الشربكا يحلها || أحمد دندش

إسراء عادل…(شن جدّ على المخدة) ؟

شارك الخبر

لحبوباتنا قديماً جملة شهيرة يطلقنها حال تغيير شخص لقناعاته فجأة، فتتكئ إحداهن على جانبها وتضع إبهامها على خدها قبل أن تردد بسخرية: (شن جدّ على المخدة). واليوم، اقتبس تلك الجملة وأنا أشاهد (الاحتفاء) المبالغ فيه بالمذيعة إسراء عادل، تلك المذيعة التي إن أخبروها قبل (عام فقط) أنها ستكون حديث الأسافير و(محتكرة منصات المناسبات الكبيرة) لما صدقت، ولأقسمت بالذي خلقها من تراب أن ذلك (حلم) بعيد المنال. ولا أدري لماذا ذكرتني قصة إسراء اليوم، بقصة أهل الكهف، أولئك الذين أفاقوا من سباتهم الطويل وبعثوا أحدهم للسوق بعملة قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وكذلك البعض مؤخراً، أولئك الذين أفاقوا من غفوتهم فجأة، وخرجوا للتبضع في سوق الإعلام بـ(درهم إسراء) الذي انتهت مدة صلاحية تداوله، لكن ما فات عليهم أن هناك عملات جديدة قد صدرت، وهي الأحق بالتداول في سوق النجومية الكبير. سؤال… ما الذي يميز إسراء عادل عن بقية المذيعات المتوفرات اليوم…؟… بالتأكيد هي ليست بثقافة نسرين النمر، ولا بحضور مودة حسن الطاغي، ولا تمتلك ربع كاريزما سلمى سيد، ولا تحظى بنسبة(١٪ ) من عفوية عفاف حسن أمين، إذاً لماذا هي (المميزة)..؟ ولماذا توكل إليها مهمة تقديم الاحتفالات والمناسبات الكبيرة، مع العلم أن هناك من هن أفضل منها بعشرات الدرجات..؟ تابعت أمس الأول احتفال (الاسبو)، وتفاجأت بأن مقدمة الاحتفالية هي أيضاً إسراء عادل، لأتأكد تماماً أننا بالفعل وصلنا لمرحلة ميئوس منها من اللامبالاة وعدم الاكتراث للمؤهلات أو المكونات الأساسية للإبداع، والدليل هو التركيز على إسراء وتجاهل صاحبات الحق الأصيل في اعتلاء المنصات والتمثيل.
أخيراً، على إسراء و(منبرشيها) قبل الهجوم علينا، أن يقتنعوا تماماً أنه لولا ظهورها في توقيع الاتفاقية بين العسكري وقوى الحرية والتغيير، لما سمع بها أحد، ولظلت تعيش في دهاليز النسيان ومتاهات التجاهل، وصدقوني، لو تم تكليف (مذيعة مبتدئة) لتقديم تلك الاحتفالية وتمكنت من تجاوز تلك المهمة بثبات، لنالت أكثر مما نالته إسراء، ببساطة، لأن تلك الاحتفالية كان يتابعها كل العالم، وكانت تمثل بالفعل (البلورة السحرية) التي تقود كل من لامسها لمصاف النجومية.
قبيل الختام:
قبل سنوات، عندما تم فصل إسراء عادل من قناة النيل الأزرق، كنا أول من انبرى للدفاع عنها، وألهبنا ظهر القناة ومديرها العام بسياط النقد، أما اليوم فنقف لنقول كلمة الحق، ونمنع مصادرة مساحات وفرص إعلاميين مبدعين في الظهور في احتفالات البلاد الكبيرة، فهم يستحقون تلك الفرص أكثر من إسراء التي أخذت فرصتها من قبل أكثر من مرة.

شربكة أخيرة:
أكثر ماعانينا منه خلال السنوات السابقة، كانت (سياسة التمكين)، وماظللت أشاهده مؤخراً من اهتمام وتركيز على إسراء هو سياسة تمكين جديدة لكنها أكثر (نعومة).!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.