الطريق الثالث – بكري المدنى

مع زمرة من الزملاء الصحفيين كنت أستمع (امس) لعضو مجلس السيادة رئيس اللجنة الاقتصادية اللواء إبراهيم جابر أثناء اجتماعه مع حكومة ولاية نهر النيل بحاضرتها مدينة الدامر.

بعد أشهر من تكوين حكومة الفترة الانتقالية وجدتني استمع لأول مرة إلى حديث مختلف ولا أدري هل ظلم إعلامنا الرجل ام انه ظلم الإعلام والرأي العام بقلة اطلالته.

اللواء ابراهيم جابر لا يبيع الوهم ولا يشتري (الخزعبلات) ولقد حدث الناس هناك حديث الواقع وضرب من الأمثال بتجارب رواندا وفيتنام ولم أسمعه يذكر ماليزيا او جزر الباهاما في هاواي !

السودان غني بالموارد واي مورد منها كفيل بإخراجه من عنق الحاجة ولكن كيف ؟! ما هي الطريقة المثلى للإفادة من الذهب -الصمغ العربي -السمسم وحتى الثروة الحيوانية ؟

للمسؤول الأول عن الاقتصاد الوطنى رؤية ولكن رؤيته تحتاج إلى جناحين للطيران لها هما شهادة دولية للمنتج الوطنى لتصديره بعد التصنيع وناقل وطني يصله إلى حدود الدنيا ولا يعود !

حديث اللواء ابراهيم جابر جعلني أطمئن الى أن هناك من يحرسون عرين السودان وينقذون مرماه من الأهداف غير المتوقعة والتى يمكن أن يتسبب فيها بعض الزملاء في مرماهم حال بعض أخطاء وزراء حكومة الفترة الانتقالية القاتلة !

صحيح الحديث وحده لا يكفي والقاعدة الأساس في أعمال رجالات الجيش (البيان بالعمل ) وهذا يعظم من مسؤولية اللجنة الاقتصادية بالمجلس السيادي ومن رئيسها اللواء ابراهيم جابر.

إن البيان بالعمل يعني الافادة من موارد السودان وتحويلها الى أرقام ومع أن هذه تبدو للوهلة الأولى مسؤولية الجهاز التنفيذي والذي يمثل الوجه المدني للحكومة الحالية الا أن تجارب شعب السودان مع الحكومات المدنية في مجالات الإنجاز تكاد تكون شبه معدومة مما يجعل التعويل على المكون العسكري في الوقت الراهن هو المأمول في الإنجاز وفي حفظ البلاد

ليس على المستوى الوطني فقط ولكن حتى على المستوى الإقليمي والدولي ترتفع اسهم المكون العسكري بشكل مستمر في المجلس السيادي الشيء يضع أمامه فرصة واحدة للفوز وليس هناك أي مجال للتعادل او الخسارة في هذه المرحلة.

لابد من بيان بالعمل ولابد من تحويل الموارد إلى أرقام ولينفذ اللواء ابراهيم جابر ما عليه بأمر الشعب الذي لجأ للقيادة العامة طلبا للنجاة بالبلاد.