حاطب ليل || د.عبداللطيف البوني

في حاشية الزيارة

شارك الخبر

(1)
نستميحكم العذر أن ننحي الموضوعية جانبا عن التحليل السياسي ونبدئ عميق أسفنا لموقف بعض -أكرر بعض السودانيين- من دخول السودان في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب , فهذه القائمة لم تعد أمريكية بحتة إذ أصبحت جزءاً من أجندة إقليمية وسودانية، وتهمنا هذه السودانية فساعة فرض العقوبات أبدى ذلك البعض ترحيبه ودعمه لأبل أذكر أن أحدهم افتخر بأنهم مدوا الأمريكان بالمعلومات التي تورط السودان أكثر, وعندما أعلنت إدارة اوباما الرفع الجزئي للعقوبات في2017 انبرى ذلك البعض للتبخيس من هذه الخطوة والقول بأن البقاء في القائمة إياها هو المحك وكل ذلك لأنهم كانوا معارضين لحكومة الإنقاذ وفي سبيل تحطيمها فليتحطم كل البلد. ومن سخرية الأقدار أن المواقف الآن قد تبدلت فانبرى بعض جديد كان يشكو من وضع السودان في القائمة والعقوبات للدعاء ببقائها، ومن يدري ربما بمرور الزمن قد يسعى لرفدها بمبررات جديدة ليضمن استمرارها وهذه مسألة تستحق التوقف إذ لابد من السؤال لماذا يسعى سوداني لشيطنة بلاده من أجل دعم موقف سياسي؟ وهذه قضية أخرى
(2)
تأسيساً على الفقرة أعلاه التي تثبت الاستقطاب الحاد الذي وصل إليه الشارع السياسي السوداني، نجد الأسافير السودانية قد انقسمت في تقييم زيارة حمدوك الى واشنطون، فالبعض رآها ناجحة قبل بدايتها وليس على استعداد لتغيير موقفه حتى لو لم يقابل حمدوك أي مسؤول أمريكي وعلى أي مستوى، واكتفى بمقابلة الجالية السودانية وسمع أغنية نور بيتنا من البلبلة هادية طلسم ورجع للسودان. والبعض رآها فاشلة حتى ولو قابل حمدوك ترامب وابنته ايفكانا وأخذوه بالأحضان وخاطب الكونغرس وتم إعلان رفع اسم السودان من القائمة اللعينة وتعويضه عن الأضرار التي نجمت عن الوضع في القائمة، فكانوا سيقولون إن حمدوك باع القضية وجعل السودان ولاية أمريكية وحادي ركب صفقة القرن. إذن يا جماعة الخير أن موقف بعض السودانيين من العقوبات الأمريكية موقف رغائبي بحت ولكن مما يطمئن أن هؤلاء قليلون والحمد لله أغلبية الشعب السوداني مترعة بالوطنية وحب البلاد لكن هذه الأقلية ناشطة سياسياً وصوتها عالٍ وتعجبك أمريكا وغيرها في استغلالها ولا أحد يلومها في ذلك، إنما اللوم علينا نحن وعلى تربيتنا الوطنية التي فشلت في كبح جماح تلك القلة وهذه قضية أخرى.
(3)
لا أظن أن عاقلا كان يتوقع أن تفتح كل المؤسسات السيادية الأمريكية البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون والكونغرس أبوابها لحمدوك وتأخذه بالأحضان وتقول له أنت مختلف عمن سبقك والعقوبات هذه لا تخصك ومن هذه اللحظة السودان محذوف من القائمة السوداء. كذلك لا أظن أن عاقلا كان يتوقع أن تغلق كل المؤسسات السيادية الأمريكية أبوابها أمام حمدوك , الخارجية والخزانة والمخابرات والبنك الدولي والكونغرس وتجلسه في السفارة السودانية وتتفاوض معه عبر موظفي المراسم وتقول له في النهاية إن اسم بلادك باقٍ في القائمة بقاء الشلوخ في بعض الخدود و(الجضوم) السودانية. فالشغلانة معقدة تعقيد اتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية وتعقيد بلاوي السودان المتلتلة. فخليكم معنا إن شاء الله.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.