بدون ألوان: حمدي صلاح الدين

(الوزيرة الساحرة)

شارك الخبر

ذكرت قبلاً، في عدة مقالات، أن الوزير في كل دول العالم المتقدمة مهمته الأولى والتي يسأله عنها البرلمان دورياً هي (تنفيذ خطة حزبه التي فاز بها كبرنامج انتخابي واجب الاستحقاق) وليس من مهام الوزير، قطعاً، النجر والشتل والتجريب. لهذا يسمى الوزراء بـ(الجهاز التنفيذي) لأن مهمة الوزراء هي تنفيذ برنامج موجود أصلا وليس ابتكار إلا في حدود ونطاقات داخل البرنامج المرسوم. لذلك لم يتفاجأ العالم عندما قامت تريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، بتعيين بيني موردونت وزيرة للدفاع كأول بريطانية تشغل هذا المنصب. والذي من مهامه (العمليات الاستراتيجية وعضوية مجلس الأمن القومي في المملكة المتحدة، وخطط الدفاع والنفقات، بجانب الشراكات الاستراتيجية مع الشركاء مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والسعودية وحلف الناتو إضافة إلى العمليات النووية والسياسات المرتبطة بهذا الأمر). وسبب عدم (الصدمة) او عدم (الدهشة) او عدم (المفاجأة) هو أن بيني عملت في شبابها مساعدة لساحر، قبل أن تدرس الدراما في مدرسة “فيكتوري لاند” ثم الفلسفة في “جامعة ريدينغ” اي ان لا علاقة لها بالأعمال العسكرية غير كونها أدت الخدمة وصنفت كاحتياطي في البحرية البريطانية.
إذن وزارة الدفاع البريطانية على رأسها نائب ساحر سابق وخريج دراما ذلك لان الوزير ينفذ سياسات مع خبراء ومستشارين وإلا لما بقيت بيني خريجة الدراما ومحبة السحر شهرا واحدا في الوزارة، فما علاقة السحر والدراما بالسلاح النووي وحلف الأطلسي وحرب اليمن والحرب الباردة ودسائس المخابرات وسكوتلانديارد والمكتب الخامس البريطاني.
الوزير في عهد الإنقاذ كان ينجر ويشتل يصيب ويخطئ وصك بقائه (الولاء السياسي) وليس (الكفاءة(.
يبرز السؤال: هل أعدت الحرية والتغيير برامج لوزراء الفترة الانتقالية ؟
إن كان هناك برامج جاهزة يجب أن يجتمع السيادي والوزراء لإجازتها ثم متابعة أداء الوزراء على إنجازها كل ثلاثة أشهر. وإن لم تكن الحرية والتغيير جاهزة، لا ضير، فلتعد برامجها ولتعد (مجلس الوزير) بالتطوع من مستقلين (15)عضواً لكل وزارة لدفع عملية البرامج إلى الأمام.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.