اغتيال حمدوك..من المستفيد؟!

-١-
الروايات الثلاث، وزيرالإعلام والنائب العام وإعلام الشرطة، عن محاولة اغتيال حمدوك، إذا جُمعت في نص واحد، لا تُعطي قصة متكاملة منسجمة ذات وحدة موضوعية، كأنهم يتحدثون عن ثلاث محاولات !!
في مثل هذه الحوادث الخطيرة الأفضلُ وجودُ رواية رسمية واحدة قوية ومتماسكة وتحتمل الاستجابة للتساؤلات .
كان على وزير الإعلام أَلا يدخل في تفاصيل العملية؛ فقد ثبت عدم وجود رصاص، ويكتفي بالبُعد السياسي للحدث، وليس من اختصاص النائب العام الحديثُ عن نوع المتفجرات وكيفية تفجيرها عن بُعدٍ أو قُرب، كان عليهم تركُ تفاصيل ما حدث على أرض الواقع لجهات الاختصاص المهني والفني.
-٢-
في كل جريمة صغيرة أم كبيرة يبدأ التحقيق بتحديد طبيعة الدوافع ومن المستفيد ؟؟
مع أخذ كل الاحتمالات في الاعتباروتَأمُّل كل ما قيل وكُتب في البيانات الرسمية والتعليقات السياسية، من الصعوبة توفير إجابة موضوعية ومنطقية لسؤال: الدوافع وتحديد الطرف المستفيد.
لا تُوجد جدوى سياسية منظورة لأيّ طرف سياسي من غياب دكتورعبد الله حمدوك عبر عملية اغتيال.
-٣-
أقربُ متهٍم والذي أشارت إليه كثير من أصابع الاتهام هوأنصارُ النظام السابق!
ولأنه متهمٌ جاهزوسهلٌ وموضوعٌ في دائرة الاشتباه،من قبل ومن بعد، من المفترض ألا يفكر في القيام بمثل هذا العمل.
غيابُ حمدوك عبر تلك الطريقة كان سيدفع البلاد نحو الفوضى وسيجعل الإسلاميين يدفعون ثمناً باهظاً باعتبارهم المتهم الاول في كل ما يمكن أن يُعيق الفترة الانتقالية.
اغتيال حمدوك كان سيرفع وتيرة العداء للإسلاميين وسيزيد من عزلتهم الجماهيرية ويوفر مبررات للتمادي في قمعهم إلى حدود المشانق.
بحسابات السياسة، هم المتضررُ الأول لا المستفيد.
-٤-
احتمال المسرحية لدعم الشعبية أيضا احتمال ضعيف وهزيل، فشعبية حمدوك لم تتدنَّ لذلك الحد الذي يستدعي الدخول في تلك المجازفة غير مأمونة العواقب، وذات المردود المؤقت.
لا تزال شعبية حمدوك إلى الآن هي الأفضل بين كل القيادات السياسية وما هو متوفرٌ له من تعاطف دولي هو الأكبرُ في التاريخ المعاصر .
لا يوجد أحد عاقل يمكن أن يضع أمنه الشخصي ضمن خطوط المناورة السياسية لتحقيق كسبٍ محدود ومؤقت!
-٥-
احتمالُ العمل المخابراتي ضعيفٌ كذلك، فحمدوك ليس له عداء مع أي دولة، بل ما يجده من تعاطف واهتمام دولي وإقليمي غيرُ مسبوق، فهو ليس هدفا مخابراتيا مثاليا.
-٦-
الأرجح أن ما حدث واحد من اثنين:
بداية عمل إرهابي متطرف بدأ باختيار حمدوك كهدف سهل من حيث التأمين مع سلسلة أهداف تأتي لاحقاً.
السودان الآن في منطقة ضغط أمني منخفض، من المتوقع أن يجتذب إليه كثير من المتطرفين.
الاحتمال الثاني/العملية رسالة من جهة ما لم تُرِدْ اغتيال حمدوك، بل أرادت إرسال رسالة على بريد أطراف سيجعلهم الإحساس بوجود عبوة ناسفة تتربص بهم أو رصاصة ما تبحث عنهم أن يتبنوا خيارات معينة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.