الجيش.. كشوفات تقاعد تثير الجدل

الخرطوم: إيمان كمال الدين
أصدرت قيادة القوات المسلحة أمس الأول كشوفات تقاعد للمعاش وترقيات للضباط، شملت العديد من الضباط من رتبة العقيد حتى الملازم، وعلى الرغم من بيان القيادة العامة للقوات المسلحة والذي أوضح فيه أن الكشوفات تأتي بصورة راتبة بداية كل عام، إلا أن الكشوفات التي شملت أسماء ضباط ممن آزروا المتظاهرين إبان اعتصام القيادة العامة أثارت ردود أفعال واسعة حملت بعضهم إلى الإعلان عن مليونية تتويج الأبطال،الخميس” ..تضمن الإعلان صورة لأحد المحالين للتقاعد الملازم أول محمد صديق، قبل أن يتم التراجع عن القرار عصر أمس حيثُ قال الناطق باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في تغريدة لهُ على حسابه بـ”تويتر” (الملازم أول محمد صديق سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارساً لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة).

وطبقًا لبيان صادر من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة فإن الكشوفات تأتي وفقاً للوائح فرع شؤون الضباط وشروط اجتياز حواجز الترقي والاستمرارية بالقوات المسلحة، مشيرًا إلى أنها شملت رتب الضباط من رتبة العقيد حتى الملازم”. موضحًا أن بقية الكشوفات ستتوالى لاحقاً.
وأضاف: هذه الكشوفات مرتقبة في هذا التوقيت من كل أفراد القوات المسلحة ولا تعتبر كشوفات فوق العادة وتنجز بمهنية عالية.

شواغر الميزانية
اللواء “م” أمين إسماعيل مجذوب قال في حديثه لـ(السوداني) إن الكشوفات عادةً ما تأتي في بداية العام تزامناً مع الميزانية وتأخرت لأسباب إدارية، موضحًا أنها تعتمد على وجود شواغر في الميزانية وإكمال المدة الأقصى لكل رتبة، وأن كشوفات معالجة الترقيات تأتي عادة لـ8 أسباب.
وحول تضمن الكشف لأسماء بعض الضباط الذين آزروا المعتصمين بالقيادة العامة للقوات المسلحة قال أمين إن ذلك قد يكون نتيجة لإجراءات إدارية تمت فبعض التصريحات قد تكون خارج النطاق العسكري، مشيرًا إلى أن للمؤسسة العسكرية أسلوبها الخاص في التعبير عن الآراء.
وأضاف: تعتمد الكشوفات على الشواغر المتاحة للتغيرات، قد تزيد وقد تنقص لا يوجد عدد محدد، وتأتي الكشوفات مرةً في السنة وإذا استدعى الأمر أكثر من ذلك تكون هناك إشارات خاصة.

مخالفة أوامر
من جانبه اعتبر المحلل السياسي د.صفوت فانوس في حديثه لـ(السوداني) أن الكشوفات التي تمت هي خليط من عاملين الأول أنها راتبة وحسب التدرج للرتب في القوات المسلحة وهو ما يتم عادةً في كل الأجهزة الشرطية، والأمنية.
وأضاف: أما العامل الثاني ربما رأت القيادة السياسية أن الموقف الذي تم من بعض الضباط موقف غير منضبط لافتًا إلى أن الانضباط أمر مهم لدى الجيش ولا مجال لحرية الرأي لجهة أن القيادة ربما تعتبر أن من خالفوا الأوامر غير منضبطين.
وتابع: المؤسسة العسكرية لا توجد فيها مجاملات بطبيعتها هي أجهزة قتالية.

معالجة هرمية
في سبتمبر من العام الماضي أصدرت أيضًا القيادة العامة للقوات المسلحة عدداً من القرارات تم بموجبها ترقية ضباط في الرتب المختلفة للرتبة الأعلى، وإحالة آخرين إلى التقاعد، وبشأن ارتباط هذه الإحالات بالمحاولات الانقلابية السابقة قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد عامر محمد الحسن في تصريح سابق لـ(السوداني): إن الكشوفات لا تخلو من المعاني الخاصة بنظافة القوات المسلحة، التي أعلنت من قبل على لسان القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بأنهُ لا مجال لأيّ مناشط أو أعمال خارج القوات المسلحة وتعليماتها وقوانينها، وكل من يخالف يكون تحت طائلة القانون.
وأضاف: “قد تكون المعالجات عبر الكشوفات وقد تكون في هذه الأسماء هذه النوعية، لكن لا يمكن الجزم بأن كل هذه الأسماء حولها إشكالات”. وقال عامر إن القرارات التي تمت بموجبها ترقية وإحالة عدد من الضباط تأتي في إطار المعالجة الهرمية والراتبة في القوات المسلحة، مشيراً إلى أن للقوات المسلحة معالجاتٍ وتدرجاً وظيفياً مبنياً على خانات هرمية معينة تستدعي بين كل فترة وأخرى مراجعة الهرمية، لافتًا إلى أن التغييرات تكون راتبة أحيانًاً أول السنة أو منتصفها، موضحاً أن الكشوفات بدأت برتبة العميد واللواء وأنها متوالية ومستمرة.

هيكلة الجيش
في ذات السياق يربط العديد من المختصين بالقرارات الخاصة بإحالات ضباط للتقاعد وترقي آخرين في سياق القرارات التي أصدرها رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، في أكتوبر من العام الماضي، القرارات تم بمُوجبها حل رئاسة الأركان المشتركة واعتماد العمل بنظام هيئة الأركان، هذه القرارات طبقًا لبيان القيادة وقتها أتت في إطار تنظيم العمل بالقوات المسلحة والإجراءات الدورية الراتبة وفقاً لقوانين ولوائح القوات المسلحة.
وطبقًا للقرار تم تشكيل هيئة الأركان من الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين الحسن رئيساً لهيئة الأركان والفريق أول بحري ركن عبد الله المطري الفرضي حامد مفتشاً عاماً للقوات المسلحة والفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان خليل نائباً لرئيس هيئة الأركان للإمداد، كما تم ترفيع بعض القيادات وإحالة آخرين للمعاش.

دواعي التغيير
مختصون يرون أن هذا التغيير تم بدواعي إعادة هيكلة القوات المسلحة، وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد عامر محمد الحسن قال في تصريحات سابقة إن إعادة هيكلة القوات المسلحة كلها لمواكبة الوضع الجديد في البلاد وهو ما يتطلب صدور تعليمات جديدة بحيث إنها ترجع مرة أُخرى لرئاسة الأركان السابقة المشتركة، بالتالي الأمر يتطلب حذف كثير من الوظائف ووظائف جديدة، مما يتطلب إعادة تسكين من جديد لكل الرتب والوظائف السابقة لرتب جديدة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.