“هآرتس”: التطبيع بين اسرائيل والسودان.. اخراج الأرانب من القبعة

ترجمة: سحر أحمد

تساءلت صحيفة “هآرتس” التي تعتبر واحدة من أهم الصحف الإسرائيلية عن رغبة السودان في التطبيع مع اسرائيل، وماهي الفوائد التي تجنيها الخرطوم من هذه العلاقة، معتبرة أن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان “انجاز دبلوماسي كبير”، يخدم أهداف نتنياهو السياسية، والتي تهدف الى تعزيز صورته كرجل دولة كبير، مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 2 مارس.

أهداف سياسية:

وأشارت الصحيفة التي تصدر بالعبرية في تل أبيب وتترجم منها مختارات للانجليزية، الى أن رحلة نتنياهو إلى أوغندا، تعتبر جزء من جولة عالمية سبقتها زيارات إلى واشنطن وموسكو. وشبهت الصحيفة الخطوة التي أقدم عليها نتنياهو “باخراج الأرانب من القبعة” في اشارة الى العمل المفاجئ والأستعانة بالسحر للقيام بأمر خارق، الا أنها اعتبرت الخطوة ضمن جهود نتنياهو لتعزيز صورته قبل الانتخابات، متوقعة أن يسعي مكتب رئيس الوزراء لترتيب اجتماعات أخرى من هذا القبيل – ربما مع قادة دول الخليج – قبل تصويت 2 مارس.

واعتبرت الصحيفة أن هذه التحركات تهدف أيضًا إلى تهدئة اليمينيين المحبطين من الوعود الهشة لنتنياهو ومساعديه فيما يتعلق بضم المستوطنات على وجه السرعة بعد تقديم خطة سلام دونالد ترامب الأسبوع الماضي. حيث قام مستشار الرئيس، وصهره، جاريد كوشنر، بوضع حد (في الوقت الحالي) لتوقعات نتنياهو و نقض خطوات الضم التي قامت بها إسرائيل قبل الانتخابات. فيما بدأت سلبيات الخطة تتكشف.

المكاسب المتوقعة:

وفي الوقت نفسه قالت الصحيفة إن هذا ينبغي ألا يقلل بالضرورة من القيمة الدبلوماسية للقاء الزعيم السوداني. حيث يعمل نتنياهو باستمرار على توسيع علاقات إسرائيل، الجهود التي تعتبر معظمها سريه، وبعضها غير سري مع الدول العربية والإسلامية، على الرغم من الجمود التام (الذي ساهم فيه هو نفسه ، بشكل كبير) في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقد أقر رئيس الوزراء الاسرائيلي في وقت مبكر بتقارب المصالح بين إسرائيل والأنظمة السنية، على خلفية التهديد المزدوج الذي يشكله كل من التحالف الشيعي بقيادة إيران، وكذلك التنظيمات مثل القاعدة وداعش.

ولفتت الصحيفة الى أنه إذا قُدِر للجليد أن يذوب، فهناك بعض الأشياء القليلة التي يمكن للسودان الحصول عليها من إسرائيل. من بينها: المساعدات التكنولوجية والعلمية، اضافة الى المساعدة في مجال الذكاء الاصطناعي (لم يتم ذكرها علنًا، ولكن تمت مناقشتها بالتأكيد)، وقبل كل شيء، الوصول إلى البيت الأبيض. معتبرة أن السودان، مثله مثل بلدان أخرى في المنطقة، يدرك جيدًا قوة الروابط بين نتنياهو والإدارة الأمريكية الحالية. فالسودان في حاجة ماسة لإعادة التأهيل من الغرب، بعد سنوات من الحرب الأهلية وجرائم الحرب والتورط في الإرهاب الإقليمي – حيث يُنظر إلى إسرائيل على أنها قناة أساسية للولايات المتحدة – بحسب الصحيفة.

التقارب الأمريكي:

وفقا للصحيفة فإنه من المفترض أن يكون التقارب مع الأميركيين بمثابة تطور من شأنه أن يكمِّل تحولًا بدأ في العلاقة بين الولايات المتحدة و السودان قبل عدة سنوات. مضيفة أنه قبل حوالي عقد من الزمان، كانت الخرطوم مرتبطة بعلاقات عميقة مع إيران.
وقامت طهران بتحويل الأموال إلى النظام الحاكم في السودان، وفي المقابل تلقت مساعدة لوجستية قيمة في مجال صناعة وتهريب الأسلحة. من العام 2009 إلى العام 2012 ، كشفت وسائل الإعلام الأجنبية عن سلسلة من الهجمات التي نسبت إلى إسرائيل، ضد سفن الأسلحة وقوافل التهريب، وفي إحدى الحالات كانت الهجمات على منشأة لتصنيع الأسلحة في السودان. بعض الهجمات كانت عن طريق الجو. وفي إحدى الحالات، قامت وحدة كوماندوز بحرية بتنفيذ غارة.

العلاقات مع إيران:

بالنسبة لإيران، كان السودان بمثابة طريق تهريب مركزي، حيث ساعدها في تنفيذ مهمتين، الأولي تتمثل في نقل الأسلحة إلى قطاع غزة عبر أراضيها ومن هناك إلى مصر وسيناء، والثانية في باتجاه الغرب، ويتم تهريب الأسلحة إلى البوليساريو تحت الأرض، والذي يحاول منذ أكثر من أربعة عقود تحرير الصحراء الإسبانية من الحكم المغربي.

وتري الصحيفة أنه في مطلع العقد الماضي بدأت دول الخليج بالضغط على السودان للانتقال إلى معسكرهم. وتم استبدال التمويل من طهران بالأموال السعودية والمساعدات الاقتصادية من دولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبه ساهم السودان بكتائب من الشباب تم استخدامهم في الحرب الأهلية في اليمن، واعتبرت الصحيفة أن هذه هي الخلفية التي مكنت من تحسن العلاقات بين إسرائيل والسودان واللقاء بين نتنياهو والبرهان في عنتيبي.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.