الشربكا يحلها أحمد دندش عركي و(قانون المرأة المخزومية)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أتاه أحد الصحابة ليشفع في المرأة المخزومية التي سرقت: (أيُها الناس إنما أهَلَكَ الذينَ قَبَلكُم إنَهُم كانوا إذا سَرَقَ فيِهم الشَرِيفُ تَركوه وإذا سَرَقَ فيِهُم الضعيف أقاموا عليه الحد و أيمُ الله لو أن فاطمةُ بنت محمد سَرَقتْ لقطعتُ يدها).
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم واضح جدا ولايحتاج لكثير شرح أو عناء فهم، فقد حذر من (الانتقاء) في العقوبة، وأن ينتهج القائمون على الأمر (العدل) في إصدار الأحكام، وألا يتم تمييز الفقير على الغني أو القوي على الضعيف، وكذلك (الصحفي)، عليه أن يكون أمينا فيما ينقل وصادقا فيما يكتب وألا يميز بين من يكتب عنهم إلا بـ(الحق).
وكلمة الحق اليوم تقتضي علينا أن نقول وبكل شجاعة أن ما قام به عركي من تصرف في احتفائية الكابلي و(دفعه) للموسيقار محمد الأمين بتلك الطريقة الحادة هو تصرف مرفوض، ويستوجب اعتذارا واضحا من عركي صاحب المواقف المشرفة والشخصية القوية.
البعض سارع للدفاع عن عركي، مرتكزين على أن ما قام به هو شيء طبيعي لأنه كان يعتقد أن محمد الأمين سيحتضن كابلي ويبكي، ولأولئك أقول إن تفسيرهم غريب، فكيف (يصادر) عركي من ود الأمين (حق الفرح)، وهو الذي وقف ضد نظام دولة كامل بسبب مصادرته لـ(أحلام الغلابة) و(أفراح المساكين).
آخرون قالوا إن عركي كان يخشى على كابلي من الانفعال لذلك أبعد ود الأمين، ولأولئك أيضا أقول: كانت هناك ألف طريقة لإبعاد ود الأمين، أبسطها أن يهمس عركي له في أذنه وأعتقد أن محمد الأمين كان سيفهم وسيقدر وسيحترم الجميع عركي وسيثنون عليه كثيرا بدلا من انتقاده.
أحدهم ممن أثق في حديثه، أخبرني أن كل المبررات التي ظل يوجدها البعض لعركي غير صحيحة، وقال لي بوضوح إن ابن كابلي طلب من محمد الأمين أن يهمس لعركي بأن يحترس من وضع يده مكان العملية الجراحية التي أجريت لكابلي، وعندما حاول محمد الأمين الاقتراب من عركي ليمنحه مضمون الرسالة كان نصيبه تلك (الدفرة القاسية).
الروايات كثيرة، والمبررات متراكمة، لكن كلها تصب في سلوك واحد وهو (قسوة) عركي في التعامل مع فنان كبير بحجم محمد الأمين، لذلك فأنا من هنا أطالب عركي بالاعتذار، وأعلم جيدا أنه رجل (حقاني) لن يتوانى في ذلك الأمر ولن يؤجله لأنه فنان بحجم (كل المواعيد).
شربكة أخيرة:
نحب محمد الأمين ونهوى عركي حد النهايات ونعشق كابلي عشقا لو قسم على العالمين لما كفاه، لذلك نكتب اليوم حتى لا يتناقص حبنا لأي منهم، وليظلوا هم (كبار) هذه الساحة الذين نستنجد بهم عندما يطعننا (الصغار) بسلوكهم، ويمزقون (أحشاء) الذوق العام بـ(خناجر أغنياتهم المسمومة).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.