قصة شراء صحيفة السوداني. .من الألف الى الياء.

بسم الله الرحمن الرحيم

جمال محمد عبد الله الوالي

رئيس مجلس إدارة شركة السوداني

ما كنا نود للسيد محجوب عروة أن يواصل في تناوله الخاطيء وطرقه المجافي للحقيقة بشأن صحيفة (السوداني) التي اوقفتها الحكومة بناء على اتهامات جائرة يبدو أن عروة يريد أن يكون جزءا منها،بل وان يعززها رغم بطلانها.
إننا إزاء ما ظل يكتبه عروة ليحاول أن يوهم به الناس ويدعي حقا ليس له، وصحيفة لا يملكها..نود توضيح الآتي؛

*انتقال ملكية الصحيفة تمت بصورة شفافة ونظيفة، بصفقة معلومة ومشهودة لا غرر فيها ولا جهالة.
*تمت عملية الشراء بعد مساعي متواصلة قامت بها مجموعة من أسرة واقرباء محجوب عروة وبموافقته وليس غصبا عنه ولا دون علمه.
* عملية البيع من طرف عروة (البائع) كانت لسداد التزامات مالية عليه بعد أن تراكمت عليه الديون، ولفكه هو شخصيا من الحبس الذي كان يقبع فيه بسبب العجز عن السداد لدى أحد البنوك.
*تقدير السعر كان مغاليا وزاد بما يقارب ثلاثة مليارات جنيه، وتحملنا ذلك احتراما له.
* من هنا يتضح أن رغبة( البائع) كانت أكبر من رغبتي في الشراء. ولكن مراعاة وتقديرا له ولاسرته الفاضلة وافقت على شراء الصحيفة رغم أنها كانت في ذيل الصحف توزيعا وإعلانا.
* موافقتي على عملية الشراء لم تكن لإنهاء مسيرة عروة الصحفية وإنما لتشجيعه لاستئنافها من جديد؛ بدليل امتلاك اسرته خمسة وعشرين بالمئة من الأسهم ؛ وسمحنا له بالكتابة فيها بالصفحة الاخيرة.
* لم يكتف عروة بما ناله؛ بل حضر بعد مدة وطلب شراء أسهم ابنه التي منحناها له، وحدد عروة بنفسه قيمة الأسهم دون ضغوط، وقمت بالشراء.
* زاد عروة طلبا والحاحا، وزدناه تسامحا بأن تنازلنا له عن قطعة أرض مخصصة للصحيفة مساحتها الف متر، وغير خاف القيمة المالية العالية للأرض.
* ثم اننا وبعد كل ذلك سمحنا بوجود مقدر لأسرته في مواقع مميزة بشركة السوداني، في ادارة الاعلان والتوزيع، والمطبعة والإدارة العليا، وبعضهم ما زال موجودا في موقعه بالشركة يبادلنا ونبادله الاحترام.
*باع لنا عروة صحيفة السوداني بخمسة مليارات جنيه، ولكننا فوجئنا بعد استلام الصحيفة بديون أخرى عليها بعضها من تجار سيارات وأخرى من تجار سكر،قمنا بسداد هذه الديون فعلنا ذلك دون أن نجرح خاطر عروة المكسور.
* سجل عروة اشادات موثقة بشخصنا الفاني وشكر لنا ما صنعناه، هذه الاشادات وثقتها الصحافة السودانية التي كتب فيها عروة عن ذلك أو التي حاورته في هذا الخصوص،وما دار الوثائق ببعيدة، ولا ادري هل خانت عروة الذاكرة،ام خانته المروءة حتى لا يتذكر؟
* لا علاقة لي بما كان يعانيه عروة من ظلم في العهد السابق، ولا علم لي بذلك، ولكن هنا يصح سؤال عروة: لماذا التمس منا المساعدة بالشراء إذا كنا نحن من ظلمناه؟ المنطق يقول انه كان من المفترض أن يبيع السوداني لغيرنا نكاية بنا (ان كنا من الظالمين) كما زعم.
* نحن لا نمارس عملية البيع والشراء بتحريض من حزب أو جماعة ولا تشفيا من شخص، ولم تكن شراء صحيفة السوداني شيئا مغايرا لما نقوم به في العمل التجاري.
* كيف يستكثر عروة علينا القدرة على شراء صحيفة كانت في القاع، ولا يرى كثيرا عليه أن يؤسس الان صحيفة (السوداني الدولية) رغم مزاعم افقاره ومحاربته ماليا..بل ويطرح مرتبات عالية جدا للصحفيين، فإذا كان عروة يشكك في قدرتنا المالية على شراء صحيفة، فإننا لن نستكثر عليه ما استكثره علينا (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
*خرج عروة من صحيفة السوداني مصون الكرامة ، ولكنها للأسف لم تخرج منه، وظل يحن إليها بالكيد والتجريح، ومحاولة التدليس وايهام القراء عندما اتخذ لصحيفته الجديدة شعارا يحاكي به بل يحارب به صحيفة السوداني.
* لم نلجأ إلى الشكوى فيما فعله عروة بمحاولة التلبيس على علامة تجارية هي شعار الصحيفة، لأننا نراهن أن القاريء يميز.
*أن محاولة السيد محجوب عروة كسر (مجاديفنا) لن تمنح قاربه سرعة إضافية في التنافس الحر والشريف في العمل الصحفي.
* ان كتابات عروة الايحائية والتي تنضح بالغمز والاتهامات كما يفعل بعض ناشطي الاسافير سنقابلها بالصبر والاحتساب والرد وفق مقتضى البيان، ذلك ابتغاء الأجر والثواب وحسن التجاوز (فما زاد عبد عفوا إلا زاده الله رفعة).
*كنا نعتقد- وما زلنا- ان شراء صحيفة السوداني كانت صيانة لوجه اخ كريم ابن أسرة كريمة تربطنا بها صلات المودة والرحمة، وسعينا من بعد ذلك عبر الصحيفة لتقديم خدمة إعلامية مميزة واستيعاب وتشغيل إعداد مقدرة من الصحفيين والصحفيات، وتوفير فرص عمل لهم-يستحقونها-وما كان ذلك ممكنا في عهد مالكها السابق الذي كان يعاني من الديون.
* ما خاب ظني في ادارة التحرير الجديدة بقيادة الأخ ضياء الدين وفريق عمله، فسرعان ما أثبتوا جدارتهم وكانوا عند حسن الظن،فانتشلوا الصحيفة من القاع إلى القمة في التوزيع والاعلان، دون الحاجة إلى دعم من أي جهة كانت، بل إن التوزيع انعكس على الإعلان حتى صار القطاع الخاص أكبر معلن بالسوداني، وصارت السوداني اكبر معلن للقطاع الخاص وسط الصحف.
* مثلما لم يخب ظني في ادارة التحرير، ارجو إلا يخب ظني في الأخ محجوب الذي كنت احسب ان شراء الصحيفة منه وهي متعثرة خدمة أقدمها له وواجب اقوم به، وكنت اظن-وما ازال- أن عروة من الذين يملكون أخلاق الرجال، ويحفظون الوداد، ولا يتصيدون سوانح المواقف الهزيلة، ولا ينصبون حبال السياسة المهترئة. ولا يسيئون لمن أحسن.
*هذا بلاغ للناس، واشهار للحقيقة، ورد على رجل كنا نرغب في صفائه لا عدائه، وفي وفائه لا جفائه. فإن توقف توقفنا وكان شيئا لم يكن، وان عاد عدنا بما يحفظ كرامتنا وسمعتنا من أن تتلوث بالاكاذيب.

15يناير2020

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.