عصر الفول

• الى أين نحن ذاهبون ؟، وبعبارة رجل الشارع البسيط ( البلد دي ماشة وين )؟ – هل نعتمد إجابة الناشط الإسفيري منعم سليمان ـ المنتشر بكثافة في المواقع الإسفيرية والأمكنة الرسمية وغير الرسمية – التي نشرها أمس على صفحته الرسمية وجاءت تقول : الوضع الاقتصادي في البلاد تعدى توصيف الأزمة ووصل إلى الكارثة ،، البنزين لن يستمر يوما واحدًا ،، الجاز على وشك الانتهاء ،، الدواء شبه معدوم ،، الخبز حدث ولا حرج ،، الكهرباء لا يمكن أن يستمر إمدادها بلا وقود ،، بنك السودان يعيش ما يشبه الإفلاس ولا صحة لشائعة ايداع ( حميدتي ) ل 170 مليون دولار في خزينة بنك السودان وغير صحيح استيراده ل4 سفن محملة بالقمح،، بلا أدنى لف أو دوران الوضع كارثي ويحتاج لتدخل عاجل وأنجع وشجاع من حكومتنا وعليها أن لا ترضخ لابتزاز القوى السياسية التي ليس لديها ما تقدمه للشعب في مثل هذه الظروف العصية سوى البكاء والمناحة ،، حفظ الله السودان ـ انتهت إجابة منعم سليمان ـ ولماذا منعم ؟ ببساطة لأننا طيلة الأشهر الماضية من عمر التغيير ما رأيناه في الاسافير الا ملتقياً مع أحد أركان المشهد السياسي الفاعلين أو يجمعه ( سيلفي ) مع القادة الرسميين والحكوميين بمن فيهم دولة رئيس الوزراء نفسه، فكيف لا تكون لإفادته قيمة ؟ .
• حسناً اسمحوا لي بسؤال آخر : ماذا يحدث ؟ وأيضا بالعبارة البسيطة ( الحاصل شنو ) ؟ ـ وهنا أيضاً هل نعتمد إجابة موقع ( سودان تربيون ) المنشور على موقعه الرسمي أمس تحت عنوان ( مسؤولون: السعودية والامارات توقفتا عن دعم الحكومة الانتقالية في السودان )، ويمضي الموقع في تفصيله للخبر : ( قالت مصادر متطابقة في الخرطوم لـ “سودان تربيون” إن كلا من السعودية والإمارات توقفتا عن تقديم العون المعلن للحكومة الانتقالية في السودان برغم تعهدات سابقة وضعها مسؤولو البلدين على طاولة المتنفذين في الخرطوم )، والتعهد كما هو معلوم من قبل هو مبلغ ال 3 مليار دولار أمريكي ـ ومضي الموقع ليفصل على هذا نحو ( وأكد مسؤولون في عدد من الوزارات ذات الصلة لـ “سودان تربيون” أن جملة المبلغ الذي وصل حكومة الخرطوم من الرياض وأبو ظبي حوالى مليار دولار حيث أن البلدين أرسلا وقودا ومساعدات غذائية بقيمة 500 مليون دولار علاوة على الإيداع البنكي لذات المبلغ بينما لم يتم استلام ملياري دولار وفقا للتعهد السابق )، لكن موقعا إخباريا محليا آخر نقل عن ( سودان تريبيون ) أضاف لهذا الخبر جديداً يقول ( إيقاف الدعم السعودي الإماراتي بطلب من واشنطن ) .
• عمومًا سؤالي إلى أين نحن ذاهبون ؟ وماذا يحدث ؟ في اعتقادي أنهما مشروعان ( ولا السؤال ممنوع )، ووصف الحال بل معايشته ومعاناته ومكابداته التي يعيشها المواطنون يغني عن السؤال، ولكن توقف السعودية والإمارات عن دعم الحكومة وفق تعهداتهما السابقة لأسباب ربما يعلمها القليلون منهم أهل السلطة وبالطبع لا يعلمها عامة الشعب ثم طلب واشنطون ـ إن صح ـ ولأي سبب كان، أضف إلى ذلك عدم وضوح الرؤية الحكومية للبدائل وسوء إدارتها للأزمة وفشل تدابيرها، كل ذلك ( عَصَرَ ) هذا الشعب المغلوب على أمره ( عصْر الفول ) لاستخلاص الزيت .
• نعم إن دول العالم لا تبني علاقاتها على العواطف البشرية بل على المصالح والمكاسب، لكن في حالتنا هذه هل اختل ميزان ما يعرف بالمصالح المتبادلة والمكاسب المشتركة ؟ أم أن الأمر صار فقط إلى معادلات شروط وتنفيذ ؟ ثم هل نفدت من كثرة الاستخدام وتكرار المطالب صلاحية عبارة ( الدول الصديقة والشقيقة )، ثم هل فقط يا حكومة الثورة ومن ورائها حاضنوها ومشاكسوها ـ في آن واحد ـ البدائل استجداء وانتظار أصدقاء ؟ أم هل من خطة وتكتيك دبلوماسي يستند على رؤية وطنية نتعامل بها مع عالم اليوم المائج والهائج ؟، وداخلياً هل روح الثورة ودفعها في اتجاه واحد ونحن نملأ فضاءات الإعلام بالحديث عن الثروات و الإمكانيات الزاخرة والطاقات المتفجرة والمتجددة ؟ وأخيراً سؤال الرمق الأخير : إلى متى سيستمر ( العَصِر )؟؟ يا فراج غوثك ،، والى الملتقى .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.