قال إن تفاوض العسكر والمدنيين جنَّب البلاد خيار “حديد لاقى حديد” المهدي في “الجزيرة أبا”.. رسائل في بريد الثورة بدا زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي خلال زيارته أمس الأول الجمعة لمحلية (الجزيرة أبا) بولاية النيل الأبيض على رأس وفد رفيع من قيادات حزبه، قلقًا على الفترة الانتقالية، معلنًا كذلك عزمهُ مواصلة الزيارات التي ابتدرها عقب تشكيل الحكومة الانتقالية إلى كل ولايات البلاد لاستنفار من وصفهم بحماة الحق لحماية الفترة الانتقالية من أيدي الطامعين والمتآمرين، حيث أبدى المهدي حرصه على إنجاح الفترة الانتقالية وحمايتها والتصدي لكل مهددات الحكومة الانتقالية التي تشكلت بناء على توافق كافة مكونات الثورة السودانية. اللافت في حديث المهدي أنه خلا من طرح خيار الانتخابات الذي كان يردده في أوقات مختلفة.

الخرطوم: شهدي نادر

حماة الحق
المهدي بدأ حديثه مختلفًا عما كان يردده في أوقات سابقة وتلويحه بخيار الانتخابات المبكرة حال فشل الفترة الانتقالية لقطع الطريق أمام ردة العودة للانقلابات العسكرية، لكنه أكد خلال مخاطبته حشدًا جماهيريا من عضوية حزبه وطائفة الانصار بميدان السرايا بالجزيرة أبا أنهم يدعمون حكومة دولة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وسيعملون على إنجاحها لجهة انها حكومة توافقت عليها كل مكونات الثورة السودانية من الاحزاب والكيانات الفاعلة في الثورة والعسكر، مشيرًا إلى أن زياراته للولايات تأتي في اطار استنفار من وصفهم بحماة الحق، لتجهيز القواعد لحماية الفترة الانتقالية، وزاد “الطامعين على السودان كتار ونحنا جاهزين”، قبل أن يعلن انطلاق مشروع التأسيس الرابع لحزب الأمة والتأسيس الثاني لهيئة شؤون الانصار في اطار النفرة الاستثنائية.
تحذير الخارج
الصادق أرسل مناشدات مصحوبة بتحذير للعالم وللدول العربية ممن وصفهم بأشقاء السودان للتحرك ودعمه، مطالبًا إياهم بالاستثمار في السودان وإقامة مشروع “مارشال” تنموي لدعم السودان بعيدا عن التوتر وبعيدا كذلك عن الاستقطاب، في اطار تحقيق التكامل الاقتصادي بين شطري البحر الأحمر، كما دعا الاسرة الدولية إلى تغيير النظرة إلى السودان من علاقة صداقة مع السودان إلى دعم السودان ودعم عملية السلام في السودان ليتحقق الاستقرار، لافتا إلى أن اضطراب السودان سيؤدي إلى اضطراب كل دول الجوار والاقليم لجهة أن السودان إفريقيا مصغرة، وأن أي عدم استقرار فيه سيعني عدم استقرار كافة دول جواره، مبينا أن الخلافات في البلاد حلها ممكن اذا ما منحت الحقوق والسلطة والثروة لكل مستحقيها مع تضمين قضايا النازحين واللاجئين والهامش.
الطريق إلى الثورة
الإمام أكد أن ما تم حتى الآن إنجاز للمرحلة الاولى في طريق الثورة ذي المراحل الثلاث، مبينا أنه وعقب عملية سقوط النظام المباد، بدأ تفاوض بين العسكر والمدنيين وأفضى إلى تجنيب البلاد خيار “حديد لاقى حديد” عبر التوصل إلى اتفاق على الوثيقة الدستورية، لافتا إلى أن ما تم التوصل اليه خطوة مباركة جنبت حدوث صدام بين الحماسة الشعبية التي كان من الممكن أن تنفجر والحماسة العسكرية كذلك، وباهى المهدي بالثورة السودانية، وأضاف: “السودان عندو براءة اختراع في الثورات المدنية عكس كتير من دول الجوار التي تعرف ما لا تريد وتتحمس له لكنها لم تحدد ماذا تريد لذلك للأسف حين يتوه الحراك في النهاية يتولاه العسكر”، متمنيا أن تكون التجربة السودانية قدوة للآخرين، مبينا انه تبقى التوصل إلى سلام شامل وعادل وإصلاح اقتصادي كخطوة مرجوة ومن ثم العبور نحو إكمال عملية التحول بصياغة الدستور والوصول نحو الصندوق في ختام الفترة الانتقالية لقيام حكم مدني صرف.
التقدمية المؤصلة
الإمام مضى في طريق مختلف عن طرق الدعوة إلى المساومة بين قوى اليمين واليسار في السودان، حيث رمى بـ(التقدمية المؤصلة) كحل واسترسل في شرح ما طرحه أمام الآلاف التي اكتظت بها ساحة السرايا، وأبان أن اليمين جناح يتكئ على التأصيل والارتكان نحو أصل وتغليب التأصيل على التحديث عكس قوى اليسار، مبينا أن نظرتهم إلى الإسلام نظرة تجديدية و النظرة للمهدية وللنظام السياسي كذلك، مشيرا إلى انهم يسعون إلى التحالف مع الغير عبر التوفيق بين التأصيل والتحديث، مناشدًا حملة السلاح تركه، مبينا أن “السلاح حوبتو انتهت”، وتكوين احزاب مدنية واختبار شعبيتها، واما التحالف مع القوى الحزبية، لان الثورة حققتها القوى الناعمة رغم أن القوى الخشنة استنزفت النظام وأرهقته لكن في نهاية المطاف فان الجهاد المدني هو الذي استطاع أن يسقط النظام، وجزم المهدي بأنهم اول من أقر حقوق المناطق التي تشهد حروبًا إبان فترة حكمه لدرجة السخرية من حكومته ووصفها بـ”قطر نيالا”، والسكن العشوائي.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.