صفقة القرن … هل تمر عبر بوابة إفريقيا؟

ترجمة: سحر أحمد
قال تقرير حديث بصحيفة “ذي هيل” المحسوبة على الكونغرس الأمريكي، إن واشنطن يممت وجهها شطر إفريقيا لمواجهة إيران. واعتبر التقرير أن الخطوة الأخيرة التي قام بها السودان في إطار تطبيع العلاقة مع إسرائيل تصب في ذات الاتجاه، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي مهندس اللقاء بين الجانبين السوداني والإسرائيلي والذي وصفته الصحيفة “بالمفاجئ”، في وقت قال فيه مسؤول أمريكي بارز أن الخطوة ينبغي أن ينظر إليها ضمن جهود السعودية للتقارب مع إسرائيل.

وكشف تقرير حديث بموقع “ذي هيل” أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تتجه نحو إفريقيا في محاولة لتعزيز تحالفها ضد إيران. معتبراً أن الولايات المتحدة تتطلع إلى السودان والمغرب كشريكين رئيسيين في الجهود الرامية إلى مواجهة طهران، وهو جزء من تحالف أكبر من أمريكا والشرق الأوسط بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

صفقة القرن:
أشار التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية تقدم حوافز كبيرة للبلدين الإفريقيين – في إشارة للسودان والمغرب – لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل وتعزيز التحالف. معتبرة أنه فيما يتعلق بالجانب السوداني، كان الاجتماع العلني الفريد لرئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الثالث من فبراير بمثابة إشارة إلى الولايات المتحدة بأن الخرطوم ملتزمة بتعميق العلاقات مع واشنطن والتخلي عن وضعها كدولة راعية للإرهاب.

وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب تدرس الاعتراف بأحقية المغرب بتبعية الصحراء الغربية المتنازع حولها في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوات تأتي في وقت فشلت فيه الإدارة الأمريكية في حشد الدعم العربي والإفريقي لصفقة القرن أو خطة ترامب للسلام. فيما تشدد غالبية الدول العربية والإسلامية على أن الوصول إلى حل عادل للنزاع مع الفلسطينيين شرط مسبق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وبحسب التقرير فقد رفضت الهيئات الرسمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي الخطة رسمياً على الرغم من تقديمها في البداية دعمًا صامتًا في الأيام الأولى بعد صدور الخطة في يناير.
في ذات الأثناء يُنظر إلى إسرائيل كحليف رئيسي بين دول ذات أغلبية سنية ودول خليجية مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية التي تتطلع إلى كبح طموحات إيران في المنطقة.

حرب بالوكالة:
ترى الصحيفة أن الولايات المتحدة وإيران اقتربتا من شفا حرب في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية في الثالث من يناير، حيث لا تزال التوترات بين واشنطن وطهران مرتفعة، في ظل استمرار إدارة ترامب في حملة العقوبات الاقتصادية على إيران بسبب دعمها للقوات القتالية بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك برنامجها النووي.
من جانبها، تعهدت طهران بمحاربة خطة ترامب للسلام ودعم الإجراءات ضد إسرائيل من قبل الجماعات المسلحة مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، إلى جانب حزب الله اللبناني.
وقال جوناثان شانزر، المحلل السابق لشؤون تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية، والذي يشغل حالياً منصب النائب الأول لرئيس “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، إن التواصل مع السودان والمغرب ينبغي أن ينظر إليه في سياق الجهود السعودية للتقارب مع إسرائيل، ويقول شانزر الذي يشغل موقعاً بارزا بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعروفة بولائها المطلق لإسرائيل، وبتوجهاتها اليمينية المتشددة، أن السودان والمغرب غير مهتمتين بجامعة الدول العربية ويمكنهما البدء في تقويض البيان الرافض لصفقة القرن.

خروج من العزلة:
ويشير التقرير إلى أنه فيما يتعلق بالسودان، فإن اعترافه العلني بإسرائيل قد يعتبر مؤشراً بالنسبة للولايات المتحدة بأن الحكومة المدنية العسكرية الانتقالية تتخطى وسمها كدولة راعية للإرهاب – وتصنيفها كدولة منبوذة والذي تشترك فيه مع إيران وكوريا الشمالية وسوريا ويمنع المجتمع الدولي من التعاطي مع اقتصادها.

وتفيد التقارير أن الاجتماع المفاجئ في الثالث من فبراير بين الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان ونتنياهو قد تم ترتيبه من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة بحسب الصحيفة.
من جانبها قالت الصحفية الاستقصائية إميلي ستيل ومديرة الابحاث بالمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة إنه من المنطقي أن يتواصل السودان مع إسرائيل كجزء من جهوده لتخفيف العقوبات الأمريكية، وجزء من الاتجاه العام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بين الدول المتحالف معها ضد إيران.

وتشير ستيل إلى أن السعودية والإمارات لديهما نفوذ كبير بالسودان، يصعب على الحكومات الحديث عنه علناً، إلا أن هذه حقيقة الأمور.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة الانتقالية بالسودان كانت تصريحاتها متضاربة فيما يتعلق بالخطوة، وأن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك انتقدها مشيراً إلى أن العلاقات الخارجية تقع ضمن اختصاصات مجلس الوزراء وفقا للوثيقة الدستورية.
من جانبه وصف كاميرون هدسون، المسؤول السابق بالبيت الأبيض وكبير الباحثين في المجلس الأطلنطي الخطوة بالتطور “الايجابي”، الا أنه انتقد السياق الذي تمت فيه العملية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.