنما هي خطابات المعارضة، هذا ما شجعنا ونرى أننا سوف نصل لسلام في وقتٍ قريب.
* هناك تباين بين قوى الحُرية والمجلس السيادي فيما يتعلق بإدارة ملف السلام؟
-غير صحيح، الوفود السابقة كان بها تمثيل من السيادي (مدني وقوى الحرية والتغيير وعسكري)، وتمثيل من مجلس الوزراء ومفوضية السلام مكونة من المجلسين، الوفد القادم إلى جوبا في غضون الأيام القادمة سيشمل قوى إعلان الحرية والتغيير ومجلس الوزراء والمجلس السيادي بهذا التشكيل يعني أن هناك إجماعا، ونحن لا نرى أي تباين، وفهمنا أن الحكومة الموجودة الآن هي حكومة إعلان الحرية والتغيير سواء بالسيادي او الوزراء، ونحن على تشاور مستمر مع القيادات بالجهازين ونتمنى ان تشارك في الجولة القادمة إعلان الحرية والتغيير كتنظيم وليست كحكومة أو حزب حاكم.
* هل أخطروكم بمشاركتهم؟
– لم نستلم أسماء الوفود المشاركة من قوى الحرية لكن الاتجاه هو أنها سوف تشارك لكننا لم نلتق بهم.
*ما هي عقبات تأجيل حكومة الفترة الانتقالية بجوبا؟
– لا توجد أيّة عقبات جوبا في استقرار منذ عام ونصف العام (18) شهرا لا صوت للبندقية، والتأخير عائد لبعض بنود الاتفاقية التي تنص على إعادة دمج وترتيب القوات النظامية قبل إعلان الحكومة في ظرف (8) أشهر، وكنا متحمسين لذلك لإعلان الحكومة وتوحيد الصفوف ولكن للأسف اكتشفنا أن ذلك كان مجرد (أحلام) وليس واقعا، من الصعب ان تتم عملية التدريب والإسناد، من يعملون في هذه الملفات الأمنية يعرفون أنه ليست من السهل تدريب(80) ألف جندي في فترة(8) أشهر هذا مستحيل، وهذا الأمر أخذ معنا فترة طويلة للوصول لهذا الهدف، واجتماع الإيقاد الاخير في (عنتيبي) بمشاركة رؤساء يوغندا والجنوب ورئيس المجلس السيادي قرر مد الفترة لـ(100) يوم أخرى من أجل تدريب القوات اللازمة لتكوين الحكومة الانتقالية.
* إذًا ما آخر التطورات؟
-شرعنا في هذا الأمر، وفي تشكيل الآليات اللازمة لذلك، ودفعنا الأموال المطلوبة من أجل تجميع القوات وتدريبها، ونتمنى ان تتحرك هذه العملية في غضون الفترة المقبلة ويتم تكوين الحكومة وفق ما هو متفق عليه .
* سحب السفير الأمريكي وتداعياته؟
– طبعا هذه هي السياسة الخارجية الأمريكية، لديهم الحق فيما ذهبوا إليه في استدعاء السفير وسحبه، والحق ايضا في طرح التساؤلات لبعض القضايا التي يرون أن لديهم مصالح فيها بالجنوب، نحن كدولة لسنا منزعجين، في العرف الدبلوماسي هو أمر اعتيادي جدا، لكن نحن مؤمنون بشيء واحد وهو ان السلام في الجنوب يخصنا ونحن ماضين في ذلك سواء كانت هناك ضغوط أم لا، هذه مسئوليتنا نحن أمام (الوطن وربنا).
* تجنيد (10) آلاف جندي الآن لصالح سلفا؟
– هذه شائعة، لا يوجد تجنيد منذ توقيع الاتفاق أوقفنا التجنيد ولكن كان هناك استيعاب للقوات، عندما خرج د.مشار في العام 2016، هناك قوى كبيرة جدا بقيادة الجنرال تعبان دينق ظلت متواجدة في معسكرات لم يتم دمجهم في الجيش الوطني الجنوبي، هذه العملية استمرت والحمد لله تم دمجمهم وصاروا جزءا من الجيش الوطني الآن.
* توقف صادر النفط الجنوبي عبر بورتسودان؟
– لا توجد أيّة عقبة تمنع ذلك كل ما حدث هو ان السيول والأمطار التي ضربت الجنوب ودول الإقليم أدت الى تعطيل بعض الآبار والآن جارٍ العمل لإعادة تشغيلها، لكن هذا التعطيل ليس بفعل شخص بل نتاج لعوامل طبيعية، نحن بلد واحد والاستثمار في النفط سوف يتواصل ومؤخرًا تم تمديد اتفاق تصدير النفط الجنوبي عبر ميناء بورتسودان.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.