لأجل الكلمة || لينا يعقوب

“فوضى” المفاوضات

شارك الخبر

التوصيف الدقيق دون سخرية أو استهزاء لما يحدث في جوبا الآن، أن أي مجموعة في الخرطوم قررت المشاركة في المفاوضات، ما عليها سوى كتابة ورقتين أو ثلاث، حول مشكلة أو أزمة ما في منطقة سودانية وحبذا إن كانت في الولايات، وحمل حقائب السفر، والمغادرة إلى الجنوب الحبيب، ثم “التوهط” بكباية شاي وفنجان قهوة داخل قاعة المفاوضات..!
من يُفاوض من؟ وما هي المشاكل التي يرغبون في حلها ؟ بل أين هي الأجندة المطروحة؟ ولماذا تعددت مسارات التفاوض؟!
بعيداً عن الكلمات الافتتاحية البراقة، وعبارات “تحقيق السلام” الرنانة، التي تقال صباح مساء، ما يحدث في جوبا غريب حقاً.
الحكومة البائدة، التي عجزت عن الاتيان بسلام حقيقي، تركت مسارين للتفاوض “المنطقتين ودارفور”، أما أعضاء المجلس السيادي والحكومة التنفيذية وقوى الحرية والتغيير، فرحبت بالمشاكل وقبلت التفاوض حول الشرق والشمال وربما تقبل غداً التفاوض في الخارج حول كوستي، أو مدني أو سنار..!
في كل مرة نلمح في الصور الفوتوغرافية، شخصيات جديدة تقيم في فندق المفاوضات، فبعد أن تقسمت الجبهة الثورية وتناثرت إلى كيمان، بإمكان أي مواطن سوداني اختيار الكيان الذي يرغب بالانضمام إليه والجلوس في قاعة التفاوض..!
المباحثات الماضية، جلست الحكومة السودانية وأمام المجتمع الدولي مع ممثلين قالوا إنهم يمثلون شرق السودان، رغم أن الحكومة السابقة وقعت اتفاقية واضحة مع جبهة الشرق، وهذا الجلوس قبل أي شيء يؤكد اعتراف الحكومة السودانية بوجود مشكلة في ذلك الإقليم أو تلك المنطقة.
وإن كنا نعلم أن أسامة سعيد في الجبهة الثورية ظل ممثلاً للشرق، لكننا نرى الآن الأمين داؤود، ومبروك مبارك سليم، وغيرهما، وسيأتي آخرون من قبائل الشرق إلى جوبا، بدلاً من أن تتعجل الحكومة بالذهاب إليهم وحل مشاكلهم..!
ثم فجأة ودون مقدمات، سمعنا بكيان الشمال، المعني بمناطق الولاية الشمالية، ومعه حركة “كوش” محمد داؤود وأسامة دهب، ورغم أن جميعنا يعلم بأن الشمالية من الولايات المهمشة، لكن لم ينطق أهلها بكلمة “مفاوضات”.
وهناك قادة الحركات المعروفون أو ممثلوهم، للتفاوض حول مسار دارفور مثل جبريل إبراهيم ومني مناوي والطاهر حجر ويحيى إدريس، لكن هذا لن يمنع ما يقارب (86) حركة مسلحة من إبداء رغبتها في التفاوض.
وهناك مسار الوسط الذي يمثله التوم هجو، والذي جلس معه الوفد الحكومي في المفاوضات الماضية ويبدو أنه يتحفظ خلال هذه الجولة..ّ
ويتضح أنه لا تتوفر معايير أو شروط في مسار معين للدخول إلى القاعة، ولا يظهر أن هناك تحضيراً جيداً وأجندة مرتبة لوضع النقاط على الحروف أو تحقيق السلام العاجل المنشود.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.